النوع الفطري للانسان، هو النوع المتمثل بالذكر والانثى لا غير، و المنقوش في اصل الخلقة ولم يخرج عن مساره الطبيعي، قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى}، فسبحانه وتعالى، خلق الانسان جنس، وجعل منه نوعين فطريين، ذكراً وأنثى، وللذكر أفرادا، وللأنثى أفراد، فثمة جنسٌ واحد، و نوعان، وأفرادهما المتعددة من بني البشر.
هل يوجد او توجد الخنثى؟
واذا موجودة لماذا لا يذكرها -سبحانه- في كتابه المجيد؟
نعم؛ توجد الخنثى ولكنها ليس نوع آخر، فهي إما ذكر او انثى، وـ سبحانه ـ لم يذكرها في القرآن لانه يعلم حقيقة من خلق، هل هو ذكر ام انثى، فالخنثى اما ذكر او انثى، ولا يجتمع الاثنان معاً، فلا نوع ثالث لان الخنثى ما لا يُعلم عندنا نحن البشر، هل هو ذكر ام انثى إلا بعد اجراء الفحوصات اللازمة لنصل الى نوعها هل ذكر ام انثى دون اجتماع.
⭐ المرأة في الاسلام ذات شخصية تساوي شخصية الرجل في حرية الإرادة والعمل من جميع الجهات ولا تفارق حالها حال الرجل، إلا في ما تقتضيه صفتها الروحية الخاصة المخالفة لصفة الرجل الروحية
قوله:{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}فهما مختلفان بما تقتضيه صفة كل منهما، وقد قال في ذلك العلامة الطباطبائي: “المرأة في الاسلام ذات شخصية تساوي شخصية الرجل في حرية الإرادة والعمل من جميع الجهات ولا تفارق حالها حال الرجل، إلا في ما تقتضيه صفتها الروحية الخاصة المخالفة لصفة الرجل الروحية، وهى أن لها حياة إحساسية وحياة الرجل تعقلية، فاعتبر للرجل زيادة في الملك العام ليفوق تدبير التعقل في الدنيا على تدبير الاحساس والعاطفة وتدورك ما ورد عليها من النقص باعتبار غلبتها في التصرف وشرعت عليها وجوب إطاعة الزوج في أمر المباشرة، وتدورك ذلك بالصداق وحرمة القضاء والحكومة والمباشرة للقتال لكونها أمورا يجب بناؤها على التعقل دون الاحساس، وتدورك ذلك بوجوب حفظ حماهن والدفاع عن حريمهن على الرجال ووضع على عاتقهم أثقال طلب الرزق والانفاق عليها وعلى الأولاد وعلى الوالدين ولها حق حضانة الأولاد من غير إيجاب وقد عدل جميع هذه الأحكام بأمور أخرى دعين إليها كالتحجب وقلة مخالطة الرجال وتدبير المنزل وتربية الأولاد”.
وقوله:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}قوله لاتبديل لخلق الله الى ماذا يشير؟
الى الشذوذ الجندرة لتبديل الخلق الى نوع اخر يسمى بالنوع الاجتماعي واليك المعنى بالتفصيل:
الجندرة لغة: إعادة صقل الشيء.
ولكن من الذي يقوم بإعادة الصقل؟
وكيف يحدد المجتمع الجنسين؟
وفق مفهوم الشواذ أن الانسان نفسه يقوم بصقل شخصتيه رجل كان او امرأة وتغيير تصميمه الفطري بما يوافق كل زمان ومكان وحسب رغباتهم الشخصية، ليبتكروا الفلاسفة الفسق الشاذين المنحرفين نوعا آخراً اطلقوا عليه بالنوع الاجتماعي باعتبار انه تم صقله من قبل الانسان نفسه بما يوائم المجتمع وتطلعاته.
استندوا في ذلك الى ما طرحه الفكر الغربي من اتفاقيات ومعاهدات وقرارات كتبت بايدي شيطانية لاعلاقة لها بقانون السماء المبارك، ومن ابرز تلك الطروحات اتفاقية سيداو المشؤومة التي تدعو الى المساواة المطلقة بين الرجل والمراة دون أي مراعاة للاختلافات الفايسيولوجية لكلا الجنسين وما يلزمهما من حقوق وواجبات قد نظمها الله سبحانه العالم بمخلوقاته ومايصلحها.
وقد قال جل وعلا: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، فكل جنس يدور في مداره الفطري ولا يخرج كل من الذكر والانثى عن ذلك المسار الذي صقله الله تعالى .
وقوله: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}
التمني فعل متعلق بالمستقبل (الا ليت الشباب يعود يوما)
قال أمير المؤمنين، عليه السلام: “التمني بضائع النوكى”، تعيش في خيالات، وفي أوهام لا تقع، فالله سبحانه وتعالى تطيباً لقلوبنا وإراحة لنفوسنا نهانا أن نتمنى في المستقبل ما فضَّل فيه بعضنا على بعض.
إن مشكلة الحضارة الحديثة أرادوا إزالة الفروق كلياً بين النوعين الذكر والانثى ، وحينما تزول الفوارق بينهما، نصبح امام فساد عارم فساد كبير والحقيقة أن أصل التصميم الإلهي الإنسان ذكر وأنثى، وأن لكل من الذكر والأنثى خصائص عقلية، ونفسية، واجتماعية، وجسمية، ينفرد بها كل طرف، لكنهما يجتمعان في أن الأنثى والذكر كائنان مكرمان عند الله، كائنان مخيران، كائنان مسؤولان، كائنان مشرَّفان، فحينما أقول الجنس البشري ذكر وأنثى.
⭐ إن مشكلة الحضارة الحديثة أرادوا إزالة الفروق كلياً بين النوعين الذكر والانثى ، وحينما تزول الفوارق بينهما، نصبح امام فساد عارم فساد كبير
فهناك قواسم مشتركة بينهما، وهناك فوارق ونتيجة لتلك الفوارق الفطرية الناتجة من النوع الفطري الإلهي تختلف الحقوق بما يناسب فايسيولوجية كل منهما، ولكونهم لايعلمون شيئا عن فلسفة تلك الحقوق ومصالحها انحدروا للفكر الغربي المنحرف حتى تلاعبوا بخلق الله ومارسوا الشذوذ بشتى اشكاله واتهموا الإسلام بالنقص.
كلا؛ العيب ليس في الإسلام بل العيب فينا وممن ينتسبون للاسلام وتطبيقه وفق ما تهوى انفسهم دون مراعات لاحكامه وعللها والجميع مسؤول كل من موقعه، فهناك من لم تصله التعاليم الإسلامية الصحيحة نتيجة الأفكار المنحرفة وقصور من قبل ذات الشوكة في تسخير من هو اهل لصعود المنبر.
إذ اصبح كل من هبّ ودبَّ يرتقي المنبر دون أي رقابة وتوجيه مما جعل الكثير يتهربون من سماع محاضرة دينية سواء بسبب أسلوب المحاضر او عدم علميته، مما جعل شيبنا وشبابنا ينبهروا بالغرب واسلوبهم الناعم لكسب الشباب وترويج مايرمون اليه (حرب ناعمة إيجابية) ونسوا وتغافلوا عن حرمة ما يفعلون وما يروجون له بلاضمير ولاحياء وكانه اليوم تحققت رواية الرسول، صلى الله عليه واله: “كَيْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَدَ نِسَاؤُكُمْ وَ فَسَقَ شُبَّانُكُمْ، وَ لَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ لَمْ تَنْهَوْا عَنِ اَلْمُنْكَرِ؟!» فَقِيلَ لَهُ: وَ يَكُونُ ذَلِكَ، يَا رَسُولَ اَللَّهِ ؟! قَالَ: «نَعَمْ، وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ وَ نَهَيْتُمْ عَنِ اَلْمَعْرُوفِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، وَ يَكُونُ ذَلِكَ؟! قَالَ: «نَعَمْ، وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ اَلْمَعْرُوفَ مُنْكَراً وَ اَلْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً؟!).