الهدى – متابعات ..
مع استمرار الضربات الاستباقية والعمليات والحملات العسكرية الواسعة، في العديد من محافظات “العراق”؛ بشمال البلاد وغربها وشرقها ضد أوكار تنظيم (داعش)، والتي ترافقت مع عمليات استخبارية وأمنية دقيقة ضد عناصر التنظيم وقياداته، الأمر الذي أدى إلى إحراز النجاحات والضربات المتتالية للتنظيم خلال الأسابيع الماضية وضرب خططه بشكلٍ استباقي.
المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة؛ اللواء “تحسين الخفاجي”، قال أن الجهد الكبير الذي قامت به القوات الأمنية في “نينوى” وجنوب غرب “كركوك وديالى وصلاح الدين” ومناطق أخرى، قطع الطريق أمام فلول عصابات (داعش) الإرهابية ومنعها من القيام بأي عمل إرهابي.
وأوضح الخفاجي أن الوضع الأمني في البلاد حاليًا جيد وأفضل بكثير من السابق، والقوات الأمنية تتمتع بإمكانيات عالية عّززها التطور الاستخباري وتضافر الجهود لمنع عصابات (داعش) من القيام بأية خروقات أمنية.
وبيًن أن القوات الأمنية قامت بعمليات بحث وتفتيش ومطاردة ومداهمة وملاحقة لعصابات التهريب والخارجين عن القانون والمطلوبين، وما تتمتع به جميع المحافظات من الأمن حاليًا جاء بسبب تضحيات القوات الأمنية، وهي مستمرة بتحقيق الأمن.
وكان مسؤول عراقي كبير قد أكد؛ آذار/مارس الماضي، أن (داعش) يحتفظ بنحو: 400 إلى: 500 مسّلح في “العراق”، بينما يواصل التنظيم الإرهابي شن هجمات متفرقة ضد قوات الأمن والمدنيين.
وبحسّب تقديرات نُشرت في تقرير لـ”مجلس الأمن الدولي”؛ في شباط/فبراير الماضي، لدى التنظيم: “ما بين: 05 آلاف إلى: 07 آلاف عضو ومؤيد ينتشرون بين العراق وسوريا، نصفهم تقريبًا من المقاتلين”.
وحسّب تقرير لـ”مجلس الأمن الدولي”، لا يزال تنظيم (داعش) نشطًا في “العراق” رغم جهود مكافحة الإرهاب التي نجحت في قتل ما يقرب من: 150 عنصرًا من (داعش) خلال 2022.
وأضاف التقرير أن التنظيم عمل في “العراق” داخل: “المناطق الجبلية الريفية، مستفيدًا من الحدود (العراقية-السورية) التي يسّهل اختراقها”.
وتركزت أنشطته: “في العراق في مسرح لوجستي في الأنبار؛ (غرب)، ونينوى والموصل؛ (شمال)، ومسرح عمليات يضم كركوك؛ (شمال)، وديالى؛ (شمال شرق)، وصلاح الدين؛ (شمال)، وشمال بغداد”.
ورغم تراجع احتياطاته المالية المقدرة حاليًا بين: 25 إلى: 50 مليون دولار، وفق “مجلس الأمن”، فإن التنظيم: “بدأ بغسّل الأموال من خلال استثمارات في أعمال تجارية مشروعة مثل الفنادق والعقارات”؛ في “سوريا” و”العراق”، واستخدم التنظيم أيضًا: “سرقة الماشية لجمع الأموال”.
إحباط مخطط إرهابي..
ومؤخرًا؛ وقبل إجازة عيد الفطر، أعلن “جهاز الأمن الوطني”، إحباط مخطط إرهابي لاستهداف أسواق “كركوك”، مشيرًا إلى أنه بعملية نوعية وجهد ميداني واستخباري؛ تمكنت مفارز “جهاز الأمن الوطني” في محافظة “كركوك” بالتنسّيق مع قيادة المقر المتقدم للعمليات المشتركة وقيادة شرطة المحافظة من الإطاحة بإثنين من عناصر (داعش) الإرهابية؛ أحدهما عنصر بارز يُكنى: بـ”أبو دجانة”.
ووفق بيان للجهاز، فإن عملية الاعتقال جرت وفقًا لمذكرات قضائية بعد أقل من ساعات على استهدافهما نقطة للشرطة المحلية في المحافظة.
وجاء في اعترافات الإرهابيين أثناء التحقيقات؛ أنهما كانا يرومان استهداف المواطنين والأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة من المحافظة؛ خلال أيام العيد بهدف زعزعة الأمن والتسّبب بحالة من الرعب والفوضى عبر سلسلة تفجيرات في الأسواق العامة المكتظة بالمواطنين.
ويرى المحلل العسكري والاستراتيجي العراقي؛ أن الحماية الداخلية لابد لها من أن تكون لها عمليات استباقية خارجية تتوخى أهداف كثيرة منها القواعد الآمنة للتنظيم.
وتقسّيم الأقواس النارية الصحيحة في المناطق التي تُعتبر ساحات عمل لـ (داعش)؛ وخاصة المناطق ذات التضاريس المتعرجة، إضافة إلى التلال والوديان والأحواض التي تُسّاعد على الغش والاختفاء.
ولفت الى أن هناك عمليات قامت بها قطعات من الجيش والقوات المتحالفة معها وطيران الجيش في مناطق: “ديالى وصلاح الدين ونينوى وحوض حمرين وتلال مكحول”؛ واستطاعت من خلالها تمشّيط المناطق وضرب أهداف نوعية.
وهذه التحركات ساعدت على إرباك الكثير من الخطط الهجومية لتنظيم (داعش) الإرهابي، التي يُخطط لها في العمق واستهداف المدن بعمليات اعتراضية.
وقد يستغل التنظيم بعض المناسبات للظهور من جديد في حالة وجود وتوفر بعض الثغرات، التي يمكن أن يستثمرها لعمله الإرهابي وخاصة ضد المدنيين.
ورغم ما تحققت من انتصارات ساحقة ضد تنضيم داعش الارهابي، لكنهناك خلايا للتنظيم وبقاياه ما زالت تنشط في بعض المناطق وهي تُنفذ هجمات على نطاق ضيق ضد مراكز عسكرية ومدنية عراقية.