الاسلام أوجب على الرجل النفقة للمرأة، وهذا من اكرام الإسلام للمرأة، حيث جعل من واجب الرجل ان يأمن كل احتياجات المرأة؛ سواء كانت زوجةً فنفقتها على زوجها، او بنتا فعلى أبيها، او كانت أما ولا معيل لها فالنفقة تكون على الابن.
وحسب قانون الاسلام فإن المرأة يجب أن تبقى بلا احتياج وعلى الرجل نفقتها، لكن الثورة الصناعية في اوروبا، قبلت الموازين ليس هناك فحسب، وإنما في بلدانا ايضا، فالنظام الرأسمالي الذي يحكم البلدان قد جاءت مع الثقافة الرأسمالية، وهذه الثقافة تفرض على كلٍّ من الزوجين، او الجنسين، العمل، وبالتالي جعلوا من الزواج حالة من الشراكة، فمقدار من الزوج، وآخر من الزوجة.
⭐ حسب قانون الاسلام فإن المرأة يجب أن تبقى بلا احتياج وعلى الرجل نفقتها
لكن حسب تعاليم الاسلام، فهذا غير صحيح، فعمل المرأة في الاسلام لا يكون لوجود حاجة عندها، صحيح ان المرأة قد تعمل في حالات خاصة لحاجة المجتمع لعملها، او فيما يرتبط بسد النقص في الجوانب التربوية، والتعليمية، والصحية..، أما أن تعمل المرأة لتأمين معيشتها فهذا لا يظهر من الأدلة الشرعية الموجودة.
لكن السؤال المطروح: لماذا تعمل النساء في البلدان الاسلامية ومنها العراق؟
وما هي الفكرة المركزية التي من خلالها ترسّخ في اذهان النساء ضرورة العمل؟
يقول امير المؤمنين، عليه السلام: “لا تملك المرأة من الأمر ما يجاوز نفسها فإن ذلك أنعم لحالها وأرخى لبالها وأدوم لجمالها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة”.
الله ـ تعالى ـ أناط للمرأة مسؤوليات كبيرة ومن أهمها مسؤولية الحمل، والولادة، والرضاعة، وحسن التبعل، فعملها هو حمل إضافي، ومسؤوليات جديدة، وهذا لا يتناسب وطبيعة المرأة.
المرأة حينما لا تكلّف أكثر من أمرها، وحسب وصية أمير المؤمنين، عليه السلام، فسيحصل الرجل على ثلاثة امتيازات من المرأة:
الاول: “فإن ذلك أنعم لحالها”.
الثاني: “فإن ذلك أرخى لبالها”، فلن يكون بالها مشغولا بمهام أخرى غير مهامها الاساسية.
الثالثة: “وأدوم لجمالها”. فالعمل الزائد يجعل المرأة تشيب أكثر.
لكن دفع المرأة الى العمل بهذه الوتيرة المتصاعدة خصوصا في بلداننا يعود لثلاثة اسباب:
السبب الأول: أن يكون للمرأة مدخرا من المال، وهنا نطرح السؤال التالي: هل المال لحاجة أم لا؟ فإذا كان لحاجة ضرورية فإن على الزوج، او الأب، او الابن، توفر الحاجات الضرورية والحقيقية للمرأة.
أما إذا كان وجود المال للكماليات، وليس للأمور الحقيقية والضرورية، واليوم أكثر التسويق الالكتروني يستهدف بشكل كبير المرأة، واكثر المشتريات الكمالية هي من جانب النساء، فوجود المال في هذه الحالة يجب ان يوضع تحت تصرف المرأة، فإن صرفها في هذه الأمور يعد من السفه.
السبب الثاني: دعوى أن عمل المرأة يأمن لها مستقبلها المالي، وهذه قضية خطيرة بالفعل، جاءت امرأة ال خطب امرأة فقالت: ان شرطي أن اكمل دراستي.
فقال: لماذا تكملين الدراسة؟
قالت: حتى اتوظف في المستقبل ويكون عند راتب وكل شيء وارد في مستقبلا!
قال: الزواج على مثلك حرام، واذا تزوجتي عقدك باطل.
قالت: لماذا؟
قال: لانك من البداية تفكرين بالاستقلال عن الرجل ولما يقع عقد الزواج.
فأن يكون سند المرأة بعد الله راتبها فهذا شيء خطير وكارثي، فأين أبوها، وعائلتها.. أين زوجها الذي يجب ان يكون هو سندها بعد الله، وهذا ما تؤكده روايات أهل البيت، عليه السلام: “أحق الناس بالمرأة زوجها”، فزرع هذه الفكرة عند المرأة؛ انه لا سند لها، يعد أمراً خطيراً.
⭐ بالعودة الى حياة العظيمات التي سطر القرآن الكريم بعضا من حياتهن، نجد أنهن قدمن انجازات كبيرة، كالسيدة مريم، وكذا السيدة الزهراء، عليهما السلام
السبب الثالث: من الافكار الخاطئة التي تُنشر؛ ان الأمومة ليس عملا، ولا يعد ـ الحمل مثلا ـ انجازاً، فدور المرأة في الحياة ـ حسب دعاوى البعض ـ ليس الحمل والتربية، وكأن المرأة التي تعمل وتشتغل فإنها قد أدت دورا في الحياة، أما تلك المرأة التي تعبت على تربية ابناءها بصورة صحيحة، فإنها لم تؤدِ أي دور!
بالعودة الى حياة العظيمات التي سطر القرآن الكريم بعضا من حياتهن، نجد أنهن قدمن انجازات كبيرة، كالسيدة مريم، وكذا السيدة الزهراء، عليهما السلام، كان لها دور كبير في الإسلام، أنها كانت المدافعة الأولى عن ولاية أمير المؤمنين، عليه السلام، وربّت كالحسن، والحسين، وزينب، وأم كلثوم، وكانت السيدة الزهراء، عليها السلام، سندا لزوجها في كل أعماله، ألا يُعد هذا دورا محوريا في حياة المرأة المتزوجة؟
فالسنين التي صرفتها الأم لتربية أبناءها لم ولن تضيع، لان الاجيال القادمة هي نتاج تربية الأم، وقد لا يتضح للأم دورها في بداية تربيتها لاطفالها، لكن ما إن يتقدم بها العمر ستجد نتيجة تربيتها، فتلك التي عملت او توظفت حين تصل الى الخمسين، او الستين سنة، غاية ما عندها راتب تقاعدي، اما تلك التي ربت ابناءها ففي ذلك العمر فإن لديها أولاد واحفاد يهتمون ويحتفون بها. “لا تملك المرأة من الأمر ما يجاوز نفسها فإن ذلك أنعم لحالها وأرخى لبالها وأدوم لجمالها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة”.
- مقتبس من محاضرة للسيد مرتضى المدرسي (حفظه الله).