فکر و تنمیة

كيف يختار الشباب أعمالهم؟

خُلِقَ الإنسان وهو يتطلّع للقيام بدور ما في هذه الحياة، لذلك فالإنسان الذي لا يعمل، لا يشعر بقيمة الحياة لأنه لا يشعر بقيمته، ولا يلمس دوراً واضحاً له في هذه الحياة، من هنا جاءت أهمية العمل بالنسبة لأفراد المجتمع، فالإنسان السليم عقلياً وجسدياً يبحث منذ نعومة أظفاره عن شغل أو عمل يحصل في مقابله على رزق يسد فيه رمقه واحتياجاته الأخرى.

وقد قيل في العمل أو الشغل إنه مجهود إرادي واعٍ يستهدف منه العامل أو المشتغل إنتاج السلع والخدمات لإشباع حاجاته، ومن هذا التعريف يتضح لنا أن مجهود الحيوانات أو مجهود الإنسان بغير هدف لا يعتبر عملا. فالمهم لحركة الإنسان أو حتى الحيوان أن يكون هناك هدف محدّد و واضح لعمله، وإلا لن تكون هناك أية فائدة من هذه الحركة أو هذا العمل، والهدف غالبا ما يتجسد بحصول المتحرك أو العامِل على مكسب معروف نتيجة لعمله وللحركة التي يقوم بها والجهد الذي يبذله في هذا المجال أو ذاك.

⭐ إضافة إلى الهدف الواضح الذي يضعه الشاب لعمله، لابد أن يكون عارفا بطبيعة هذا العمل، والأهم بعد ذلك أن يعرف بالضبط كيفية النجاح في هذا العمل أو ذاك

إضافة إلى الهدف الواضح الذي يضعه الشاب لعمله، لابد أن يكون عارفا بطبيعة هذا العمل، والأهم بعد ذلك أن يعرف بالضبط كيفية النجاح في هذا العمل أو ذاك، وإلا في حال عدم معرفة طبيعة العمل والدخول العشوائي فيه لن يحقق النتائج التي يجب أن يتمخض عنها العمل، أي ربما تأتي نتائج عمل الشاب غير العارف بطبيعة عمله إلى نتائج عكسية.

لذلك قد يفشل بعض الشباب في الأعمال التي يقومون بها ويدخلون فيها، والسبب الأول في الفشل عدم الإلمام بطبيعة هذا العمل، وما يحتاجه من معارف لكي يتقنه الشاب.

اليوم مثلا معظم فرص العمل تتطلب من الشاب أن يكون ملما بالقضايا والمعلومات الإلكترونية، كالعمل على الحاسوب، ومعرفة بعض التطبيقات وما شابه من أمور معلوماتية إلكترونية يحتاجها الشاب لكي يدخل في هذا العمل أو ذاك، فإذا اختار عمله مثلا كأن يكون في مجال التسويق أو الترويج، فعليه أولا أن يدرس كيفية الترويج الإلكتروني ويدخل في مراكز خاصة تساعده وتعلّمه على إتقان هذه المهنة ثم بعد ذلك يسعى للحصول على فرصة عمل في المجال الذي أتقنه مسبقا.

وهذا ينطبق على جميع الأعمال والمهن التي يفكر الشاب الدخول فيها والقيام بها، وهذا يسمى بالمهارة في العمل، وهي تشكل العنصر الأهم لتحقيق حلم الشباب في الحصول على فرص عمل جيدة أو متوسطة المردود المالي، فالشاب الذي يرغب العمل كسائق عليه أولا أن يعرف السياقة ويتقنها، ومن يريد أن يشتغل بقالا عليه أن يتدرب على طرائق البيع والتعرف على الأسعار، صحيح إن التجربة العملية تكسبه معارف، لكن من الأفضل للشاب أن يكون عارفا وملما بالمهنة التي يفكر أو يرغب العمل فيها.

⭐ يقول المختصون بشؤون الشباب وبالعمل بشكل عام، إن العمل الناجح يحتاج إلى مجموعة من المعارف التي تتطلب تحصيلها تعليماً خاصاً تساعد في ادائه بطريقة صحيحة مناسبة لقبولهِ في المجتمع

لذلك يقول المختصون بشؤون الشباب وبالعمل بشكل عام، إن العمل الناجح يحتاج إلى مجموعة من المعارف التي تتطلب تحصيلها تعليماً خاصاً تساعد في ادائه بطريقة صحيحة مناسبة لقبولهِ في المجتمع، بالإضافة إلى أهمية المعرفة في سرعة التعلّم والتأقلم مع العمل وطبيعته بشكل سريع، وهذا النجاح سوف يؤدي إلى نجاحات أخرى لاحقة تصبُّ في صالح الشاب العامل، وتكسبه مهارات ومكاسب مالية جيدة.

وإذا عرفنا بأن العمل هو الطاقة أو الجهد الحركي أو الفكري الذي يبذله الإنسان من أجل تحصيل أو إنتاج ما يؤدي إلى إشباع حاجة معينة من حاجاته الطبيعية من السلع والخدمات التي يساهم الجهد البشري أيضا في إيجادها، كما يؤكد المختصون، فهذا يعني إن خطوات اختيار الشاب لعمله يجب أن تكون محسوبة، ومخطط لها لكي تتحقق نسبة عالية من فرص النجاح في هذا العمل أو ذاك. قد يقول قائل، على الشاب أن يزجّ نفسه في العمل، ويدخل في أي عمل كان، ثم أثناء ذلك يكتسب الخبرات ويتعلم المهنة مع مرور الوقت، هذا القول صحيح ولا مشكلة فيه، ويمكن أن يقود إلى النجاح، ولكن الشاب الذي يعرف ويخطط للعمل ويكتسب المهارات مسبقا، سوف تكون فرص نجاحه أسرع وأكبر من الشاب الذي ينتظر التعلّم أثناء العمل، وهذا هو الفارق بين من يكتسب المهارة قبل المباشرة بالعمل وبين من يكتسبها بعد دخوله في العمل.

عن المؤلف

حسين علي حسين/ ماجستير إدارة أعمال

اترك تعليقا