الهدى – وكالات ..
كشفت وسائل إعلام عبرية منها هيئة البث الإسرائيلية، أن فريقاً صهيونياً وصل إلى العاصمة السعوديّة الرياض، بداية الاسبوع الحالي، للمشاركة في بطولة “فيفا” للألعاب الإلكترونية، والتي تقام لأول مرة في المملكة ما بين 6 -19 يوليو/تموز الجاري.
وقالت وسائل الإعلام العبرية: إن ما وصفته بـ”منتخب فيفا الإسرائيلي” والمكون من ثلاثة لاعبين إضافة إلى مدربهم، وصلوا إلى الرياض بجوازات سفر “إسرائيلية” قادمين من الإمارات، للمشاركة في نهائيات البطولة. ووفقاً لوسائل الإعلام العبرية فَـإنَّ الاتّحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سبق وطالب “السعوديّة” بالسماح للمنتخب الإسرائيلي بالمشاركة في البطولة في الرياض.
وأشَارَت إلى أن “السعوديّة” ردت على طلب المشاركة “برسالة أكّـدت فيها أنه بإمْكَان جميع الفرق المتأهلة المشاركة”، مشيرة إلى أن “الفريق لا ينوي إخفاءَ هُــوِيَّته ورموزه الإسرائيلية”، مضيفة أن “جهاتٍ أمنيةً سعوديّةً ستتولى مهمة حماية أعضاء الفريق”.
ونقلت وسائل إعلام عن مدير الفريق الإسرائيلي تسفيكا كوسمان، أنه “كان على اتصال طوال الوقت بالمسؤولين السعوديّين، للتأكّـد من أن حكومة المملكة ستسمح لأعضاء الفريق المشاركة في البطولة المقامة في الرياض”. وعلَّقت مذيعة قناة “كان” العبرية على زيارة زميلتها لاشتر إلى السعودية قائلة إنَّه “أمرٌ لا نرى مثله كل يوم في العلاقات بين إسرائيل والسعودية”، وأضافت أنَّ “اللاعبين الإسرائيليين دخلوا المطار (في الرياض) من الباب الأمامي مع جوازات سفر إسرائيلية من دون أنْ يختبئوا”.
وفي سياق متصل، روَّجت “القناة 12” العبرية لزيارة الصحافية الإسرائيلية إيفرات لاشتر إلى “السعودية”، التي أجرت مقابلات مع المواطنين حول رأيهم في تطبيع العلاقات بين بلادهم وكيان الاحتلال، في محاولة لإظهار تقبُّلهم لإجراء حوار وتواصل معها، متجاهِلة رأي الحجازيين المعادي للصهيونية.
ولم تكن لاشتر، الصحافية الإسرائيلية الأولى التي تروّج لمزاعم الترحاب السعودي بها، وتعد تقريرا حول زيارتها للبلاد، بل سبقها العديد من زملائها في العام الماضي، وأثناء أداء مناسك الحج، حيث احتفى الإعلام “الإسرائيلي” بدخول أول يهودي للحرم المكي.
وتزايد الاندفاع العلني للنظام السعوديّ نحو التطبيع بشكل ملحوظ ومستفز خلال السنوات الأخيرة، وقد وصل الأمر إلى حَــدّ تبني وسائل الإعلام السعوديّة خطاباً فاضحاً يشرعن “التحالف” مع الكيان الصهيوني عسكريًّا وسياسيًّا، بحجّـة مواجهة إيران.
ويدفع النظام السعوديّ بالعديد من الشخصيات “المتدينة” إلى الواجهة لشرعنة التقارب مع الكيان الصهيوني؛ تحت دعاية “التعايش”.
ومؤخّراً، تزايدت بشكل ملحوظ أيضاً تصريحات المسؤولين الأمريكيين والصهاينة حول اقتراب إعلان اتّفاق تطبيع بين “تل أبيب” و”الرياض” برعاية أمريكية؛ وهو الأمر الذي تعمل الولايات المتحدة عليه بشكل معلن منذ سنوات؛ بهَدفِ الوصول إلى تشكيل تحالف “عربي إسرائيلي” في المنطقة.
ويتبنى محمد بن سلمان توجـه التطبيع مع الكيان الصهيوني بشكل معلن، حيث كان قد أكّـد بوضوح في تصريحات سابقة إن” المملكة لا تنظر لإسرائيل كعدو، بل كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً”.
وصرّح ابن سلمان أَيْـضاً بأنه يعترف بوجود “حَقٍّ” للصهاينة في أرض فلسطين، ويأتي الاندفاعُ السعوديّ نحو التطبيع مع العدوّ الصهيوني بالتوازي مع استهداف ومحاولات تشويه لحركات المقاومة الفلسطينية من خلال اتّهامها بـ”الإرهاب”.
وكانت وسائل إعلام صهيونية قد كشفت أن العلاقات بين الكيان الصهيوني والنظام السعوديّ تشمل أَيْـضاً التعاون في العدوان على اليمن، موضحةً أن “إسرائيل” تمارِسُ أدواراً واسعةً ضمن ما يسمى “التحالف”.