الهدى – كربلاء المقدسة ..
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرّسي دام ظله، إلى إغتنام أيام الشهر الفضيل الذي تشكّل ساعاته فرصةً عظيمةً للعودة الى الله سبحانه، وذلك بالاجتهاد بكل وسيلةٍ ممكنةٍ للاهتداء إلى الصراط المستقيم بالدعاء وبالاستنارة بضياء كتاب الله وما في كلمات النبي وأهل بيته من كلمات رشدٍ وموعظة.
جاء ذلك في كلمةٍ ألقاها سماحته بمناسبة إقتراب شهر رمضان المبارك، حيث قال: “إننا دُعينا في هذا الشهر الكريم إلى ضيافة الرحمن، وما أرفع وأسمى هذه الدعوة، فعلينا أن نستثمرها خير إستثمار بالمسارعة في الخيرات والورع عن محارم الله وإجتناب كل ما يبعدنا عن رحمته، فقد فاز من جعل هذا الشهر له ذخراً ليوم فاقته، وخسر من قصّر في إستثمار أيامه ولياليه”.
وشدد المرجع المدرسي على ضرورة الورع عن محارم الله وإجتناب معاصيه وأن يتوب البشر الى بارئهم توبةً نصوحاً من الذنوب، توبةَ من لا يفكر في العودة إليها، من خلال تطهير النفس من الذنب وعدم الحنين بالعودة اليها، مؤكداً أن شهر رمضان شهر رحمة الله فعلينا إنتهاز هذه الفرصة العظيمة لعقد عزمات القلب على ترك الذنب أنّى كان والعودة الى الله.
وبيّن سماحته أن شهر رمضان ربيع القرآن كما قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) والمطلوب من المؤمن أن يتلو فيه المزيد من آيات الكتاب ويتدبر في معانيها المضيئة ويتأمل فيما بيّن الله فيه من سننه الثابتة وعِبَره النافذة، مشيراً إلى النصوص التي تحثّ على تلاوة القرآن في هذا الشهر وتؤكد مضاعفة أجر تلاوته فيه بالمقارنة مع سائر الشهور.
ودعا سماحة المرجع المدرّسي الى جعل شهر رمضان مناسبة للمودة ونشر المحبة، بأن يرحم الغني الفقير، وتلك هي دعوة رسول الرحمة محمداً صلى الله عليه وآله حيث أمرنا بأن نتّقي الله فيه ولو بشقِّ تمرة، وقال سماحته: ” تعالوا لنصِلَ فيه أرحامنا، فإن صلة الرحم أسرع البرّ ثواباً، وهي تزيد في العمر وتنسئ الأجل و تعالوا كي نترّفع على العصبيات المقيتة التي هي آفة التفرقة وجذر التمزق وسبب الحروب”.
وعلى صعيدٍ آخر دعا سماحة المرجع المدرّسي الى إستثمار هذا الشهر الفضيل في إرساء دعائم الوحدة بين أبناء الشعب والإبتعاد عن كل مايدعو الى الفرقة والتشرذم، مطالباً السياسيين بمزيدٍ من الإهتمام بحياةٍ أفضل لهذا الشعب الممتحن، منتقداً في الوقت ذاته الميزانيات المالية الإنفجارية والتي لا تذهب إلى مصالح الشعب العراقي غالباً.