خلق فأبدع وصور فأحسن وله الحكمة ان صور بصورة عديدة لا يشبه أي منها صورة أي انسان اخر، ومن هذا الاختلاف التصويري حتماً يوجد اختلاف في السمات والصفات والطباع وهذا ما يمكن قراءته من سلوكيات الانسان التي تصدر منه، فاختلاف الشخصيات الانسانية ليس عيباً بالمطلق فحاشى لله ان يخلق بنقص بل هو ضرورة يراها الله في عباده لعلمه بعاقبة الامور.
ولعل التنوع هذا حالة صحية حيث إن هناك الشخصية الجيدة التي تمتلك الكثير من الصفات الإيجابية التي يسهل التعامل معها في أمور الحياة جميعها، وتتصف هذه الشخصية باللين واللطف وغيرها الكثير من الشخصيات التي نراها اقل جودة من تلك، ومن هذه الشخصيات هي شخصية الانسان اللئيم، فماهي ابرز علامتها او الدلائل عليها، وكيف نتعامل معها دون الدخول في تصادم او صراع.
⭐ التنوع هذا حالة صحية حيث إن هناك الشخصية الجيدة التي تمتلك الكثير من الصفات الإيجابية التي يسهل التعامل معها في أمور الحياة جميعها
الكثير من الناس وانا احدهم لا افضل التعامل مع الانسان اللئيم الا في حالات الاضطرار القصوى، لكوننا نعتبرها شخصية ليست سلسة التعامل ولا تعطي مساحة للاخر للتعبير عن نفسه او إبداء رايه في الامور المشتركة في كل النقاشات على سبيل المثال، او في اتخاذ القرار فيما يخص امر معين مشترك، او اننا نفضل الابتعاد عن التعامل مسير ميل لكونه يقدم مصلحته على كل شيء، وبالتالي قد نجد مبرراً للنفور والابتعاد عن التعامل مع صاحب هذه الشخصية غير المريحة.
- كيف نحكم على كون الانسان لئيم؟
عبر عدة سلوكيات تصدر منه يمكننا ان نحكم على كونه لئيم من دون ان تظلمه او تتجنى عليه، ومن أقبح صفاته الشماتة بغيره حين يصاب بمكروه، او يحدث له حادث او يمرض او غيرها من امور الحياة التي تحدث للجميع، ثم ان الانسان اللئيم لا يؤتمن على سر مهما طلب منه ذلك او خص به من صديق او قريب، ولا اعرف بصراحة الدافع النفسي لهذه السلوكية، كما من صفاته انه يتحدث عمن يخاصمه بسوء ويتناسى كل صافاته وافعاله الجميلة معه، وبذا هو يغادر شرف الخصومة ولا يمتلك شجاعة الانصاف.
من صفات الانسان اللئيم ايضاً انه دائما يذكّر الاخر بفضله عليه حين ينجز له عملا وان كان بسيطا، وحين تكون لديك حاجة عنده فأنه يحاول إذلالك كي ينجزها لك، وربما يرفض القيام بها رغم قدرته عليها، ناهيك عن كلامه المسموم المحشو بالخبث والنفاق والذي يحمل الكره والضغينة المبطنة مع تصنعه للود، واخيراً هو غير متاسمح ولا يقبل الاعتذار فحين يخطأ معه احد يراها فرصة للانتقام منه.
- كيفية التعامل مع الانسان اللئيم؟
ما من انسان الا ولديه مشكلة في شخصيته ومن الطبيعي ان لكل مشكلة حل او نص حل على اقل تقدير، إذ يمكن التعاطي مع الانسان اللئيم على الشاكلة التالية:
افضل تعامل مع الفرد اللئيم هو استيعابه والمحاولة قدر الممكن احتوائه والتعرف على دوافع لؤمه عن قرب وفهمها والتعامل معه كأنسان لديه مشكلة، لان ما يصدر من الانسان من تصرفات غير طبيعية حتماً وراءها دوافع نفسية تبرزها على شكل سلوكيات مؤذية للمحيط البشري القريب من صاحب العلة.
⭐ افضل تعامل مع الفرد اللئيم هو استيعابه والمحاولة قدر الممكن احتوائه والتعرف على دوافع لؤمه عن قرب وفهمها والتعامل معه كأنسان لديه مشكلة
ومثل هذه الشخصية يجب التعامل معها بحذر عالٍ والابتعاد عن العفوية والطيبة لان صاحبها يمتلك من الخبث والافكار المريضة ما يجعله يفسّر سلوكات الاخرين وفق مزاجه المريض الذي يصور له صوراً ليست واقعية، وقد يقوم بالاسقاط الذي هو احد آليات الدفاع اللاشعورية التي يلقي عبرها الانسان ما به من عيوب على الاخرين في محاولة لتخفيف الضغط عنه.
ويفضّل ايضاً مواجهة الشخص اللئيم والتعبير عن رفض سلوكياته المزعجة عليهم، او عكس السلوك والتعامل معه بذات الطريقة التي يعامل بها الاخرين وحين يرى الاذى الذي يلحق به من هذه المعامله قد يحاول مغادرة هذه السلوكية، او على الاقل انه يشعر بخطر ما يقوم به ويحاول تدريجياً ان يعدّل من سلوكه، إذ ان التعديل جداً ممكن إن وجدت النية للتغير والرغبة به.
وحين لا تنفع هذه السلوكيات في التعامل مع اللئيم هنا يجب تجاهله والتعامل معه وكأنه غير موجود في المكان الذي انت فيه، لئلا يجرك الى الوحل الذي يهو فيه، وبالتالي قد يجعلك تخطأ في قول او فعل وهذا الذي نخشاه في التعامل مع الانسان اللئيم، وبهذه الامور قد نستطيع تعديل سلوك اللئيم والعودة به جادة الصواب.