وقد انجلى عن مكة وهو ابنها *** وبه تشرفت الحطيم وزمزم
في مثل هذا اليوم حلّ إحرامه -روحي و أرواح العالمين له الفداء- تاركاً الكعبة المشرفة، وبيت الله الحرام، و لم يكمل مناسك حجّه، فقد قرر الخروج من البيت العتيق متجهاً الى كربلاء، و ليؤدي هناك مناسك حج الشهادة! فطوافه لم يكن سبعة أشواط، و انما كان سبعون شهيداً، وتلبيته كانت “رضا برضاك لامعبود سواك”، و”ان كان دين محمد لايستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني”*، وكانت عرفاته؛ التل الزينبي، أما ذبحه فقد نال الله دمه بعكس الذبح المفروض ضمن مناسك الحج، حيث يقول الله –تعالى-: {لن ينال الله لحومها ولادماؤها}، أما ذبح الحسين، فقد كان رضيعه الذي ذُبح بسهم وهو في يده، فقد نال الله دمه، ولم تنزل منه قطرة الى الارض، أما التقصير فلم يكن شَعراً، إنما كان خنصراً وكفوفاً، و أما زمزم فكانت قربة العباس، وأما السَعي فكان سعي زينب بين مصرعين؛ بين الشريعة ومصرع الحسين.
تلك كانت مناسك حج الشهادة في عاشوراء، أما اهداف ذلك الحج فهي كانت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح في أمة رسول الله.
كان ذلك الحج منقطع النظير ولم يأت حجٌ مثله أبدا، فقد كان حج الشهادة في كربلاء الذي أتى به مولانا الحسين إحياءً لمعالم الدين وتثبيتا لاحكامه، فلولاه لم يكن هنالك صلاة، ولا صوم، ولاحج ولا أية عبادة لله. ليصبح ذلك الحج فرضاً على كل من سار على نهج المولى، أبي عبدالله الحسين في الاصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و لابد له ان يتعلم مناسك ذلك الحج وفصوله جميعها ليؤديه كلما رأى منكرا او فسادا او ظلماً يُعمل به.
والمدرسة التي تعلم فصول حج الشهادة ومناسكه هي مدرسة عاشوراء، حيث نرى ملاييين التلاميذ كل عام يأتون الى كربلاء ليتعلموا حجّ الحسين.
حج الشهادة
في مثل هذا اليوم حلّ إحرامه -روحي و أرواح العالمين له الفداء- تاركاً الكعبة المشرفة، وبيت الله الحرام، و لم يكمل مناسك حجّه، فقد قرر الخروج من البيت العتيق متجهاً الى …