“طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”.
هذا الهتاف النبوي المُكرّم للعلم الى هذه الدرجة السامية، يُعد بالنسبة لنا مفخرة عظيمة تجعلنا في طليعة الأمم المتطلعة الى التطور والتقدم في الحياة، وهكذا كان المسلمون في أزمنة الخير.
وهذا الهتاف النبوي له امتداداته في سيرة الأئمة المعصومين، عليهم السلام، الذين طالما حثّوا الناس على طلب العلم والتعلّم واكتساب التجارب والمعارف، ومنهم؛ الامام الحسين، عليه السلام، و مما يؤسف له ويثير الشجون؛ ضياع تراث عظيم لسنوات قضاها الإمام بعد استشهاد أبيه أمير المؤمنين، وأخيه الامام الحسن، عليهما السلام، ولم تسعفنا المصادر بمجالس و ومباحث وإجابات عن شتى المسائل العلمية والأخلاقية والشرعية، منه، عليه السلام، بيد إن شعار الإصلاح في الأمة يشمل تحت خيمته؛ العلم والمعرفة وتوسيع مساحتها في الامة.
و لمعرفتنا بأن العلم والمعرفة هي التي جاءت بالأصحاب الأجلاء الثلاثة والسبعين الى معركة الطف وجعلتهم يضحون بأرواحهم وأهليهم لنصرة الامام الحسين، فان تكريم أهل العلم والمعرفة من البنين والبنات يُعد خطوة أولية لصناعة اصحاب أوفياء مخلصين، ينشرون ثقافة النهضة الحسينية بكلامهم، وقلمهم، وسلوكهم.
⭐ ان المتفوقين أقرب من غيرهم الكتاب، والى سائر مصادر العلم والمعرفة، فهم الأجدر بالإحاطة بكل تفاصيل النهضة الحسينية، ولا نجانب الحقيقة إن قلنا إنهم الأقدر على نشر قيم هذه النهضة لسائر افراد الأمة
مضت علينا نتائج امتحانات الثالث المتوسط في العراق، وقد بشرت النتائج بأرقام باهرة للمتفوقين ممن أحرز المرتبة الأولى من محافظات عدّة، وايضاً؛ ممن هم في مرتبة الأوائل، كان حريٌ بالمؤسسات الدينية والثقافية تكريم هؤلاء الفتية البراعم ليعرفوا طبيعة العلاقة بين العلم وبين النهضة الحسينية، وامامنا نتائج السادس الاعدادي في الايام القادمة، وربما تأتي بعد ايام عاشوراء، فهي فرصة أخرى لتوثيق الصلة بين الشباب المتطلع والمتعلم وقضية الامام الحسين الرامية الى رفع مستوى الانسان علمياً وثقافياً ومعرفياً.
ان المتفوقين أقرب من غيرهم الكتاب، والى سائر مصادر العلم والمعرفة، فهم الأجدر بالإحاطة بكل تفاصيل النهضة الحسينية، ولا نجانب الحقيقة إن قلنا إنهم الأقدر على نشر قيم هذه النهضة لسائر افراد الأمة، بعيداً عن الأطر الجغرافية والقومية لأن القضية عالمية بامتياز، فقد أدرك شيئاً من هذه القضية مفكرون وفلاسفة وأدباء من ديانات مختلفة في العالم، فحريٌ بنا نحن المسلمون، وتحديداً من ابناء الجيل الجديد بحمل هذه الراية، لاسيما ممن يعيش أجواء الشعائر الحسينية والمواكب والهيئات.
ولا نجد تعارضاً بين حفل التكريم، و إحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين، عليه السلام، عندما تخلو الاجواء مما يتعارض مع أجواء الحزن والمصاب، و ربما الامام الحسين، عليه السلام، يشارك هؤلاء المتفوقين فرحتهم بهذا التكريم وفق المبدأ الثابت لدينا بأن “الامام الحسين عِبرة وعَبرة”، وهو مركز التوازن بين العقل والعاطفة.