الهدى – وكالات ..
زادت حركة طالــبان منذ سيطرتها على أفغانستان، من الضغوطات السياسية والعسكرية على الشيعة الأفغان، حيث تسعى في مواقع مختلفة لوضع قيود على حرياتهم السياسية والمدنية والدينية.
وفي أحدث تطور، طلب مسؤولو محكمة الاستئناف وبعض السلطات المحلية لحركة طالــبان بولاية بلخ شمالي أفغانستان، من علماء الدين الشيعة أن يحتفلوا بعيد الفطر المبارك، وفقاً لما تعلنه المحكمة العليا لطالـبان.
وتفيد المصادر المحلية أن محكمة الاستئناف التابعة للحركة “استدعت” عدداً من علماء الدين الشيعة بولاية بلخ، يوم السبت من الأسبوع الجاري وطالبتهم أن يحتفل الشيعة تماشياً مع أهل السنة بعيد الفطر المبارك وفق ما تعلنه المحكمة العليا لطالــبان.
وكان الشيعة في أفغانستان يحتفلون قبل هذا بعيد الفطر المبارك حسب إعلان مراجع الدين الشيعة في العالم وتزامناً مع سائر الشيعة في البلدان المختلفة، ولم تكن السلطات الحكومية تتدخل في شؤونهم الدينية.
وأعقب قرار طالـبان هذا ردود أفعال واسعة من لدن المواطنين الأفغان، حيث اعتبر الكثير من المواطنين الأفغان هذا القرار بمنزلة “فرض” الرؤى المذهبية لطالـبان على الشيعة ونددوا به.
وجاء قرار محكمة استئناف حركة طالـبان بعد أيام من رفض وزارة التعليم العالي التابعة للحركة، تدريس الفقه الجعفري في الجامعات الأفغانية.
وتمثل هاتان الحالتان، أحدث قيود تفرضها الحركة على الحريات الدينية للشيعة في أفغانستان.
وفي غضون ذلك يضطرت العديد من العوائل الأفغانية إلى التفكير بالهجرة خارج البلاد، من أجل متابعة تعليم بناتها، بسبب حرمانهم من هذا الحق داخل بلدهن بسبب قرار طـــالبان التعسفي بإغلاق مدارس وجامعات البنات.
وذكرت عدة عوائل أفغانية في أحاديث متفرقة، إنها “اضطرت للهجرة وترك البلاد رغم التحديات من أجل أن تنعم بناتها بالأمان ويكملن مشوارهن التعليمي”.
وقال أحمد شاه ساخي زاده، وهو من مواليد كابل، ويعيش الآن في العاصمة الباكستانية إسلام أباد: إنه غادر أفغانستان “من أجل مستقبل بناته، حتى يتمكنوا من مواصلة تعليمهنّ”.
وتابع حديثه بأن “لديه آمالاً كبيرة في أن تتأهل ابنتاه لشغل وظائف مهنية في المجالات الطبية أو المالية”، مؤكداً أنه “اضطر للهجرة وترك وطنه بعد إغلاق حركة طــالبان لجامعات الفتيات”.
وذكر زاده بأنه “اضطر من أجل الهجرة أن يبيع منزله وسيارته وكل متعلقاته في أفغانستان بسعر منخفض، وهو أمر مؤلم جداً ولكن لا حلّ آخر أمامه”.
أما المواطن شكيب منصوري فقد قال: إنه “قرر مغادرة أفغانستان من أجل بناته الثلاث”، مبيناً أن “عائلته تقدّر العلم وتحترم إكمال الفتيات للتعليم”.
وأضاف، “كنا نأمل أن تفتح مدارس البنات في بداية العام الحالي وأن تتمكن بنات من الالتحاق، ولكننا فقدنا كل أمل”، موضحا أنّ “الأفغانيين اليوم يغادرون البلاد بدافع الضرورة، وهذا ليس بالقرار السهل”.