هناك مناسبات معروفة تنعكس بشكل إيجابي على جميع الناس، وخاصة الشباب كونهم يتطلعون دائما إلى ما هو أفضل لهم، وإلى ما يمنحهم التفاؤل والتشجيع والتفوق والثقة بالحياة، وهذه المناسبات تتسم بالأجواء الروحانية وبالتأثير النفسي والإيماني على الشاب، كما يحدث في الزيارات الدينية لأئمة أهل البيت، عليهم السلام، مثل الزيارة الشعبانية وزيارة الأربعين وغيرهما من الزيارات التي تستقطب ملايين الزوار الكرام.
من هذه المناسبات التي تنعكس إيجابا على الشباب شهر رمضان، ففي هذه الشهر كما هو معروف، تسود الأجواء الرحمانية، وتهدأ النفوس، وتطمئن القلوب، وتنخفض المشاحنات، وينظر الناس عموما إلى هذا الشهر الكريم بتفاؤل وأمل كبير بتغيير حياتهم نحو الأفضل، خاصة الشباب، فهذه الشريحة تحتاج دائما إلى من يأخذ بيدها إلى طريق الصواب.
⭐ شهر رمضان الكريم يمكن أن يكون فرصة نموذجية لدعم الشباب، وتوجيههم معنويا وإيمانيا، وتثقيفهم على روح الأمل البنّاء
شهر رمضان الكريم يمكن أن يكون فرصة نموذجية لدعم الشباب، وتوجيههم معنويا وإيمانيا، وتثقيفهم على روح الأمل البنّاء، الأمل الذي يدفعهم نحو التطور والإنجاز والبحث عن تعزيز مهاراتهم، وليس الأمل الفارغ الذي يدفعهم للكسل والتخلي عن العمل، ولكن هذا الهدف المهم لا يأتي ولا يتحقق بشكل عشوائي أو لا إرادي.
التخطيط لدعم الشباب معنويا في شهر رمضان يمكن أن يتحقق، ولكن لابد أن يتم التخطيط لهذا الدعم، وتنظيمه، ووضع برامج عملية له، بالطبع من الممكن تطبيق مثل هذه البرامج في جميع الشهور، ولكن كلنا نعرف ونؤمن بأن شهر رمضان له خاصية تختلف عن الشهور الأخرى، وهذه الخاصية هي زرع التفاؤل في نفوس الشباب.
في شهر رمضان تجد الشاب أكثر رصانة، وأكثر تقبّلا للنصح أو التوجيه، فهو يشبه الأرض الخصبة التي يمكن أن تستقبل البذور برحابة صدر، لتنمو فيها بشكل صحيح، الشباب أيضا في شهر رمضان نفوسهم وعقولهم أرض خصبة مستعدة لإنبات بذور الخير والأفكار الجيدة، وتطوير المهارات بمختلف أنواعها.
على سبيل المثال يمكن التخطيط في هذا الشهر الكريم بإقامة فعاليات ثقافية ترفيهية للشباب، تشتمل على فعاليات تشجيعية، فيمكن مثلا إقامة أمسيات للخطابة، أو تقديم بعض العروض الفنية، أو بعض المعارض الفنية يشارك فيها عدد من الشباب الموهوبين مع تقديم هدايا تشجيعية لهم والتركيز على تنمية مواهبهم.
كذلك يمكن تقديم فعاليات جماعية تهتم بمواهب الشباب، وتشجعهم على مواصلة تطوير مواهبهم، ومثل هذه الأجواء تساعد كثير على كسب ثقة الشباب، فيشعرون أن هناك من يهتم بهم، وهناك من يرعى قدراتهم المختلفة، فجميع المواهب في مختلف المجالات يمكن أن تحظى بمثل هذا التشجيع أمام الجميع في فعاليات جماعية يتم تنظيمها بشكل جيد.
شهر رمضان يتناسب بشكل جيد مع مثل هذه الأمسيات خاصة بعد الفطور، فهناك رغبة عند الشباب بالخروج من البيوت بعد تناول الفطور، للترفيه أو الاستزادة مما يتم تقديمه لهم، أي أن الشاب يحتاج من يملأ له ساعات شهر رمضان بما هو مفيد، ولهذا يمكن الاستفادة مما تقدمه الجهات المعنية، للشباب من برامج تطويرية ترفع معنوياتهم، وتضاعف من رغباتهم في الانخراط بدورات تطويرية للمهارات أو للمواهب المختلفة.
حتى على مستوى عقد الندوات الفكرية، يمكن توجيه الدعوة العامة لكل الشباب، لحضور ندوة فكرية تضاعف من وعي الشاب، وتفتح له آفاق التطور في عالم اليوم، على أن يتم تنظيم مثل هذه الندوات من قبل منظمات أو مؤسسات معنية بالتطوير الفكري والمعنوي، أما لماذا يتم ربط مثل هذه الفعاليات المعنوية الفكرية بشهر رمضان؟
⭐ التخطيط لدعم الشباب معنويا في شهر رمضان يمكن أن يتحقق، ولكن لابد أن يتم التخطيط لهذا الدعم، وتنظيمه، ووضع برامج عملية له
فإن الجواب واضح، وهو يتعلق بطبيعة أجواء هذا الشهر الكريم، وانفتاح الشباب نفسيا على الجديد من الأفكار، وعلى كل النشاطات والفعاليات التي ترفع من معنوياتهم، ومن إيمانهم، ومن وعيهم وثقافتهم، وحبذا لو تكون هناك فعاليات وبرامج عملية لتطوير المهارات المختلفة، يمكن أن تشرف عليها بعض المنظمات بالتعاون مع بعض المعامل مثلا، لتدريب الشباب الراغب على تعلّم هذه المهنة أو تلك في سياق التدريب الماهر.
هناك أفكار وخطوات كثيرة يمكن أن يتم تطبيقها في شهر رمضان لتطوير ورفع معنويات الشباب، لكن هذا الأمر يحتاج إلى الاستعداد المتبادل من الشباب أنفسهم والمنظمات والجهات المعنية، وكذلك لابد من وجود عنصر التخطيط الجيد لمثل هذه البرامج التطويرية على الصعيدين النظري والعملي. المهم في النتيجة، هو أن لا يمر هذا الشهر الكريم، من دون الاستفادة من أجوائه لدعم الشباب، فهذا الشهر المبارك يمثل فرصة مناسبة لاستقطاب الشباب، كي يحضروا فعاليات نظرية وعملية، مهارية، وترفيهية، الهدف منها زرع روح الأمل والتفاؤل عند الشباب، والمهم في هذا الجانب هو تحويل الأفكار إلى أعمال وأفعال، من قبل الجهات المختصة، سواء كانت رسمية أو مدنية.