الحكم على الانسان في العادة يكون بعد التعامل معه وملاحظة سلوكياته، فما يصدر منه يحدد طريقة تفكيره ومستوى وعيه وتعاملاته مع المواقف الحياتية التي هي من تحدد قيمته في المجتمع بالاعتماد على المعايير النفسية والاجتماعية في الحكم، ومن ضمن مجموعة الاحكام التي تطلق على بعض الناس بأنهم (اغبياء)، فمن هو الانسان الغبي؟
وماهي سلوكياته؟
يعرف الغباء بأنه: ضعف في الذكاء، و الفهم، و التعلم، والشعور أو الإحساس، وربما يكون السبب فطري أو مكتسب أو مُفتعل، ويسبب الغباء الخسائر لشخص أو لمجموعة من الأشخاص ولا يقوم بتحقيق أي مكاسب من أي نوع له أو لغيره ولا نعني بالغباء ضعف القدرة الذهنية والعقلية فقط، بل مجموع التصرفات التي يقوم بها شخص ما وتعامله مع مواقف الحياة بطريقة تجعل منه ملائماً لصفة الغبي.
الأفراد الأذكياء قد يصبحون أغبياء عندما يحاولون الخروج عن مسار الأفكار والمعتقدات الثابتة المنطقية في هذه الحالة يسقط الإنسان داخل انحراف التأكد ويبدأ في اختيار البيانات، ويصبح منفصلاً عن العالم الخارجي مثل الأصم والأعمى، وفي نفس الوقت تجميع المعلومات والأدلة لتأكيد المعتقدات أفضل من استخدام العقل أو الوقوف ضد الذكاء أو قلة المعلومات.
- مغالطة شهيرة
من الخطأ ان يوصف الانسان الذي يفشل في حل مسألةٍ رياضية او الاجابة على سؤال ما او الفشل الدراسي بصورة عامة بأنه غبي، و الحقيقة ان هذا الامر هو واحد من انواع الغباء وليس الغباء بعينه ولعل ابسط انواع الغباء واقلها انتشاراً، فالكثير من سلوكيات الناس تدل وبالضرورة على غباء من يقوم بها وليس الدراسة والتحصيل فقط.
- نماذج لأناس اغبياء:
كثيرة هي السلوكيات التي تدلّل على غباء الفرد ويمكن ان تجتمع اكثر من سلوكية في فرد واحد مما يسهل عملية الحكم عليه، ابرز هذه السلوكيات هي:
حين تقدم لانسان نصيحة بهدف تغير سلوكية معينة فيه غير سليمة فيتضايق منها ويرفضها رغم التزامك بكل آداب النصح من السرية والابتعاد عن التجريح والواقعية، ورغم ذلك لا يتقبلها ولا يتفاعل معها، ويتفاعل مع الانتقاد الذي يوجه اليه من الخارج رغم قسوته واسلوبه الجارح ويحاول ارضاء موجهيه فهذا قمة الغباء ومنتهاه، وللأسف بات الكثير من الناس يتصفون بهذا النوع من الغباء مما يقلص فرص اسداء النصيحة.
⭐ الأفراد الأذكياء قد يصبحون أغبياء عندما يحاولون الخروج عن مسار الأفكار والمعتقدات الثابتة المنطقية
ومن السهل ان تحكم على الفرد الذي يرى نفسه دائماً على حق انه غبي، فمثل هذا النموذج يرفض ان يناقشه احد على افكاره او اراءه او ينبه على تصرف قام به وان ناقش احد في موضوع ما فهو لأجل إثبات أنه على حق وانه الأفهم والاعلم، حتى وان امتلك الآخر كل الحجج الكفيلة بأقناعه فإنه لا يغيّر من موقف مهما فعل ولا يتزحزح، وهذا النوع من الغباء يحصل بدافع التكبر والغرور والتعالي وللأسف ان مجتمعنا يعجُّ بالكثير من هذه النماذج الغبية.
النموذج الثالث للانسان الغبي هو ذلك الذي يبحث عن النتائج السريعة ولا يمتلك أي تصور أو خطة مستقبلية فهو باحث عن متعةٍ آنية ولا يهمه ما سيحصل في قادم الايام، وبذا هو يعيش نشوة انجاز ربما وهمي او قصير وسرعان ما يسقط من علياءه ويبقى حينها تائهاً لا يبصر طريق الصواب ونادماً على ماكان فيه ومتمنياً الظفر بتلك الفرص التي مرت عليه ممر السحاب دون ان يستثمرها.
⭐ من الخطأ ان يوصف الانسان الذي يفشل في حل مسألةٍ رياضية او الاجابة على سؤال ما او الفشل الدراسي بصورة عامة بأنه غبي
كما ان الانسان الذي يسير حياته على مبدأ (لك الساعة التي انت فيها) هو نموذج للانسان الغبي لكون ليس لدي هدف يبحث عن تحقيقه، وبذا هو يكون سهل الانقياد للظروف التي تواجه فإذا لم يعلم الانسان الى اين سيذهب فكل الطرق تؤدي هناك لكن هناك البؤس والضياع وفقدان البوصلة كما هو الحال بالنسبة للكثير من الناس.
وهناك نموذج آخر للانسان الغبي وهو الغير متجدد الذي لا يسعى لتطوير ذاته فقد يكتفي الإنسان الغبي بمستوى محدد ولا يعمل على تطوير نفسه وصيانتها من وقت لآخر وبمرور الوقت يصبح غير مواكب لعصر ويصبح اشبه بالآلة القديمة ذات الانتاجية القليلة التي تهمل على قارعة الطريق او يستعان بها في فرص قليلة بالمقارنة بتلك المتطورة وذات الكفاءة العالية. والغبي ايضاً يستاء من نجاح الآخرين بدلاً من ان يحفزه ذلك النجاح لتطوير امكانته وادواته التي تعود عليه وعلى عمل بالنفع ولأنه قاصراً تجده يفرح عندما يفشل الآخرون أمام ناظره، ولا يطيق أن ينجح غيره وذلك لظنه بأن ذلك يبعد عن الأضواء ويقلل من شأنه، هذه القليل من النماذج الانسانية الغبية وغيرها الكثير ينبغي الابتعاد عن التعامل معها والاكتواء بضلى غباءها الحارق ما استطعتم.