تربیة و تعلیم

الانفعالات النفسية وتأثيرها على التعليم

من المعلوم ان التعليم عملية منظمة تخضع كل العناصر الداخلة بها الى ضبط مستمر يتغير بتغير الموقف التعليمي، وهذا لا يكون إلا بالاهتمام الواعي بمعرفة طبيعة المتعلم، و الطريقة التي يتقبل بها المعارف والمعلومات المختلفة، وكذلك الاهتمام الكامل بالبيئة التي تجري بها هذه العملية التعليمية، لان عدم المعرفة بذلك قد يسبب اختلاً في توازن المتعلّم مما يجعله غير مستقر، وهذا ما يؤدي الى نفوره من التعليم أثناء الموقف التعليمي، مما يؤدي الى فشل عملية التعليم التي هي أساس و قيمومة كل المجتمعات التي تسعى الى التقدم لتكفل بذلك كرامتها، فعدم ضبط الموقف التعليمي بكافة عناصره يؤدي إثارة الانفعالات النفسية المختلفة التي تؤثر بدورها في عملية التعليم والتعلّم، وهذا ما يحتاج أن نحيط به، وأن نهتم بموضوعها بشكل شمولي ليكون أمامنا مبدأ من المبادئ التي لا يمكن ان نتجاوزه في عملية التعليم والتعلّم.

ما هي الانفعالات النفسية في التعليم والتعلّم؟

إن المتتبع لموضوع الانفعالات النفسية يجد أنها عُرّفت بتعريفات مختلفة، و يرجع هذا الاختلاف الى سعة مفهومها، وتعقيد دراستها، إلا أننا يمكن ان نشير الى بعض من هذه التعريفات التي تتناسب وموضوع التعليم والتعلّم، وبما يخدم توضيح هذا الجانب النفسي المهم الذي يفترض تحقيقه و أخذه بالاعتبار داخل حجرة الدراسة فقد عرفت بأنها:

  • حالة نفسية جسمية ثائرة، أو حالة من الهياج العام تُفصح عن نفسها في شعور الإنسان وجسمه وسلوكه،  ولها القدرة على تحفيزه على النشاط، و من ذلك يكون الفزع والهلع من الانفعالات.                                      
  • حالات وجدانية عنيفة، و حالة من اللاتوازن بين الكائن الحي؛ الإنسان والحيوان من جهة؛ والمثيرات الخارجية المادية والاجتماعية أيضا من جهة أخرى، مما يؤدي ظهورها – أي الانفعالات- بشكل مفاجئ، وفي لحظة زائلة، قد تدفعنا للاقتراب من شيء ما، أو الابتعاد عنه، وتكون مصحوبة باضطرابات جسدية خارجية.                   
  • أسباب وعلاج

يظهر لنا مما سبق أن حدوث الانفعالات النفسية مرتبط بأمرين اثنين هما:

1. السبب أو المثير أو المنبه:

إذ إن الانفعالات بطبيعتها لا يمكن أن تظهر من فراغ، بل يوجد وراءها سبباً معيناً أو مثير ما.

2. الاستجابة:

وهي الإثارة التي تحدث بمثابة رد فعل على السبب أو المثير، ولها مظهران: شعوري، و جسمي، وتتفاوت الإثارة بين الأفراد؛ فمنهم من يكون ذو انفعالٍ عال، و مـنهم من يكون من ذوي الانفعال المنخفض، والاستجابة الانفعالية عند الأفـراد تتـراوح شدتها بين عالية جداً، وعالية، ومتوسطة، وقليلة، وقليلة جدا، والسبب في هذا التفاوت يعود إلى عوامل مختلفة؛ نفسية أو فسيولوجية أو اجتماعية أو غيرها.

⭐ عدم ضبط الموقف التعليمي بكافة عناصره يؤدي إثارة الانفعالات النفسية المختلفة التي تؤثر بدورها في عملية التعليم والتعلّم

وبالنظر الى  تأثّر الكائن الحي بها، فهي يمكن ان نقسمها إلى قسمين رئيسين هما:

الأول: انفعالات إيجابية أو سارة؛ وهي الانفعالات الباعثة على السعادة، والمنشطة للكائنات الحية، والمؤدية إلى اللذة والمتعة، ولها انعكاسات إيجابية على الصحة النفسية والجسمية، كالفـرح والسرور.

والثاني: الانفعالات السلبية أو غير السارة؛ بمعنى الانفعالات الباعثة على التعاسة، وتعمل هذه الانفعالات على الكبت، و تؤدي إلى الألم والمعاناة، كما تؤدي هذه الانفعالات إلى نتائج غير حميدة بالنسبة للصحة النفسـية، والجسـمية، ومنها: الغضب، والخوف، والذعر.

  • أما من حيث  شّدتها أو قوتها. فهي تقسم الى:

1- الانفعالات القوية:

وهي الانفعالات التي تعمل على زيادة النشاط، والطاقة، والحيوية والحماس، والحمّية، كما تعمل على زيادة ضربات القلب، وضغط الدم، ومن هذه الانفعالات علـى سـبيل المثال لا الحصر؛ السرور والعنف والغضب والحسد، وهذه الانفعالات تكون شّدتها مرتفعة.

2- الانفعالات الضعيفة:

وهي الانفعالات التي تكون شدتها ضعيفة وتعمل على التقليل من النشـاط والحيوية، ومن هذه الانفعالات؛ الحزن و الحنين و الضجر.

⭐ حصول أي نقص في عناصر البيئة المدرسية التي تتمثل بخدمات ضبط حرارة الصيف، أو بردوة الشتاء، وغيرها من الخدمات اللوجستية التي تتعلق بالمُتعلّم والمُعلِّم، فان ذلك له تأثير كبير على عملية التعليم والتعلّم

فهي بشكل عام أما تكون سُفلى بسيطة، أو عُليا أو مُعقدة، فالانفعالاتأمراً حتميا يرافق تعرض الإنسان للمواقف المختلفة، أو الظروف التي يمر بها، ومن ذلك فهي حالة ليست هيّنة أمام قضية التعليم وأهميته، لاسيما و أن التعليم والتعلّم يحتاج الى بيئة مهيئة، و متكاملة لنضمن بها سيطرتنا على انفعالات المتعلمين، الأمر الذي يضمن لنا استقرار حالتهم النفسية التي هي أساس التعليم وأساس تقبله من قبل المعلِّمين.

ومن ذلك؛ ينبغي أن يعرف كل المعنيين بشأن التعليم والتعلّم، إنحصول أي نقص في عناصر البيئة المدرسية التي تتمثل بخدمات ضبط حرارة الصيف، أو بردوة الشتاء، وغيرها من الخدمات اللوجستية التي تتعلق بالمُتعلّم والمُعلِّم، فان ذلك له تأثير كبير على عملية التعليم والتعلّم، نتيجته تولد الانفعالات النفسية السلبية التي تتعارض مع طبيعة تلقي المعارف والعلوم التي تسعى إليها المدرسة أو التعليم بشكل عام.

  • المصادر
  1. بني يونس، محمد محمود: سيكولوجية الدافعية والانفعالات. ط:1. عمان: دار المسـيرة للنشـر والتوزيـع والطباعـة،ط1، عمان، 2007.
  2. راجح، أحمد عزت، أصول علم النفس، المكتب المصري الحديث للنشر والتوزيع،ط10،الإسكندرية،1982.
  3. القوصي، عبد العزيز، علم النفس- أسسه وتطبيقاته التربوية، مكتبة النهضة العصرية،ط8، القاهرة،(د.ت).

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

اترك تعليقا