يستعد مئات الآلاف من الطلبة العراقيين في جميع المراحل الدراسية (ابتدائية/ ثانوية/ وجامعية)، يستعد هؤلاء جميعا للالتحاق في سنة دراسية جديدة حاملين معهم آمالا لا حدود لها، وأهدافا كبيرة، لكي يحققوها في مسار حياتهم، ولعله من الأمور البديهية أن يكون الإنسان في مقتبل عمره أكثر حيوية وشغفا بالحياة، وأكثر اندفاعا لتحقيق مطامحه.
هناك طرفان في العملية التعليمية والتربوية، يشترك هذان الطرفان في التصدي لمسؤولية الدراسة والتعليم والتقدم فيهما، أملا في بناء حياة فردية سعيدة وناجحة، وكذلك للمساهمة في بناء مجتمع جيّد ودولة مستقرة، هذا الطرفان هما (المعلم/ و الطالب)، وهناك من يعتقد بأن المسؤولية في الدراسة وتحقيق أهدافها تقع على الطالب أولا، حيث يتطلب منه الاستعداد العلمي والنفسي والمادي التام للبدئ بسنة دراسية جيدة.
⭐ هناك طرفان في العملية التعليمية والتربوية، يشترك هذان الطرفان في التصدي لمسؤولية الدراسة والتعليم والتقدم فيهما، أملا في بناء حياة فردية سعيدة وناجحة، وكذلك للمساهمة في بناء مجتمع جيّد ودولة مستقرة، هذا الطرفان هما (المعلم/ و الطالب)
وهناك من يرى العكس، حيث يعلن بأن المسؤولية التعليمية والتربوية الأكبر تقع على المعلم، أو على الكادر التعليمي والتدريسي والتربوي، فالمعلم بكل مستوياته ومهامه وعناوينه هو الذي يقود العملية التعليمية والتربوية، وهو الذي يهندس هذه العملية ويخطط لها علميا وتربويا وحتى إداريا، وبالتالي تعود قضية نجاح الجهود الدراسية السنوية على طريقة وطبيعة إدارة هذه العملية طيلة السنة الدراسية.
بمعنى إذا أخفق الطرف الأهم وهو المعلم في الاستعداد الجيد للعملية التربوية والتعليمية، فإن الطرف المقابل وهو الطالب لن يكون قادرا وحده على إنقاذ العملية التعليمية من الفشل، لهذا تقع المسؤولية الأكبر على المعلم والتدريسي الأكاديمي أو غيره.
فما هي الشروط والمواصفات التي يجب أن تتوافر في (التدريسي بشكل عام) لكي يكون طرفا حيويا ناجحا في صنع سنة دراسية جيدة؟
- أولا: الاستعداد العلمي للمعلم
هذا الشرط يقع في مقدمة الشروط، فإذا أراد المعلم أن يكون طرفا فاعلا في العملية التعليمية والتربوية لابد أن يكون ملمّا بمادته التدريسية جيدا، ويطلع بشكل جيد على طبيعة المادة الدراسية، ويواكب التطورات المتسارعة التي تحدث بشكل يومي في عموم العالم.
- ثانيا: الاستعداد التربوي للمعلم
وهذا الشرط يتعلق بالجانب الأخلاقي والسلوكي، فالمعلم (التدريسي بكل عناوينه) هو النموذج المهم للطلبة بشكل عام، وهؤلاء الطلاب ينظرون إلى المعلم على أنه النموذج الأفضل لهم، وكلنا نتذكر جيدا كيف كانت تؤثر شخصية المعلم فينا، وكيف كنا نتعلم منه السلوكيات الجيدة والأخلاق الحميدة.
- ثالثا: الابتعاد عن التدريس العنيف
وهذا الشرط يتعلق بالعنف المدرسي، ولجوء بعض المعلمين إلى اسلوب العنف في التعامل مع الطلبة، لاسيما في المراحل الأولية (الابتدائية والمتوسطة)، وبالتالي تكون العلاقة بين الطرفين متشنجة وغير سليمة، ولا يمكن أن يحقق الطرفان عملية تربوية تعليمية ناجحة.
- رابعا: التعامل العادل مع الطلبة
من الشروط الأساسية لنجاح المعلم هو أن يكون عادلا في تعامله مع طلبته، فلا يفضل أحدا على آخر، ولا يقرّب أحدهم على الآخرين، فالمعروف أن الطلاب في الصف الواحد تكون لديهم مراقبة لطريقة تعامل المعلم معهم، وهذه طبيعة بشرية، لذلك فإن أي اهتمام بطالب معين على الآخرين يخلق فجوة بين المعلم وطلابه، لاسيما في العلامات الامتحانية.
- خامسا: فاعلية عنصر التشجيع
من المواصفات الجيدة التي يمتلكها المعلم هي قضية تحفيز الطلاب من خلال التشجيع المعنوي وحتى المادي الرمزي أحيانا، فهناك معلمون يقدمون هدايا رمزية بسيطة لطلابهم، والعبرة ليس بقيمتها المادية وإنما المعنوية، حيث يفرح الطالب بهدية المعلم، وينظر لها بسعادة غامرة، تجعل من شخصيته متفاعلة ومتفائلة، وأسلوب التشجيع هذا يعد من الأساليب الفعالة في تحسين العلاقات بين الطرفين (المعلم الطالب).
⭐ المعلم (التدريسي بكل عناوينه) هو النموذج المهم للطلبة بشكل عام، وهؤلاء الطلاب ينظرون إلى المعلم على أنه النموذج الأفضل لهم، وكلنا نتذكر جيدا كيف كانت تؤثر شخصية المعلم فينا، وكيف كنا نتعلم منه السلوكيات الجيدة والأخلاق الحميدة
ولابد من الإشارة إلى أهمية الطرف الثاني (الطالب) في إنجاح العملية التعليمية التربوية، فهو يمثل الكفّة الثانية من الميزان، وعليه أن يسعى لكي يوازن الكفة الأخرى (المعلم) من خلال تحمّل مسؤولياته في تحقيق سنة دراسية جيدة، ومن هذه المهام، أن يكون جادّا في المتابعة والاطلاع والحفظ والإتقان ومعاونة التدريسي في استيعاب المعلومات.
كذلك على الطالب أن لا يُجبر المعلم على استخدام أساليب الخشونة في التعامل معه، وذلك من خلال التزام الطالب بالتعليمات والأخلاق المتعارف عليها والمعمول بها فيما بين المعلمين وطلبتهم، ومن القضايا المهمة التي يجب أن يتحلّى بها الطلبة المواظبة على الدراسة والتعليم وأن يتعاون داخل الصف وخارجه، وأن يستفيد من وسائل الاطلاع عبر الانترنيت لكي يضاعف من حصيلته العلمية كي يساعد المعلم ويساعد نفسه أيضا في مواكبة الجديد محليا وعالميا، ويجب أن يكون هناك تعاون متبادَل بين الطرفين لصنع سنة دراسية ناجحة.
أخيرا؛ من الأفضل أن تكون هناك خطة مدروسة لقضية التعاون بين الطرفين (المعلم/ الطالب)، مع إدخال أولياء الأمور على الخط، وتحميلهم مسؤولية المتابعة والمراقبة والاشراف والحضور الدوري المستمر إلى الندوات التي تعقدها المدارس لمناقشة شؤون الطلبة، هذا النوع من التعاون الثلاثي (المعلم/ الطالب/ ولي الأمر) سوف يساعد في إنتاج سنة دراسية متميزة.