الهدى – خاص ..
عقدت ندوة حوارية بمناسبة عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر، عيد الإمامة والولاية، عصر يوم الجمعة الماضي، في حسينية الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، بمدينة قم المقدسة.
واستضافت الندوة التي حملت عنوان “الإمامة والقيادة” آية الله المجاهد والمفكر الإسلامي سماحة السيد هادي المدرسي حفظه الله.
وقدَّم للندوة وأدار الحوار فيها سماحة الشيخ عبد الوارث محمد حماد رزق السوداني، وسط حضور حاشد من المؤمنين والمحتفين والمحتفلين بعيد الغدير الأغر غصَّت بهم الحسينية.
وبدأت الجلسة الحوارية بترحيب الشيخ عبد الوارث رزق بسماحة السيد المجاهد والمفكر الإسلامي الكبير، وبالضيوف الحاضرين، وكانت البداية بمقدمة عن المناسبة بدأها سماحة السيد المدرسي بقول مأثور للسيد المسيح؛ عيسى ابن مريم عليهما السلام: “إنَّ النّاسَ يقولونَ: إنّ البِناءَ بأساسِهِ وأنا لا أقولُ لَكُم كذلكَن، قالوا: فماذا تقولُ يا رُوحَ اللّهِ؟، قالَ عليه السلام: بحَقٍّ أقولُ لَكُم: إنّ آخِرَ حَجَرٍ يَضَعُهُ العامِلُ هُو الأساسُ”.
وتابع سماحته “ولذا كان عيد الغدير في الإسلام هو الأساس، فالأمور بنهاياتها، ولكن هذه الأمة يأخذون بعض ما جاء به القرآن والنبي صلى الله عليه وآله ويتركون البعض الآخر، ولذا عاتبهم الرَّب سبحانه وتعالى وحذَّرهم بشدَّة: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(سورة البقرة آية رقم: ٨٥).
واضاف سماحته “وذلك لأن نصف العمل ليس هو العمل، بل قد يكون مضراً أكثر مما يكون نافعاً، والله سبحانه خلقنا في هذه الدنيا لكي نتكامل ونتنافس على الخير، وأنْ نتقدَّم خطوة إلى الأمام لا أن نتراجع إلى الوراء، وهناك أربع محطات في حياة هذه الأمة، وهي جعلية تكوينية من الله وليست من الناس وهي:
1-محطة البعثة النبوية الشريفة.
2-محطة الغدير وبها اكتمل هذا الدِّين {وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ}(سورة الكهف آية: ٢٩).
3-محطة عاشوراء ومأساتها الدائمة.
4-محطة ظهور صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف في آخر الزمان لأقامة دولة الحق والعدل.
واوضح سماحة السيد هادي المدرسي خلال الندوة ان “محطة الغدير هي المحطة الثانية في التسلسل التاريخي والزمني للدِّين الإسلامي وهي المحطة الأساسية لإكمال الدِّين الإسلامي ولا يستطيع أحد أن يقول: أن نصف الشيء ككله، ونصف الدِّين هو الدِّين كله لأن النصف لا ينفع، بل قد يضرُّ في أصل المشروع الإلهي لأن الدِّين الإسلامي مشروع إلهي لبناء الحضارة الإنسانية، وكمال الدِّين كان بتعيين وتنصيب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في يوم الغدير إماماً وقائداً وولياً لهذه الأمة وهذا الدِّين الإلهي الخاتم”.
واختتمت الندوة الغديرية بعد أن أجاب سماحة السيد المجاهد آية الله هادي المدرسي على كل المحاور المطروحة من قبل مدير الندوة، وقد أفاد سماحته بما أفاض في حديثه عن الإمامة والقيادة كما بلورتها حادثة الغدير التاريخية وعيد الغدير المبارك في حياة وحضارة الأمة الإسلامية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.