طبيعياً جداً ان يواجه الانسان في حياته عقبات تغيّر من بوصلة حياته او توقف احلامه وطموحاته وقد تصل به الى مرحلة من الضجر والملل واليأس، لكن ذلك لا ينبغي ان يدوم وإن استمر فإن ذلك يعني بالضرورة انه استسلم لضغوطات الخارج فأثّرت في نفسيته وذهبت به نحو الانهيار وبذا اصبح منهزماً نفسياً، فما هي الهزيمة النفسية؟
وماهو مدادها؟
وكيف يمكن ايقافها وانقاذ النفس منها ؟
- ماهو تعريف الهزيمة النفسية؟
تعرف الهزيمة النفسية على انها الشعور بعدم القدرة على عمل شيء لمحاولة تغيير نتيجة ما، وأن هذه الحالة تنتج من عدم القدرة على تحديد امكانية السيطرة على علاقة السبب بالنتيجة للحدث الحاصل، وهذا سيشكل تطوراً معمماً لدى الأفراد بعدم إمكانية التغيير المستقبلية، وبالتالي توقع الفشل والتي تنتج سلوكاً سلبيا وعدم الرغبة بالمحاولة مجدداً، أو إمكانية القيام بعمل إيجابي في المستقبل سيما في الفترة التي تلي الصدمة بصورة مباشرة.
⭐ النفس البشرية تمر وفي حالات كثيرة عبر مسيرتها في الحياة بانكسارات ونجاحات وما بين هذا التباين قد يغرق في محيطات اليأس والضياع
النفس البشرية تمر وفي حالات كثيرة عبر مسيرتها في الحياة بانكسارات ونجاحات وما بين هذا التباين قد يغرق في محيطات اليأس والضياع، فبعد ان كانت مشرقة يملؤها الطموح والعنفوان والامل يدفعها لتحقيق الامنيات والاهداف، فإذا بالأمواج السوداء تحاصرها فتجعل منها خاوية كأعجاز النخل التي ليس فيها روح ولا حياة، وهنا تصبح في خانة لا محل لها من الاعراب لشعورها الداخلي بالهزيمة والاستسلام.
- هل تفوق الهزيمة النفسية باقي انواع الهزائم؟
يعتبر الشعور بالهزيمة النفسية أخطر من الهزيمة العسكرية التقليدية، وخطورته تكمن في كونه استعماراً للعقول والقلوب، قبل أن يكون استعماراً لخيرات الأرض ومقدراتها، فرغم شدة وقع الاستعمار العسكري إلا أنه وسيلة قوية لإيقاظ الانسان من غفلته وتقوية اصراره وتحرك فيه الشعور نحو العبور والتخطي وفي النهاية طال هذا الاستعمار أم قصر فإن مصيره الرحيل، أما الاستعمار النفسي حين يتغلغل الى فإنه سيحطمها ويجعل صاحبها يدور حول نفسه لا يعرف كيف ينجو بنفسه منها ان لم يواجه بالاعتماد على طرق الطرد الذاتي.
⭐ ينبغي ان نؤمن بأن خالق الكون هو ارحم الراحمين وافضل المقدرين وما يبتليك به هو لغرض اختبارك ومكافأتك في نهاية المشوار وليس الانتقام منك او قصد اذيتك
مسألة الهزيمة النفسية للانسان ليست اختيارية فلن تجد انسان يقرر انه يريد ان يصبح عاجزاً او محبط انما يتسلل اليه الشعور بالسلبية دونما يعي انه، وتحصل هذا التجارب القاسية أو المواقف الضاغطة التي تلي بعضها بعضاً، وبالتالي يجد الإنسان نفسه وقد وقع في شِراك الهزيمة وبالتالي فإن هذه الأسباب التي تضغط باتجاه الاضطراب النفسي وقد يتطور الأمر فيظهر الاضطراب النفسي مُمثلاً في اختلال الأنا، كما يفقد هويته وتقديره لذاته، وأثناء صراعه يبدأ في فقدان القدرة على تحسس تلك المتغيرات التي من شأنها مساعدته فيعيش الهزيمة والعجز النفسي.
- الاسباب:
ثمة اسباب مباشرة تدخل الانسان في نفق الهزيمة النفسية المظلم اهمها:
1- ضعف ايمان الانسان بخالقه وبما يقسمه له، اذ حين يمتحن بشدة او مصيبة فأن يفقد الامل ويبقى في حيرة من امر، كما ان تفكيره في سبب اختياره لهذه المصيبة دون غيره من الناس يقلل من ايمانه ويجعله في موقف الشك وهذا بحد ذاته يعقد من مهمة العودة الى جادة الحياة.
2- غياب التخطيط للحياة وحينها لا يصبح للحياة معنى وفاقد المعنى سيقبع في كل ازمة يمر بها لكونه لا يعرف الى اين يجب ان يصل.
3- يمثل تفكير الانسان السلبي ثالث الاسباب التي تدفع الانسان للوقوع في ازمة الهزيمة النفسية لكون يبنى حياته على ركائز السلبية ولا يمنح نفسه فرصة للتفكير في ايجابيات الحياة وبذا يبقى رهين افكاره السلبية التي تقيد خطواته في كل مفاصل الحياة ومواقفها المتنوعة.
- كيف نواجه الهزيمة النفسية؟
لنواجه الهزيمة النفسية لابد من الشعور بعدة امور اهمها:
- ينبغي ان نؤمن بأن خالق الكون هو ارحم الراحمين وافضل المقدرين وما يبتليك به هو لغرض اختبارك ومكافأتك في نهاية المشوار وليس الانتقام منك او قصد اذيتك.
- يجب ان يبتعد الانسان عن التفكير السلبي الي يطوقه ويبتعد ايضاً جماعته التي يمكن تفكر بطريقة سلبية فالأفكار السلبية معدية كما سائر الامراض.
- لابد للانسان يخطط لحياته لتصبح ذات معنى وحين يخفق في محطة ما فأن ذلك لا يعني النهاية بل هي بداية جديدة تمنح لك يجب ان تستثمر بالطريقة المثلى لئلا يصل الانسان الى مرحلة الفشل وعندها لات حين مندم.