- تأليف: السيد جواد الرضوي، رحمة الله عليه
“نهدي هذا الجهد الذي صاغه صاحبه على حبّك، وفارق هذه الدنيا بإنفاس ولايتك.
إليك يا مولانا يا أمير المؤمنين..
إيها الإمام المبين..
نيابةً عن والدنا..
فكُن أنيساً له وشفيعاً يا نعم الشفيع…
وكان لي والدٌ يهوى أبا حسنٍ”
بهذه الكلمات الرقيقة، المفعمة بالولاء والإيمان، قدّم السيد جواد الرضوي لكتابه الذي هو بين يديك؛ عزيزي القارئ، تحت عنوان: سلسلة الإمام المبين، في مسعى منه لإضاءة جانب من مساحات لا حدّ لها ولا حصر لعقيدة الولاية بأمير المؤمنين، عليه السلام.
السيد جواد الرضوي، رحمه الله، وهو المتمحّض بالولاية لأهل بيت رسول الله، في شعره، وقراءته، ومقالاته، وبحوثه، نذر نفسه، وما يملك من طاقات وقدرات ومواهب لنشر الثقافة الاسلامية والمعرفة الدينية بين أوساط المجتمع، ولاسيما بين جيل الشباب، وقد استثمر التطور الحاصل في تقنية الاتصال، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، فاختار طريقة الخطاب المختصر والدقيق والثري بالافكار والمعارف، فراح ينشر حلقات على “واتساب” تحت عنوان: من فقه اللغة، ومعلومة قرآنية في دقيقة، ومنها ايضاً؛ هذه السلسلة الجميلة والغنية بالمفاهيم والمعارف المتعلقة بالإمام أمير المؤمنين، وربما تكون فرصة للموالين لأن يشتركوا في الأجر والثواب مع السيد المؤلف في نشرها على حلقات في منصاتهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لتعميم الفائدة.
وكما عهدناه في منشوراته السابقة، ضمّن هذه السلسلة؛ سلسلة رديفة –إن صح التعبير- تحت عنوان: قاموس الدعاء والزيارة والرواية، ليقدم المرحوم الى قارئ اليوم، جملة توضيحات لمفردات طالما يقرأها الناس دون معرفة معانيها ودلالاتها، وهم يقفون للزيارة في المشاهد المشرفة، او يجلسون لقراءة الأدعية الشريفة.
باسلوبه الرصين، وخطابه المتوازن والموضوعي، يقول في محطة تحت عنوان؛ أمير المؤمنين: ففي الحديث الشريف: “هو -أي أمير المؤمنين- سمّاه الله تعالى به؛ لم يُسمّ به أحد قبله، ولم يُسم بعده حتى قائم أهل البيت، عليه السلام، لم يُسلم عليه بذلك، بل يُقال: السلام عليك يابقية الله”، فاذا كان الامر بهذه الدقة –يقول السيد المؤلف- وبهذا الحصر، وهو كذلك فعلاً؛ بحيث لم يُسم به أحد من أوصياء الانبياء قبل الامام علي، عليه السلام، ولا أحد من الأئمة الاطهار، عليهم السلام، بعده؛ فكيف يأتي –من يأتي- ويخلع على نفسه لقب أمير المؤمنين؟
إن من يخلع على نفسه مثل هذا اللقب حرّ فيما يذهب اليه، ونحن أحرار في ما نذهب اليه، مع فارق وحيد، وأوحد وهو أننا مع الدليل، والدليل معنا، ولا دليل لهم، ومعهم، والتوجيه النبوي الشريف واضح في هذا الشأن وذلك عندما أمر رسول الله المسلمين يوم الغدير أن يسلموا على علي بإمرة المؤمنين.
وتحت عنوان: العروة الوثقى، يقول السيد الرضوي: “إن الرسول الأعظم لم يوجه الأمة، للنجاة من الفتن، الى التمسك بمَلَك من الملائكة مقرب، ولا بعفريت من الجن مارد؛ بل وجههم الى إنسان من البشر موجود بين ظهرانيهم، وهو الإمام علي، عليه السلام، ثم الأئمة، عليهم السلام، وها هو الامام المهدي، إمام العصر والزمان، عجل الله فرجه الشريف، فمن اهتدى لهذا الطريق؛ فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضلّ عنه؛ فإنما يضل على نفسه”.
وتحت عنوان: العَلَم بين الإيمان والنفاق، يبين المؤلف كيف أن العَلَم (أمير المؤمنين) هو معيار الإيمان والحد الفاصل مع النفاق، ويستشهد بذلك بروايات من رسول الله، صلى الله عليه وآله، في حقه، عليه السلام، منها قوله لأصحابه: “معاشر الأصحاب؛ إن الله، جلّ وعلا، يأمركم بولاية علي بن أبي طالب والاقتداء به”، إذن؛ -يقول المؤلف- هذا هو المقياس، فمن تولّى أمير المؤمنين، واقتدى به، يكون قد امتثل لأمر الله، والعكس بالعكس، وللتوضيح الأكثر: “إن الله جلّ جلاله، جعل علياً، عَلماً بين الإيمان والنفاق”.
محطات أخرى تأخذ بيد القارئ في هذه الرحلة الولائية الجميلة بعناوين مثل: رابع الخلفاء، والأمير المضطهد، وتفسير حروف الهجاء، وكيف ننام؟
وبعد هذا، جديرٌ بنا الإشارة الى السلسلة الرديفة في هذا الكتاب الرائع، حيث حرص السيد المؤلف، رحمه الله، على أن يقدم شيئاً للأجيال بشكل مُيسّر لرفع الابهام عن كثير من المفردات الدينية تحت عنوان: قاموس الدعاء والزيارة، مثل: الايام البيض، وبأبي أنت وأمي، و عَيبة، و أحارُ فيك، و ليت شعري، ولك العُتبى، وما الى ذلك من المفردات التي ترد في الأدعية والزيارات، تُعد مفتاحاً للمعرفة وتكريس للثقافة الأصيلة التي تحكم الصلة بين الانسان والله –تعالى- ثم مع أئمة الهدى، عليهم السلام.
الكتاب من مائة واربعين صفحة، صدر حديثاً، وقد وصلت مجلة الهدى الالكترونية، كمية محدودة منه، وهي مستعدة لتقديمه هدية الى القراء الكرام.