الساعة التاسعة صباحا وردني اتصال من مديرة مدرسة ابنتي تخبرني انها أصيبت بالاغماء، ولا زالت فاقدة للوعي، اخبرتها ان مكان عملي بعيد جداً عنهم ولا يوجد من اتصل به في هذا الوقت ليأخذها، وسألتها ماذا فعلتم لها كإسعاف أولي؟
فتلقيت الصدمة بقولها أنهم لم يفعلوا شيئاً سوى ضربها على وجهها لايقاظها!!!
فطلبت منها ان تسطحها على ظهرها وترفع ساقيها ليعود الدم الى الدماغ فتستعيد وعيها تدريجيا، لان الاغماء إجراء يتخذه الدماغ لحمايته من الضرر حين لا يصله المستوى المطلوب من الدم، وأيضا؛ تعطيها ماء مُحلى او أي عصير لرفع مستوى السكر لانها ربما أصيبت بنوبة انخفاض السكر او الضغط، وبحمد الله تجاوزنا هذا الموقف الطارئ.
⭐ الإسعافات الأولية، هي عناية طبية فورية ومؤقتة تقدم لإنسان أو حيوان مصاب أو مريض، لغرض محاولة الوصول به إلى أفضل وضع صحي ممكن بأدوات أو مهارات علاجية بسيطة إلى وقت وصول المساعدة الطبية المختصة الكاملة
وفي نفس الوقت حزنت كثيرا لافتقار الكوادر التدريسية وغيرهم لثقافة الإسعافات الأولية، وهذا لا يعني أن لديّ معرفة واسعة في هذا الملف، فأنا كغيري بحاجة حقيقية للالمام التام بمختلف الإصابات وطرق اسعافها لحين وصول المساعدة الطبية او نقل المصاب الى المشفى.
وقبل ان استرسل في هذا الموضوع، دعونا نتعرف سوية على مفهوم الإسعافات الأولية، ولماذا هي مهمة جدا؟ وما هي أبسط أدواته الواجب توفرها؟
- الاسعافات الأولية
هي عناية طبية فورية ومؤقتة تقدم لإنسان أو حيوان مصاب أو مريض، لغرض محاولة الوصول به إلى أفضل وضع صحي ممكن بأدوات أو مهارات علاجية بسيطة إلى وقت وصول المساعدة الطبية المختصة الكاملة.
وتتضمن الاسعافات الأولية مجموعة خطوات طبية بسيطة، ولكنها في العادة تؤدي إلى إنقاذ حياة الافراد، فالشخص الذي يقوم بعملية الإسعاف الأولي يُسمى “المُسعِف”.
وهي تعتمد على مبادئ اساسية منها ألا يُعد المصاب ميتاً لمجرد زوال ظواهر الحياة مثل توقف التنفس أو النبض، و إبعاده عن مصدر الخطر، والاهتمام بعمليات التنفس الاصطناعي، وإنعاش القلب، و وقف النزيف، والصدمة وما إلى ذلك، بمعنى العناية بالحالة قبل نقلها إلى المستشفى.
وبعد هذه النبذة المختصرة عن مفهوم الإسعافات الأولية، ومدى أهميتها في الحفاظ على حياة الانسان، أليس من الواجب نشر ثقافتها والتوعية بأهميتها لكافة الاعمار ومختلف الشرائح؟
لفت نظري مقطع فيديو منتشر على احد مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مجموعة من الاطفال في مرحلة الروضة باشراف مدربة مختصة، يقومون بدرس عملي تمثيلي، عن إصابة احدهم بصعقة كهربائية فيبادر الآخر لسحبه فيصعق هو أيضاً، وهنا بينوا ان هذا التصرف خاطئ وخطر جدا، فيبادر طفل آخر لتوضيح الطريقة الصحيحة للتعامل مع هكذا موقف، من خلال فصل الطاقة الكهربائية أولا، وبعدها إبعاد المصاب عن منطقة الخطر بواسطة قطعة من الخشب.
حقيقة؛ ادهشني الاهتمام بهذا الموضوع، من هذا العمر الصغير ليحقق المثل القائل: “التعلم في الصغر كالنقش على الحجر”.
ولا أبالغ ان قلت: ان الإسعافات الأولية تمثل جزءاً لا يتجزأ من النهوض بالصحة، حيث تتضمن معلومات عن الوقاية من الإصابات والحوادث، والتشجيع على تبني سلوك سليم وصحي، ومنها المعلومات والمهارات المتعلقة بها لاستخدامها في حالات الطوارئ .
⭐ بإمكان أي شخص ان يكون مُسعفاً رغم انه غير متخصص، إلا انه حاصل على تدريب وتأهيل في هذا المجال، فيكون قادراً على استعمال هذه المعرفة والمهارات لحماية حياة الأشخاص وإنقاذهم
إذن؛ بإمكان أي شخص ان يكون مُسعفاً رغم انه غير متخصص، إلا انه حاصل على تدريب وتأهيل في هذا المجال، فيكون قادراً على استعمال هذه المعرفة والمهارات لحماية حياة الأشخاص وإنقاذهم.
فالاسعاف الاولي مهم جداً بشكل لا يُصدق؛ وعلى اقل تقدير يجب الحصول على المعلومات الأساسية عنه، ففي حالات الطوارئ يكون أهل المريض أو المصاب في حالة صدمة وذهول وهلع، قد تجعلهم عاجزين عن احتواء الموقف والتصرف بعقل وحكمة، لذا وجود شخص يعلم أساسيات الإسعافات الأولية يمكن أن تنقذ أسرة كاملة من كارثة محتمة.
ومما سلف ذكره يتضح لنا أهمية تكثيف الحملات التوعويَّة في كل وسائل الإعلام لتعريف الجميع بأهمية التدريب على الإسعافات الأولية، إضافة الى إقامة الدورات في المراكز الصحية والمدارس والمؤسّسات الخاصة والحكومية، لتعليم المُشتركين تقنياتها لمختلف الإصابات التي قد يتعرض لها الأفرادُ، سواء في البيت او العمل او المدرسة او في أي مكان ما يسهم في إنقاذ أرواح الكثيرين.
ومن الأساسيات التي يجب معرفتها في هذا المضمار، توفير حقيبة للإسعافات الأولية في كل منزل؛ لاسعاف حوادث الحروق، ونزيف الأنف، والكسور، والجروح البسيطة والعميقة، وغيرها الكثير عافانا الله و إياكم من شر الإصابة بها.