الهدى – متابعات ..
أقامت الهيئة النسويّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين، مساء أمس الثلاثاء 18 يوليو/ تموز 2023 الملتقى العاشورائيّ السنويّ التاسع، وذلك ضمن نشاطات الموسم العاشورائيّ تحت عنوان «القول منّا قولك».
وافتتح الملتقى بتلاوة مباركة من القرآن الكريم تلتها فقرة دعاء وتضرّع لشفاء سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم، ثمّ فقرات الملتقى المتنوّعة، ومنها فقرة خاصّة بالقاسم بن الحسن (عليهما السلام) وقواسم البحرين، وعلى هامش الملتقى أقيم معرض للصور حوى صور الشيخ عيسى قاسم والرموز القادة والمعتقلين السياسيّين وشهداء الثورة.
وفي الكلمة المركزية خلال الملتقى، أكّدت الهيئة النسويّة لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين، أنّ إحياء عاشوراء يتجدّد بهذا الزخم البشريّ والماديّ في كلّ عام لأنّ طواغيت كلّ زمان تجسّد يزيد بن معاوية باستكباره وفساده وظلمه وجوره ومحاربته الدين المحمدي الأصيل.
وأضافت “إنّ الحسين «عليه السلام» ثائر لا كبقيّة الثوّار طيلة الدهر وليس فقط في زمانه، قُتل فانتصر، سبيت نساؤه فحُفظ الدين، قطعت يدا حامل الراية ولم تنكّس، وأضافت إنّ عاشوراء عظيمة بالحسين والعبّاس والأصحاب «عليهم السلام»، وبزينب والنساء والقاسم والرضيع، وهي عظيمة بأبديّتها وخلودها وتجدّدها في كلّ مرّة باشتياق كبير في نفوس المحبّين.
وشدّدت نسويّة الائتلاف على أنّ واجب النساء الاقتداء بالسيّدة زينب «عليها السلام» والنساء في كربلاء، وتربية أبنائهنّ ليكونوا حسينيّين، ذلك أنّ العدوّ يتربّص بهنّ وبالدين ويسعى إلى تمزيقه ليتمكّن من السيطرة على المسلمين متوسّلًا أبشع الطرق من تشويه الإسلام إلى تزييف التاريخ إلى زرع المفاهيم الخاطئة في المجتمعات.
وحذّرت من مخطّطاته التي يريد منها القضاء على الإسلام وإرضاخ المسلمين، موضحة أنّ الحسين لم يقدّم نفسه وأهله وأصحابه قرابين للدين عبثًا، بل كان يهدف إلى غرس مفهوم عظيم وهو استرخاص الأرواح والدماء فداء للدين والحقّ.
ووجّهت التحيّة إلى شعب البحرين الذي جسّد كربلاء الثانية بشهدائه ودفاعه عن المعتقدات، فهو شعب يرفض الظلم ولا يهاب الموت دون الحقّ، وهو حسينيّ الهوى، مفخرة الشعوب بصبره وصموده، مشدّدة على ضرورة عدم التهاون بالشعائر الحسينيّة أو التقصير في إحياء هذا الموسم العاشورائيّ، لأنّ هذا هو هدف النظام الخليفيّ.
بدوره قالت قالت الأستاذة الحوزويّة والمستشارة الأسريّة والاجتماعيّة من لبنان «جيهان بدير»، إنّ عاشوراء مشهديّة متكاملة تحتوي الكثير من المشاهد، أبرزها المشهد الأُسريّ.
وأضافت في كلمتها في الملتقى العاشورائيّ التاسع الذي أقامته الهيئة النسويّة استقبالًا لموسم عاشوراء، أنّ عماد الأسرة هو المرأة الصانعة للأجيال، ففي كربلاء كان للمرأة دور فعّال جدًّا، ولا سيّما دور السيّدة زينب «عليه السلام» وبقيّة النساء معها في الواقعة، واليوم لا تزال المرأة مستهدفة وذلك من خلال الحرب الناعمة فكريًّا ونفسيًّا وعاطفيًّا، وهو ما يجب على جميع النساء إدراكه.
ولفتت بدير إلى أنّ استهداف النساء يقضي على كلّ مبادئ الإسلام لأنّ أساس المجتمع الممهّد لصاحب العصر والزمان «عجل الله فرجه الشريف» يرتكز ارتكازًا أساسيًّا على الأسرة والمرأة، لذا على هذه المرأة أن تقتدي بالسيّدة زينب «عليها السلام» ونساء كربلاء، وأن تعلم ما هي أهداف ثورة الإمام الحسين «عليه السلام»، مشدّدة على أنّها يجب أن تأخذ من السيّدة زينب «عليها السلام» ما يسمّى «الذكاء الانفعاليّ»، الذي يساعد على معرفة كيف تشعر وتوجّه أحاسيسها ومشاعرها عندما تقع بمشكلة ما أو بلاء كبير حتى تحسن التصرّف، موضحة أنّ السيّدة زينب «سلام الله عليها» بقيت صامدة في كربلاء رغم كلّ ما خسرته وعاشته، وهنا لا يُقصد الخسارة الحقيقيّة، بل فقدانها أهلها وأحبائها وبقاؤها وحيدة بلا معين، ورغم ذلك ظلّت بطلة صامدة ذلك أنّها كانت موكلة بتبليغ الرسالة، وكانت تملك من الذكاء الانفعاليّ ما منحها القدرة على ذلك، وعلى الصمود وتحدّي الأعداء والصبر وقول الحقّ والكثير من الرموز التي تحتاج إليها المرأة لبناء الشخصيّة والأُسرة والمجتمع الممهّد لدولة الإمام المهديّ «عج».
وأشادت الأستاذة جيهان بدير في ختام كلمتها بحرائر البحرين، موجّهة التحيّة لأمّهات المعتقلين والشهداء، ومشيدة بصور الصمود والتحدّي التي يظهرنها في أصعب الظروف، ولا سيّما أمّهات الشهداء في المغتسل وهنّ يجسّدن أرقى مظاهر الصبر والقوّة والبأس أمام جثامين أبنائهنّ.
هذا وختم الملتقى الذي شهد حضورًا نسويًّا من عدّة مناطق بكلمة الهيئة النسويّة التي شدّدت فيها على ضرورة إحياء عاشوراء وإحباط مساعي النظام لقمع هذا الموسم كما هو ديدنه في كلّ عام.
والملتقى العاشورائيّ هو فعاليّة سنويّة تنظّمها الهيئة النسويّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، في مستهلّ موسم عاشوراء يحتضن حرائر البحرين وأمّهات الشهداء والمعتقلين والجرحى والمطاردين، وناشطات في الساحة البحرانيّة.
وقد عقد أوّل ملتقى يوم الثلاثاء 13 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2015، بحضور جمهور نسويّ حاشد من مختلف المناطق، تخلّل برنامجه فقرات عدّة متنوّعة، وكلمات لعوائل الشهداء والهيئة النسويّة وناشطات حقوقيّات.