عندما نتحدث عن الحرية للرجل، ينصرف الذهن الى حرية حركته وعمله و تملكه، وانواع عدّة من الحريات، فهو حرٌ في أن يعمل مهندساً في ميدان النفط او البناء، او يكون ضابط في الشرطة، او حتى سائق حافلة، واجراء المعاملات التجارية، او حتى يكون رياضياً مشهوراً، أما عندما نتحدث عن الحرية للمرأة، فنحن نتحدث أولاً؛ عن خصوصيتها وقدراتها الذاتية التي تستفيد من هذه الحرية، فلها مطلق الحرية في خوض غمار العلم والتعليم، كما لها مطلق الحرية في التملّك، ولها حرية العمل والانتاج وفق خصوصيتها وقدراتها.
من معايير فهم الحرية للانسان بشكل عام؛ مدى الفائدة المكتسبة، او النظر في النتائج، فاذا كانت ايجابية، فخير على خير، أما اذا كان العكس فيعني أن هذه الحرية مضرة أكثر مما هي مفيدة، أما اذا كان الاصرار على ركوب موجة الحرية بغض النظر عن النتائج، فان هذا ربما يؤدي الى نتائج عكسية تلحق اضراراً بالغة بصاحبه.
⭐ وقد أثبتت الايام والتجارب في الغرب –وليس من عندنا- خطل الرأي بدفع المرأة لمزاحمة الرجل في تكوينه الذهني والعضلي
ولا أعتقد اننا نختلف على أن أبرز الفوارق بين الرجل والمرأة؛ التحفّظ، وتحت هذا العنوان تندرج العديد من المشاعر وطرائق التفكير والسلوك، فالمرأة –على الاغلب- لا تحب أن تكون مكشوفة في مشاعرها وما تفكر به، بعكس الرجل الذي لا يهاب من إظهار مشاعره وآرائه ومواقفه امام الاخرين، ولعل في هذا علّة الضعف كحالة نفسية مغروزة في وجود المرأة، فهي غير ملزمة بان تكون في واجهة الاحداث بوجود الرجل المتوفرة لديه كل القدرات الذهنية والعضلية والنفسية.
وقد أثبتت الايام والتجارب في الغرب –وليس من عندنا- خطل الرأي بدفع المرأة لمزاحمة الرجل في تكوينه الذهني والعضلي، الى درجة القول: “انا لست أقلّ من الرجل، وربما أقوى منه”، وعندما خسرت المرأة انوثتها وجدت أنها خالية من كل شيء وسط عالم الذئاب والمصالح المادية البشعة، فارتفعت ارقام الانتحار، وأمراض الكآبة، والفوضى الجنسية، والعنف الأسري، كل هذا من أجل ان تكون المرأة حرة في كل شيء، ولعل أبرز مثال على الفهم الخاطئ لحرية المرأة ما تطبقه السعودية وتظهره للعالم بأنها تمنح المرأة السعودية الحرية برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة! في وقت تقمع المرأة هناك، وفي بلاد اسلامية اخرى من حرية التعبير والعقيدة.
⭐ من معايير فهم الحرية للانسان بشكل عام؛ مدى الفائدة المكتسبة، او النظر في النتائج، فاذا كانت ايجابية، فخير على خير، أما اذا كان العكس فيعني أن هذه الحرية مضرة أكثر مما هي مفيدة
هذا الخطأ نشهده في بلاد اخرى وبشكل فضيع يدعو للأسف الشديد بأن نصل الى هذا المستوى من التفكير إزاء قضية بهذه الحساسية والخطورة، فتكون الحرية للمرأة في حضور مباريات كرة القدم! كما لو أن شخصية المرأة، وكيانها ومنزلتها الانسانية تمثلت في الجلوس خلف مقود السيارة، او الحضور بين الشباب في الملاعب الرياضية، او مزاحمة الرجال في المقاهي لتدخين الارجيلة! وليس منزلتها في المضي بمراقي العلم والمعرفة، وليس بحدود الشهادة الجامعية (بكالوريوس) بغية الحصول على وظيفة حكومية، او حريتها المطلقة في ادارة البيت والأسرة وتربية الاولاد بعيداً عن تأثيرات خارجية او داخلية.
إن حرية المرأة المتطابق مع فطرتها التي فطرها الله –تعالى- هي التي تجلب لها السعادة والعزّ والكرامة في المجتمع وفي الامة، وليس فقط في حدود شخصيتها وكيانها، بل تكون الساعد الأيمن للرجل؛ ابنة، او أختاً، او زوجة، وحتى أمّاً للرجال الطامحين ممن بلغوا المعالي في العلم والمعرفة والقيادة، فقد أكد علماء الاجتماع على أن الناجحين والعظماء انما تخرجوا من عوائل أدارتها نسوة ناجحات من ذوات الحكمة الدراية، والنفوس الطيبة.
وعندما تمتنع المرأة والفتاة من ارتياد المقاهي –مثلاً- ومجالسة الرجال وتدخين الارجيلة، مع المزاح والضحك بأصوات مرتفعة، حتى وإن كان بدعوة من الرجال المحارم، فهي إنما تدخّر حريتها لشخصيتها، ولا تهدرها أمام أعين الآخرين لمجرد جذب الانتباه والاستجابة لعقدة نفسية، فتكون مجرد كائن جميل متحرك بشكل جذاب امام الناس بلا روح ولا مشاعر.