الهدى – متابعات ..
مع انطلاق كل موسم حصاد، تندلع شرارة الحرائق في حقول الحنطة في أغلب المحافظات في مشهد يعيد إلى الأذهان ما تعرضت له حقول المزارعين نتيجة هذه الحوادث خلال الأعوام الماضية.
وتبرز تساؤلات عن أسباب عودة الحرائق والجهات التي تقف خلفها، إلا أنها تؤكد وجود أطراف لا تريد وصول العراق إلى مرحلة الاكتفاء العراقي من الحنطة، واستمرار الحاجة إلى الاستيراد، لاسيما بعد إعلان وزارة الزراعة إمكانية الوصول إلى هذه المرحلة هذا العام.
وشهد موسم الحصاد الحالي منذ تدشينه في بداية نيسان الماضي، حرائق عديدة طالت عشرات الدونمات في محافظات النجف وميسان وصلاح الدين والديوانية والمثنى، مع احتمال تسجيل حوادث أخرى في بقية المحافظات التي لم تباشر عمليات الحصاد حتى الآن.
واطلقت مديرية الدفاع المدني في وزارة الداخلية حملة (كلنا دفاع مدني) لحماية محصولي الحنطة والشعير من حوادث الحرائق في عموم المحافظات.
وقال مدير العلاقات والإعلام في المديرية العميد جودت عبد الرحمن لـ”الصباح”: إنَّ المديرية اطلقت بالتزامن مع موسم حصاد محصولي الحنطة والشعير حملة (كلنا دفاع مدني) لحمايتها من حوادث الحرائق في عموم المحافظات.
وبين أنَّ الحملة تضمنت خطة متكاملة مرنة وسريعة تنفذ ضمن ثلاثة محاور، الأول توعوي إرشادي من خلال توزيع البوسترات بين الفلاحين تركز على ارشادات الدفاع المدني في إجراءات الوقاية والسلامة، فضلاً عن إقامة الندوات لتوعية أصحاب الحقول على كيفية الحفاظ عليها من حوادث الحرائق واستخدام طرق السلامة المفروض توفرها خلال استخدام آلات الحصاد.
وتابع أنَّ المحور الثاني للحملة، يتضمن نشر فرق الإطفاء في المساحات الشاسعة المخصصة لزراعة محصولي الحنطة والشعير بداية في المحافظات الجنوبية كونها بدأت بعملية الحصاد، وبعد ذلك ستنتقل إلى محافظات الوسط ومن ثم إلى الشمال التي تعد آخر المحافظات في عملية الحصاد.
ويعدّ العام 2020 أحد أكثر الأعوام فتكاً بمحاصيل القمح والشعير، فضربت فيها الحرائق 16 محافظة، وبلغت الحرائق 164 حادثاً خلال الفترة من 21 نيسان وحتى 22 أيار من العام المذكور، وشملت احتراق نحو 102 ألف دونم من المحاصيل الزراعية، أما في العام 2019 فأعلن عن احتراق نحو 53 ألف دونم من محاصيل القمح والشعير، كما شهد العام الماضي عدداً من هذه الحوادث أيضاً.
وأشار عبد الرحمن إلى قيام فرق الدفاع المدني بالكشف عن إجراءات الوقاية والسلامة المتخذة في المخازن والسايلوات المخصصة لمحصولي الحنطة والشعير لضمان توفير متطلبات وإجراءات الوقاية والسلامة وتجنب حوادث الحرائق.
وأضاف أنَّ فرق المديرية تعمل على مدار الساعة لتلافي حوادث الحرائق التي تسبب إتلاف وتضرر المحصولين، لاسيما وأنَّ مساحة الخطة الزراعية للموسم الحالي تبلغ ثمانية ملايين دونم وفق ما أعلنت عنه وزارة الزراعة.
وأسهم الجفاف وقلة الموارد المائية، إلى تقليل العراق مساحاته الزراعية إلى حد كبير، ومنها محصول القمح، كما أدت الحرب الروسية ـ الأوكرانية إلى ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، مما يتطلب اتخاذ اجراءات حكومية عاجلة لحماية مزارع الحنطة.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة محمد الخزاعي: إنَّ الوزارة باشرت منذ انطلاق موسم حصاد الحنطة والشعير اتخاذ إجراءات للحفاظ على تلك المحاصيل من التعرض لحوادث الحريق منها إرشاد الفلاحين للحذر عند حرق الأرض بعد إنهاء عملية الحصاد استعداداً لزراعتها للموسم الصيفي.
ولفت إلى أنَّ العراق سيتمكن لأول مرة من تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصولي الحنطة والشعير، حيث نتوقع أن تتراوح الكميات المسوقة من أربعة ملايين و500 ألف طن إلى خمسة ملايين طن بعد زراعة أكثر من ثمانية ملايين و500 ألف دونم.