رغم الاتفاق العام حول الفرحة التي تعم العوائل حين ترزق بطفل سيما الطفل الاول والنشوة التي ترافق هذه الفرحة والترقب والعناية والاهتمام التي يحظى بها الطفل، الا ان بعد السنتين الاولى تظهر بعض السلوكيات المزعجة والمحيرة منه والتي تجعل الابوين ربما يعانون من الصعوبة في التعامل معها او فهمها على اقل تقدير، ومن هذه السلوكيات هي التسويف والمماطلة لدى الطفل والتظاهر بعدم سماعه للكلام الموجه اليه، فما هو التسويف او المماطلة وماهي اسبابها لدى الطفل؟
وكيف يمكن الحد منها؟
- ماهو التسويف؟
يعرّف علم النفس التسويف على انه المماطلة والتأجيل المستمر لأداء المهام المهنية والحياتية التي تطلب من الانسان، وهذا لم يأتي من فراغ عدمي ولابد من وجود علة نفسية تمنع الفرد سيما الطفل من القيام به لكنه في النهاية يحدث خلل في سلوكه وفي نوع علاقته بوالديه سيما مع كون الآباء غير متفهمين لسلوك ابنائهم وليس لديهم معرفة او إلمام بأساليب التربية مما يعني بالضرورة تضرر الطفل والاهل من هذه السلوكية الغير مرغوب بها من قبل الابوين.
⭐ الكثير من الآباء والأمهات والمربين يعتبرون التسويف هو سلوكية خبيثة تصدر من الطفل بقصد الايذاء او الانتقام منهم وربما بهدف اهانتهم لكن الحقيقية ان الطفل لا يعي ذلك
الكثير من الآباء والأمهات والمربين يعتبرون التسويف هو سلوكية خبيثة تصدر من الطفل بقصد الايذاء او الانتقام منهم وربما بهدف اهانتهم لكن الحقيقية ان الطفل لا يعي ذلك وهو يتصرف بما يراه هو من زاويته الخاصة التي يتعقد انها تحميه وتمنحه الراحة النفسية والامان النفسي الذي لو غاب عنه يقلّل بالضرورة من ارصدة صحته النفسية والتي لو تخلخلت ستؤدي معها الكثير من الوظائف التي يبغي ان يؤديها الانسان.
⭐ من اسباب تسويف الطفل هو غياب التعزيز الايجابي من الاهل و المعلمين، فحين يرى ان ما ينجزه غير مقدر ولا يحسب له حساب حينها يقوم بالتأجيل حتى الساعات الاخيرة لينفذها بعد ذلك بعجالة وبدون دقة
من المصاديق الحياتية على تسويف الاطفال هو تأجيلهم لإداء واجباتهم المدرسية اليومية من وقت لآخر مما يقلل من جودتها وبالتالي يلاحظ تدني المستوى الدراسي العام له، وقد يصل الحال بالطفل الى بالبكاء كوسيلة للمقاومة ضد الالحاح الذي يمارس عليه، وغير هذه الحالة الكثير من الامور التي يسوّف فيها الطفل أملاً من الافلات منها لو لبرهة من الوقت.
- لماذا يسوف الطفل وكيف نعالج تسويفه؟
الاسباب المؤدية الى محاولات التسويف والمماطلة كثير لعل ابرزها ما يلي:
1-اول اسباب التسويف لدى الطفل انه في بعض الاحيان يتجنب القيام ببعض المهام تجنباً لتنفيذها بشكل خاطئ هذا الامر يكون في العادة لدى الطفل المثالي الذي يرغب بالكمالية، اذا انه يتجنب المسؤولية لأنه لا يمتلك الثقة أو المهارات اللازمة للقيام بذلك، والحل هنا يمكن في تحمل الابوين المسؤولية الكاملة في تحفيزه وتعلميه وعدم معاقبته ان اخطأ وهو ما يمنحه اطمئنان عالٍ للتجريب والمبادرة وبعد عدة محاولات سيتمكن من القيام المهمة بنجاح وبالتالي تجنب الفشل الذي كان يخشاه وبسببه يفضل الانسحاب والتسويف.
2- ثاني الاسباب التي تدفع الطفل باتجاه التسويف هو ثقل المهام الموكلة اليه والتي يهرب منها بالتسويف والمماطلة، فالكثير من الاباء يحملون ابناءهم ما لا طاقة لهم به، وهذا خطأ تربوي قاتل يتحمل تبعاته الاهل، والافضل في مثل هذه الحالة اعطائهم مهام ومسؤوليات تناسب اعمارهم لكي يؤدونها على اتم وجه وهو ما يمنحهم ثقة بأنفسهم للتصدي للمهام الاصعب فالأصعب من دون هروب ولا تجنب.
3- يسوّف بعض الاطفال بسبب عدم محاسبتهم واعطائهم كمٍّ من الحرية لا يفهمونه وبالتالي يسيئون استخدامه تحت يافطة التدليل، والحل في مثال هذا الحالة استخدام المحاسبة الشديدة عليهم واستخدام العاقبة عليه بدلاً من العقاب، والعقاب هي عقوبة مؤجلة على سبيل المثال يتماهل ابنك في المراجعة للامتحان فتدعه دون محاسبة وحين يريد الخروج للعب كرة القدم مع اصدقاءه مثل كل يوم تمنعه من الذهاب حتى يكمل واجبه وهذه السلوكية التربوية تعد من اكثر السلوكيات التي من شأنها ان تدفعه لابتعاد عن التسويف والتأجيل.
4- من اسباب تسويف الطفل هو غياب التعزيز الايجابي من الاهل و المعلمين، فحين يرى ان ما ينجزه غير مقدر ولا يحسب له حساب حينها يقوم بالتأجيل حتى الساعات الاخيرة لينفذها بعد ذلك بعجالة وبدون دقة لكون لا يرغب في التكريم ولا يعمل من اجله، ولأنهاء هذه السلوكية يجب ان يقدم الثناء والتقدير والشكر على المهام التي يؤديها بنجاح وتميز وبالتالي يضع التميز هدفاً بحياته ويتخذه اسلوب حياة وهذا الذي نبحث عنه وعن انماءه في نفوس ابناءنا الصغار.