الهدى – متابعات ..
دخل المعتقلون في سجن جو المركزي في البحرين يومهم التاسع عشر من اضرابهم المفتوح عن الطعام، مؤكدين عزيمتهم واصرارٍهم وإيمانٍهم بالانتصار الحتمي في معركتهم.
وصاحب الاضراب رسائل يبعثها المعتقلون من داخل السجون والتي تؤكد على الثبات والصمود حتى تحقيق المطالب.
ولخص معتقل الرأي علي عثمان وضع المعتقلين المضربين، في ان التراجع سيرتد عليهم مزيدًا من المعاناة والاضطهاد.
وكثيرة هي الحقوق التي يطالب بها السجناء، كالحق في التعليم بحسب معتقل الرأي جعفر حسين أدم.
بدوره بيّن معتقل الرأي حسين عبدالله السّواد ان “المعتقلين السياسيين يعاملون من قبل ادارة السجن كما السجناء الجنائيين.
ومن اهم المطالب التي ينادي بها السجناء المضربين هي انهاء سياسة العزل، خاصة وانهم معزولون عن العالم الخارجي ولا يسمح لذويهم بإيصال ما يحتاجون اليه.
وبحسب معتقل الرأي حسام مهدي سرور فإن حدود البطش وصلت الى حد مضايقات يقوم بها أفراد الشرطة المجنسين الذين لا يراعوا المقدسات الاسلامية.
ودعا النشطاء البحرانيين في المهجر إلى الإضراب عن الطعام بتاريخ 29 أغسطس تضامناً مع المعتقلين السياسيين، كما أعلن عدد من النشطاء البحرانيين في المهجر عن الدعوة إلى الإضراب عن الطعام تضامناً مع المعتقلين السياسيين في سجون البحرين.
وجاء في الإعلان في منشور على منصة إكس “تضامناً وتأييدًا ومناصرة للسجناء المظلومين المضربين عن الطعام في سجون البحرين، منذ تاريخ 7 اغسطس 2023، والذين يربوا عددهم عن 700 سجين، فإننا نعلن الإضراب عن الطعام يوم الثلاثاء 29 أغسطس 2023 من شروق الشمس إلى غروبها، ونحث الأخوات والأخوة والأصدقاء والمناصرين لقضية شعب البحرين في جميع الدول الإنضمام إلينا في الإضراب، وذلك من خلال اتباع الخطوات التالية:
- إعلان التضامن والتأييد والمناصرة للسجناء المضربين عن الطعام في سجون البحرين لتحقيق مطالبهم، والإفراج عنهم دون قيد او شرط.
- إعلان الاضراب عن الطعام في يوم الثلاثاء ٢٩ اغسطس من شروق الشمس الى غروبها.
- تنفيذ الاضراب عن الطعام من خلال الاعتصام الجماعي إن أمكن امام سفارات البحرين في مختلف الدول، أو أي موقع آخر مناسب حسب الظروف والإمكانيات.
- حث الجماهير والناشطين والفاعلين والمناصرين لقضية شعب البحرين للإنضمام الى الحملة المذكورة.
- عمل تغطية إعلامية مصورة لتجمعات المضربين، للتأكيد على رسالة التضامن والتأييد والمناصرة، ونشرها على نطاق واسع.
- التواصل مع مختلف وسائل الإعلام لإيصال مطالب السجناء المضربين عن الطعام، والتأكيد على أهمية الحقوق السياسية المغيبة في البحرين.
- تغيير صورة البروفايل في مواقع التواصل الإجتماعي إلى شعار المضربين عن الطعام (لنا حق) مع نشر الإعلانات والصور والأخبار عن الاضراب عن الطعام.
- استخدام الوسم لنا حق و اطلقوا سجناء البحرين في جميع التغريدات والكتابات المتضامنة والمؤيده والمناصرة.”
من جهته أكد العلامة السيد عبدالله الغريفي أن ازدحام السُّجون يُؤزِّم المسارات، ويحمِّل الدَّولة أعباءً، وشدد على أن شكاوى نُزَّالِ السُّجون بحاجة إلى معالجةٍ جادَّة، مِن أجلِ الحفاظ على كرامة هذا الوطن، وعِزَّة هذا الشَّعب.
وفي حديث الجمعة في مسجد الإمام الصادق عليه السلام بمنطقة القفول، دعا العلامة الغريفي إلى عقد حوارات جادَّة وصادقة، ليس مِن أجلِ أنْ ينتصر فريق على الآخر، وإنَّما مِن أجلِ أنْ تنتهي الأزمات.
وقال “لكي يبقى الوطن عزيزًا، كريمًا، هانئًا، قويًّا، مطلوب أنْ يتحرَّر مِن كلِّ الأزمات، وهذا ليس عسيرًا متى خلصت النَّوايا، وتقاربت الإرادات”.
وأوضح بأن الأزمات تكبر والعلاجات تتعقَّد، لأنَّ هناك خللًا في التَّعاطي مع هذه الأزمات “يجب أنْ يُعالج هذا الخلل، يجب أنْ تنشط العقول”.
وأكد أن ذلك مِن أجلِ أنْ تترشَّد المواقف. مِن أجلِ أنْ تتقارب القناعات. مِن أجلِ بناء الوطن. مِن أجلِ أنْ ينتصر التَّسامُحُ على الانتقام. مِن أجلِ أنْ ينتصرَ الحبُّ على العداوات. مِن أجلِ أنْ ينتصرَ الأمنُ على الرُّعب. مِن أجلِ أنْ ينتصرَ الخيرُ على الشَّرِّ. مِن أجلِ أنْ ينتصرَ التَّقاربُ على التَّباعد. مِن أجلِ أنْ ينتصرَ العدلُ على الظُّلم”.
واستطرد “إنَّها إرادةُ أنظمةٍ وإرادةُ شعوب، متى تكاملتا كانت الأوطان بخير، وكانت الأوطان في رفاهٍ، وكانت الأوطان في هناء”.
بدوره دعا إمام أكبر صلاة جمعة في البحرين، العلامة الشيخ محمد صنقور لانهاء معاناة المعتقلين السياسيين ومعالجة قضيتهم الإنسانية.
وفي خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام بمنطقة الدراز أمس 25 أغسطس 2023 أكد العلامة صنقور أن قضيةُ السجناء والانهاءِ لمعاناتهم والتي ما تزالُ عالقةً رغم أنَّها من أيسرِ القضايا وأشدِّها إلحاحاً على الضمير كونُها قضيةً إنسانيَّةً بامتياز لا تشوبُها شائبةٌ سياسيَّة أو شائبةٌ أمنيَّة بل هي قضيةٌ إنسانيَّة في دوافعِها وإطارِها وجوهرِها وتداعياتها.
وأضاف “فليتمحَّضِ السعيُ في معالجةِ هذه القضية من منطلقِ انسانيَّتها، هذا ما نأملُه ونرجو اللهَ تعالى أنْ يُوفِّق لبلوغِه”، مؤكدًا أن “الوطنُ يستحقُّ منا السعيَ في طريقِ التجاوزِ لآلامِه وآلامِ أبنائه، وأن يحظى فيه الجميعُ بالرخاء والاستقرار”.
ويخوض المعتقلون السياسيون إضرابًا عن الطعام منذ 7 أغسطس/ آب الجاري للمطالبة بإنهاء الممارسات الانتقامية في سجن جو المركزي سيئ الصيت، ومن بينها الإهمال الطبي المتعمد وإغلاق الزنازين لمدة 23 ساعة في اليوم وعدم رفع الحواجز من الزيارات العائلية.