تربیة و تعلیم

الاكراه مشكلة لا حل .. كيف نعلّم اطفالنا مفهوم المشاركة؟

يرفض طفلنا ان يرى احد اقرانه من الاطفال يلعب بألعابه رغم كونه يمتلك ألعاباً كثيرة ومتنوعة، فما ان يرى احدهم امسك بلعبة له يسرع الى انتزاعها من يده على الرغم من عدمه استخدامه لها منذ فترات بعيدة وقد يكون نسي انها موجودة لديه، هذا المشهد يتكرر مع كل الامهات تقريباً وتتكرر معه محاولات الابوين بإقناعه بأن يشاركه أقرانه اللعب بألعابه أو استخدام أدواته، وحتماً النتيجة في كل مرة الرفض الشديد المصحوب بالبكاء في بعض الحالات الامر الذي يجعل الكثير من الاباء والمربين يتساءلون، كيف نعلم اطفلنا المشاركة؟

⭐ على الوالدين ان يكونا قدوة لا بنائهم في الحياة عبر تمرير السلوكيات التي يريدون غرسها فيهم بتنفيذها امامهم

 وماهي الاخطاء التي يقع بها الوالدين في فيما يخص المشاركة؟

قد يبدو ان للوهلة الاولى سيما للذين لا يفقهون كثيراً في امور التربية ان الطفل الممتنع هو طفل بخيل او اناني، لكن الحقيقة ان الطفل وبدافع حب التملك الفطري وبسبب عدم قدرته على استيعاب مفهوم المشاركة في اشيائه لا تعني ان ملكية الاشياء ستبقى له، لذا هم يفضلون الاحتفاظ بحاجياتهم ويعتبرون استخدامها بمثابة السرقة.

  • اشارة:

من الجيد الاشارة الى ان الطفل يبدأ  بتكوين ميوله الخاصة بالتملك من عمر مبكر جداً، فعندما يمسك بشيء معين ولا يرغب بتركه أو إعطائه لأنه يعرف أنه له أو لأنه أحبه لا داعي من التذمر الشديد من هذه الخاصية، بل لابد من العمل على تهذيبها مع الوقت عبر زرع القيم الحميدة وتشجيع السلوكيات الإيجابية عند أطفالهم في عمر مبكر ومنها تعليم الطفل المشاركة.

  • تحذير:

ورغم كون تعليم الطفل على سلوكية المشاركة امر في غاية الاهمية، ورغم ان كون فرصة تعليم الاطفال للقيم والعادات والسلوكيات السليمة في سن مبكراً اكثر فاعلية واثر في الصغر، لكون تقبلهم الى الغرس اكثر، فأرضهم لا زلات رخوة والغرس فيها مضمون إلا أن إجبارهم على سلوكيات معينة لتعلمها ليس جيداً، وقد يكون له أثر عكسي سلبي في المستقبل فكل السلوكيات الانسانية التي يجبر عليها الانسان في يوم ما سيعود الى عمل العكس منها في حال تمكنه لذا هذا نهي من ممارسة الاكراه في التربية.

⭐ من الجيد الاشارة الى ان الطفل يبدأ  بتكوين ميوله الخاصة بالتملك من عمر مبكر جداً

  • كيف تغرس سلوكية المشاركة في الطفل؟

عدة سلوكيات ان طُبقت بحرفية من شأنها ان تغرس في الطفل سلوكية المشاركة مع اقرانه في العابهم واهتماماتهم وتطلعاتهم وهمومهم في المستقبل وابرز ما يجب القيام به من قبل الوالدين هو:


1- على الوالدين ان يكونا قدوة لا بنائهم في الحياة عبر تمرير السلوكيات التي يريدون غرسها فيهم بتنفيذها امامهم، إذ أن الاطفال حين يرون الأفعال أمامهم يميلون للتقليد، لذا فإن أفضل طريقة لتعليم طفلك المشاركة، وببساطة أن تشاركا الأشياء معه حتى وان ففرق العمر لا يمنع من تقريب الطفل واعطاءه شيء من اغراض الاهل لتعويده على العطاء والابتعاد عن الحرص الزائد وتعلم التضحية ومتعة المشاركة وبالتالي يشعر الوالدين بالرضا عن انفسهم وعن ابناءهم وهنا لا داعي بمطالبته بالمثل لكون الذي حصل هو (سلوك المشاركة) تعليم غير مباشر له.

2- وجدير بالوالدين ان يعلما الطفل التملك بحدود مقبولة دون تخطي المرحلة والدخول في منطقة الطمع والجشع غير المقبول اجتماعياً ولا انسانياً، فيحدث دون قصد احياناً تعليم الطفل ان هذه الحاجة لك، فيفهم انه لا يجوز ان يستخدمها غيرها وبالطبع هذا الامر غير مقبول ويمثل تحدي للأهل بين تعليمه الاعتماد على نفسه وامتلاك مقومات عيشه ونجاحه وبين التمسك بها ومنعها عن الاخرين وان كان اقرب الناس لديه مثل الاخ او الاخت.

3- حين يريد الوالدين ان يعدلوا من سلوكية عدم المشاركة لا بأس بتدريبه على تبادل الادوار، فأحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الأطفال الصغار يرفضون المشاركة هو أنهم يعتقدون أن القيام بذلك يعني التخلي عن أغراضهم، ولإثبات العكس لهم يجب تدريبهم على فكرة تبادل الأدوار، للتعود على العطاء والاخذ وتدريبه على ان الحياة قائمة على مبدأ الحاجة المتبادلة (اخذ وعطاء)، وحين يرفض اعطاء حاجياته يجب منعه من اخذ حاجيات الاخرين بالتالي يفضل المشاركة، وبهذه الامور الثلاثة يمكن ان يعود الطفل على المشاركة والابتعاد عن الميل الى الوحدانية فيما يخص اشياءه.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا