الهدى – متابعات ..
حذر مختصون في شؤون البيئة من زيادة تراكيز العناصر الملوثة في الجو كالرصاص والكبريت والميثان، نتيجة استمرار حرق الغاز المصاحب، وتسببت هذه المشكلة بتنامي نسب الأمراض السرطانية والجلدية والتنفسية التي تسجلها الدوائر الصحية لاسيما في المحافظات الجنوبية كالبصرة وذي قار وميسان والمثنى .
وتشير إحصاءات إلى تسجيل أكثر من ألفي حالة سرطان في محافظة البصرة وحدها سنوياً، فضلاً عن نحو 20 ألف حالة فشل كلوي وأرقام مماثلة تسجلها الجهات الرسمية لأمراضٍ أخرى .
وتبقى مؤشرات ارتفاع معدلات التلوث البيئي في جنوبي البلاد رهناً بتنفيذ خطط استثمار الغاز وإيقاف انبعاثاته السامة، التي ترتبط وفقا لعددٍ من المختصين بتنفيذ جولة التراخيص النفطية الخامسة .
الخبير في الشأن البيئي، محمد كامل زهير، أوضح في تصريح له: أن عملية حرق الغاز في الهواء ستبقى مستمرة لحين دخول جولة التراخيص الخامسة التي أعدتها وزارة النفط.
وأضاف أن البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني جاء ليؤكد على استثمار كميات الغاز المحترقة في الحقول النفطية، بغية تحقيق أقصى فائدة وتقليل نسب الهدر والتلوث لهذه الثروة المهمة.
ولفت زهير، إلى أن الشركات المتقدمة بهذا المجال لاسيما العملاق الفرنسي توتال إنيرجي، تمتاز بتوظيفها للتقنيات المتقدمة الصديقة للبيئة واستثماراتها الكبيرة في الاستفادة من الغاز المصاحب.
وخلص اجتماع عقد مؤخرا، وجمع المختصين والمعنيين في الدوائر الحكومية مع عدد من نواب البصرة، لبحث مخاطر التلوث المتفشي منذ أعوام، إلى أن هناك نسبة تتراوح بين 35 و 40 بالمئة من الغاز المصاحب تحرق في سماء محافظة البصرة وفي مناطق جنوبي البلاد كالناصرية وميسان .
بدوره، قال مدير دائرة البيئة في المثنى يوسف سوادي: إن وزارة البيئة تتبع جملة من الإجراءات القانونية لمحاسبة الشركات التي لا تلتزم بالمعايير البيئية، إضافة إلى رصد المخالفات البيئية التي تخلفها الأنشطة الصناعية المختلفة.
وأشار إلى تطبيق الدائرة العديد من الإجراءات بالتنسيق مع إدارة حماية وتحسين البيئة في المنطقة الجنوبية، حيث نصدر إنذاراً للجهة أو المنشأة الصناعية المخالفة، ثم نلجأ إلى عملية فرض الغرامات أو إقامة دعاوى قضائية ضد الشركات والجهات المخالفة، لحين إيجاد الحلول وإزالة العارض .
وتعرضت البصرة ومحافظات جنوبية أخرى، خلال العام الماضي وفقا لما أكدته شركة التحليلات الجغرافية التي تقوم بتحليل بيانات الأقمار الصناعية لوكالة الفضاء الأوروبية، لأكبر سحابة ميثان في العالم جراء عدم التزام معظم الشركات النفطية بالمعايير البيئية.