أمير المؤمنين، عليه السلام، في سياق وصيته للإمام الحسن، عليه السلام، ذكر خمسة أمور في كيفية التعامل مع المرأة، وتم الكلام في نقطتين، ولا زال الحديث عن النقطة الثانية: “واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن فان شدة الحجاب ابقى عليهن”.
تحدثنا في المقال السابق عن حكمة الحجاب، ولماذا يجب أن يكون هناك حجابا للمرأة، وفي هذا المقال سيكون الحديث عن “دليل وجوب الحجاب”، لأن الكلام كثر في البلدان الاسلامية خصوصا في الآونة الأخيرة: لماذا الحجاب؟ وما هو دليله؟
الحجاب كان مرتبطا بأزمة مضت فما الداعي له الآن؟ لان الأدلة التي وردت في القرآن الكريم لم ترد فيما يرتبط بالحجاب بشكل صريح! هكذا تطرح بعض الاسئلة والشبهات.
⭐ الاحكام الشرعية تعطى للشخص بحيث يستطيع ان يتنازل عنها، صحيح ان الحجاب للمرأة وفي مصلحتها، وإذا كان الأمر كذلك، فليس من حق المرأة أن تقول: أنا لا أريد الحجاب، وأنا أتنازل عن الحجاب
الاحكام الشرعية تعطى للشخص بحيث يستطيع ان يتنازل عنها، صحيح ان الحجاب للمرأة وفي مصلحتها، وإذا كان الأمر كذلك، فليس من حق المرأة أن تقول: أنا لا أريد الحجاب، وأنا أتنازل عن الحجاب.
الحجاب حق الله؛ لانه حكم شرعي، فلا يجوز التنازل عنه بأي شكل من الاشكال، فلا المرأة تتنازل، ولا عائلتها، ولا عالم دين يتنازل عن ذلك لان الظروف تغيرت وتحت مبرر: كيف سينظر الينا العالَم!
الآية الأولى: فيما يتعلق بالحجاب وردت آيات كثيرة، ففي مورد ـ مثلا ـ حينما يريد الرجل ان يتحدث مع المرأة يقول ـ تعالى ـ: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}، وهذه الآية صريحة، فإذا اراد رجل ان يتكلم مع امرأة أخرى يجب ان يكون بينهما ستر، والستر في هذه الآية لا يخصص، فحين تقام صلاة الجماعة تضرب بين النساء والرجال ملأة، وغيرها من الموارد الكثيرة.
الآية الثانية: يقول الله ـ تعالى ـ: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، الخمار قطعة قماش كبيرة واسعة، كانت المرأة تضعها على رأسها وتلفها على جسمها، بحيث تغطي منطقة كبيرة من جسم المرأة.
الآية الثالثة: يقول الله ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}، جاء بعض العلمانيين والليبراليين وقالوا ان الجلباب هو القميص! وهذا غير صحيح، الجلباب هو ما يسمى بعرف اليوم “جبّة”، وهو اللباس الذي يستر جميع البدن، فالمرأة حين تكون مشكوفة سوف تُعرف، ويشار اليها بصفاتها، بينما إذا سترت نفسها بشكل كامل، فسوف لن يعرفها احد.
⭐ الحجاب حق الله؛ لانه حكم شرعي، فلا يجوز التنازل عنه بأي شكل من الاشكال، فلا المرأة تتنازل، ولا عائلتها، ولا عالم دين يتنازل عن ذلك لان الظروف تغيرت وتحت مبرر: كيف سينظر الينا العالَم
الآية الرابعة: يقول ـ تعالى ـ: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، إذا جئنا الى الواقع، فالمرأة كلها زينة ـ ولا نقول كلها عورة ـ والدليل على انها زينة هو استخدامهم لها في إعلاناتهم، وفي دعياتهم..، لذلك فاختيارهم لبطلة الفلم او المسلسل تكون جميلة لانها جاذبة، لكن حين تكبر لا تمثل أي دور رومانسي.
{إِلاَّ مَا ظَهَرَ}، جاءت الروايات وفسرت ذلك بالوجه والكفين، والوجه بما هو وجه، لذلك بعض الفقهاء افتوا ان الحكل ليس من الوجه ذاته الجائز عدم ستره، وإلا فالمكياج وامور التزيين الأخرى إذا اضيفت الى الوجه يكون ذلك ابداء للزينة وبالتالي يحرم اظهاره للأجنبي.
الشاهد في الآية الكريمة: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}، فأي شيء من المرأة يكون سببا لإثارة الرجل، فإن على المرأة ان تستره؛ صبغ اظافر، او يكون زندها ظاهراً، او ما اشبه موارد الزينة الأخرى.
هذه الآيات المباركة دالة دلالة صريحة وواضحة في وجوب الحجاب، بالإضافة الى عشرات الروايات التي تبين احكام الشَعَر، واحكام النظر، ومن الغريب أن يأتي من ليس لديه اطلاع على القرآن الكريم، وعلى السنة الشريقة، وروايات أهل البيت، يأتي ويدعي لنا ان الاسلام لم يفرض الحجاب على المرأة!
- مقتبس من محاضرة للسيد مرتضى المدرّسي (حفظه الله).