الهدى – متابعات ..
اعلنت السلطات الحاكمة في البحرين مؤخرا عن مناقصة لافتتاح إذاعة خاصة للجالية الهندية وأخرى للجالية الفلبينية في البلاد، بهدف متابعة اخبارهم وتغطية فعاليتهم، في مقابل تعتيم متعمد للمناسبات الخاصة بالطائفة الشيعية وأنشطتها، ما يمثل اضطهادا ومحاربة رسمية ممنهجة منذ عقود طويلة.
وبما اننا في ايام عاشوراء، وما يتضمن الموسم من مجالس وأنشطة وفعاليات وحراك ثقافي واجتماعي، الا ان السلطة ولا سيما الإعلام الرسمي في موت سريري وغيبوبة في هذا الخصوص، حيث يتم تسليط الضوء على كافة الأحداث، في مقابل تعتيم واضح على الموسم العاشورائي.
وكثيرة هي المجالس العاشورائية التي تقام في البحرين، والانشطة العاشورائية ومواكب اللطم والمضائف التي تقام في البلاد، ومع كل هذا يخلو اعلام السلطة من اي خبر عن ما يجري، ويخلو من اي مشهد لموكبِ لطم او المضائف او حتى الانشطة الثقافية والخدماتية والاجتماعية التي تقام كحملات التبرع بالدماء،
في المقابل تفوق الإعلام الأهليّ والمأتميّ والموكبيّ في البحرين بأشواط ومسافات على إعلام الحكومة، حيث حول البحرينيون حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الى منصات اعلامية متطورة ومتابعة.
وهذا التعتيم الاعلامي الرسمي كان موضع تعليق للقيادي في المعارضة البحرينية ، حيث وضع سيد طاهر الموسوي، الكرة في ملعب الاعلام الرسمي، مفندا نقاط عدة وذلك من باب التذكير بواقع البلاد، متسائلا: هل يستفيق الإعلام الحكومي في اللحظات الأخيرة أم سيستمر في النظر بعيون واحدة.
وإمعانا في سياسة الإضطهاد الطائفي السائدة في البحرين، تواصل السلطات الأمنية تضييق الخناق على مراسم و مظاهر عاشوراء حيث عمدت العناصر الأمنية الى ازالة الرايات الحسينية والأعلام السوداء من على الطرقات والجدران في كل من عالي ومدينة حمد وباربار وغيرها من المناطق.
وحتى دور العبادة لم تسلم من الإعتداءات، بعدما أن أجبرت القوات الأمنية ادارة جامع الشيخ عبدالله على إزالة شعار الموسم العاشورائي المعلق على مدخله.
وهذا النهج وان دل على شيء، فهو يدل على الضوء الاخضر الذي اعطاه وزير الداخلية الى قوات امنه للتضيق على الشعائر الدينية، والى التضييق على الشعب البحريني المتمسك بنهج كربلاء، والذي طالته حملة استدعاءات تعسفية لمراكز الشرطة للتحقيق على خلفية المشاركة في احياء مراسم عاشوراء.
وبهذا النفس الطائفي تتعاطى سلطات البحرين مع اكبر موسم ديني وثقافي للأغلبية الشعبية في البلاد، وتمعن في مشروع طمس معالم ذكرى عاشوراء وتقييد إحياء مراسمها، بدءا من محاربة الشعائر وليس انتهاء بالتضييق على الخطباء والمنشدين وتكميم الأفواه، بعيدا كل البعد عن شعارات التسامح الديني التعايش المشترك التي تتبجح بها يوميا.