ان واقعة كربلاء باحداثها الاليمة الدامية ومأساتها المروعة والتي افجعت قلوب المؤمنين عامة وأهل البيت، عليهم السلام، خاصة كونت الجذور العميقة لمراسيم العزاء الحسيني.
مثلّت واقعة الطف انتصار الدم على السيف والحق على الباطل، والمبادئ السماوية على القوة الغاشمة، كانت الحدث الذي جعل من المستحيل للخلافة الأموية ان تصبح شرعية وتستمر.
اذا أردنا ان نفهم الفلسفة الحسينية يقتضي التفريق بين نهضة الإمام الحسين، عليه السلام، وفاجعة الطف الاليمة، مع اعطاء الاعتبار للفاجعة، ولكن الاغلبية يدمجونها ويطغون المأساة على النهضة.
⭐ مثلّت واقعة الطف انتصار الدم على السيف والحق على الباطل، والمبادئ السماوية على القوة الغاشمة
الذكرى الحسينية عمل من أعمال الحياة، وحافز يحمل المسلم على تغير واقع حياته الباىسة.
الامام الحسين، عليه السلام، اختار مصيره اختيارات لكراهته للذلة، وهو بوصفه إماما كان عليه الدفاع عن صورة الإسلام ضد السلطة الأموية التي تحكم بأسم الإسلام ظلما وعدونا بأي ثمن.
- الامام الحسين ثورة مستمرة وقائد ينتظر مؤيديه في كل زمان
إن نهضة الإمام الإمام الحسين، عليه السلام، انطلقت من مبادئ الإسلام، فهي تمثل كافة المسلمين، فلا يجوز اعتبارها تراثا مذهبيا للشيعة، بل هي أيضا لغير المسلمين و الموحدين، و ممن سجل إكباره للقضية الحسينية، فهذا غاندي يقول: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوم فانتصر.
الامام الحسين، عليه السلام، ثورة إسلامية مستمرة، وقائد ينتظر مؤيديه في كل زمان، فهو منذ خروجه للإصلاح في أمة جده سنة ستين هجرية، وإلى الأبد يثور لهذا الهدف، فثورته لم تنتهِ في وقتها، بل هي قابلة للتفجر ضد يزيد كل عصر.
- نهضة الإمام الحسين انموذجا يُحتذى به عبر التاريخ
لثورة الإمام الحسين، عليه السلام، نهضة سياسية كانت ولا تزال صرخة مدوية في وجه الظلم بجميع صوره، لذا أصبحت حركته نبراسا لكل معارض يصدح بالحق، او يسعى لتحقيقه في ظل جاهلية المجتمعات وسكَوتها عن الظلم.
وقبولها بالخضوع للاستبداد سواء طوعا او كرها، فبنهضته هذه شكّل انموذجا صار عبر التاريخ يحتذى به، فمن نهض مع قلة الناصر لتصحيح المسيرة والدعوة لإظهار الحقيقة يستذكر الحسين، عليه السلام، وفي ذلك استوى المسلم وغير المسلم، فهذا القائد الهندي غاندي المعروف يستذكر الإمام الحسين، عليه السلام، عندما علم انه يكافح ضد اعتى قوى العالم مع قلة الناصر فقال كلمته المشهورة: تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فانتصر.
⭐ إن نهضة الإمام الإمام الحسين، عليه السلام، انطلقت من مبادئ الإسلام، فهي تمثل كافة المسلمين، فلا يجوز اعتبارها تراثا مذهبيا للشيعة
ان الصدمة الشديدة التي خلفتها أحداث كربلاء، والاثار النفسية البليغة التي تركتها في ضمير كل مسلم استطاع نصره فلم ينصره، وسمع واعيته فلم يجبها، هذا الشعور بضخامة الإثم حدا بالكثيرين إلى القيام بالثورات والانتفاضات ومنها ثورة التوابين.
فهنيئا لهم من امة الإمام الحسين، عليه السلام، في مشارق الأرض ومغاربها التي بقيت على العهد، وهي تقيم المراسيم الحسينية وطقوسها، هدفها المبادئ والأفكار الإنسانية، وانقاذ الأمة والدين من الضلال والنزيف والهوان، ومهما تعاقبت الأزمان، فإن الإمام الحسين، عليه السلام سيبقى منار الهدى سفينة النجاة.
أعظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد الإمام الحسين، عليه السلام، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره. السلام على الحسين وعلى اخيه ابي الفضل العباس والأرواح التي حلت بفنائه.