في خضم الخلافات بين دول تحالف العدوان، أعلنت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن الإمارات “فاقمت بقرارها سحب أجزاء من قواتها الموجودة في اليمن من متاعب حليفتها السعودية”، بسبب حرصها على “رعاية مصالحها الخاصة”.
واعتبر مقال “فورين بوليسي” أن من بين الأسباب التي دفعت أبوظبي للتخلي عن حليفتها الرياض في عز الأزمة باليمن، “التباطؤ الاقتصادي الذي تعرفه الإمارات”، والذي ربما يكون قد دفعها أخيراً إلى اتخاذ القرار بالانسحاب من مستنقع اليمن.
وتحدثت الصحيفة عن رغبة المسؤولين الإماراتيين في “تقليص حدة الانتقادات الموجهة لهم وللسعودية بسبب الانتهاكات الجسيمة التي سببتها الحرب باليمن”، لا سيما داخل أروقة الكونغرس الأميركي.
ورغم انسحاب الامارات الجزئي فإنها لم تظهر أي تراجع على صعيد استراتيجيتها بتقسيم اليمن، بل العكس، فقد دعمت أخيراً، إنشاء قوات جديدة تابعة لذراعها السياسي الانفصالي في الجنوب اليمني، على نحو يظهر التناقض بين التصريحات التي يدلي بها المسؤولون الإماراتيون عن خطة لدعم السلام وبين الواقع الذين لا يدخرون فيه جهداً بفرض مخطط التقسيم.
وتحاول أبوظبي ومن خلال تصريحات مسؤوليها في الأسابيع الأخيرة، إيصال رسائل بأنها بدأت توجهاً جديداً يدعم السلام وعودة الاستقرار، إلا أنها تواصل دعمها المكثّف للانفصاليين عبر ما يعرف بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي”، والتشكيلات العسكرية والأمنية المدعومة منه.
الجدير بالذكر أن الإمارات، ومنذ الأشهر الأولى لتصدرها واجهة التحالف في عدن، عملت على إنشاء “قوات الحزام الأمني” من خليط من الانفصاليين والسلفيين.
كما أسست على المنوال ذاته، قوات ما يعرف بـ”النخبة الحضرمية” و”النخبة الشبوانية” شرقاً، وجميعها تكوينات قامت على أسس مناطقية وجهوية لا تعترف بالوحدة اليمنية، بل إنها تمثل تهديداً حتى على مستوى وجود “الجنوب” و”الشمال”اليمني.