الهدى – متابعات ..
سجلت هيئة شؤون الأسرى في البحرين، اليوم الثلاثاء، الاقتحامات للمناطق البحرينية واعتقالات واستدعاءات المواطنين خلال شهر ايلول/ سبتمبر الماضي.
وقال الهيئة في احصائية لها انه خلال الشهر الماضي سُجِّلت اثنين وعشرين حالة اعتقال لمواطنين في من كرزكان وسترة وكرانة والسنابس وتوبلي والمالكية ورأس رُمان وكربَاباد ليفرج بعدها عن خمسة منهم.
وبينت الهيئة في تقريرها الإحصائي أن منطقة كرزكان هي الأكثر تعرضًا لحملات الاعتقال، حيث وصل عدد المعتقلين فيها إلى تسعة.
وذكرت ان الاعتقالات نفذت بأساليب مختلفة، اذ سجل سبع حالات اعتقال في حملة دهم للمنازل، وثلاثة عشر عبر الاستدعاء الأمني، واثنين من على جسر الملك فهد.
وبينت الهيئة في تقريران ذلك يعبر عن عقليةُ ونهجٌ قائمين على القمع والاستبداد والترهيب والتخويف، بهدف نشر الخوف والذعر في نفوس المواطنينن لافتة الى انه منذ اثني عشر عاما لم يمر شهر واحد في البحرين دون اعتقالات، حتى لو كان الهدوء هو الطابع العام في الشارع.
ويؤكد ناشطون ان سياسة القمع تمتد الى السجون التي تحوي أكثر من ألف وثلاثمئة معتقل سياسي، مضيفين ان المئاتُ منهم خاضوا إضرابا عن الطعام لمدة ستة وثلاثين يوما لكي يحظوا بظروف إنسانية داخل المعتقل دون اي تجاوب من قبل السلطة.
وكان البحرينيون قد استذكروا، يوم امس الاثنين، “اليوم الدوليّ للاعنف” والذي يصادف الثاني من تشرين الاول/ أكتوبر من كلّ عام، وهو يوم ميلاد المهاتما غاندي، زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة واستراتيجية اللاعنف.
وتعيد المناسبة بحسب ناشطون، التّذكير بتاريخ طويل من النّضال الوطنيّ لشعب البحرين، إذ تمكّن البحرينيون وعلى امتداد أعوام من تقديم أحد أرقى النماذج السلميّة، في التعبير عن آرائهم الرافضة لسياسة التفرّد بالحكم، والمطالبة بالديمقراطية والعدالة والشراكة الوطنية.
كما اشاروا الى التحديات الكثيرة التي واجهها المواطنون بكلّ الوسائل السلميّة المتاحة، رافضين العنف ومختلف الأساليب الوحشية التي أبدتها قوات أمن النظام، حيال التحرّكات الشعبية التي شهدتها البلاد منذ العام ألفين وأحد عشر.
وقتل النظام، البحرينيين تعمداً برصاص الشّوزن، واعتقل المئات وعذبّهم في بؤر المعتقلات، ومارس التنكيل والقمع بحقهم ، إلا أنّ ذلك لم يحول دون توقف الحراك الشعبي السلميّ، حيث يواصل البحرينيون حراكهم إلى اليوم بسلميّة كشعار أساس، ويجوبون الشوارع والطرقات من دون الاعتداء على أيّ من الممتلكات الخاصة أو العامّة.
وسبق ان وثقت جهات حقوقيّة عديدة معاناة الشعب إزاء سياسة بيت الحكم القمعية، مؤكدة تعرض المواطنين السلميين إلى التعذيب والتهجير والنفي والاعتقال وقطع الأرزاق، وانتهاكات أخرى لم تستثني النساء والأطفال أيضاً، لكن ورغم ذلك ظلّ متمسكا بشعار السلميّة، حفاظاً على الوطن وحرصاً على عدم الانجرار نحو هاوية العنف.