“الفائز الثاني بالمسابقة للكتابة حول الإمام المهدي”
انتظار ظهور الامام المهدي، عجل الله فرجه الشريف، مع تعدد الوصف اللغوي لدى المنتظرين الذين يرى البعض فيه انه المهدي، او المنجي، او المنقذ يبقى ذلك الانتظار عامل ايجابي ومحفز وهو مشروع عظيم وملحمي كبير وليس كما يريد ان يقننه اصحاب الفكر الضيق ويسميه فكرة.
الفكرة لا يؤمن بها الناس على طول الخط كما لا يمكن للرسالات ان تخلدها وتركز عليها لو لم يكن مشروع الانتظار اكبر من الرسائل ذاتها .
إن فلسفة الانتظار الايجابي هي العمل الواعي المستند على عاملين مهمين هما كتاب الله القران والعترة، فإن انتظار الظهور وفلسفته ليس التقاعس والاتكال، بل العمل والتوكيل والتمهيد الحقيفي الواعي العملي والميداني، فهنالك الكثير ممن اصبح انتظاره سلبيا بعيد عن حقيقه الانتظار بسبب الخوف او الجهل .
⭐ الانتظار الايجابي هو الوصف الدقيق والمهم الذي يختزل كل طموحات الإنسان المؤمن على هذه الأرض الإنسان المشدود إلى يوم الانتظار
فإن من العقل والادراك الايماني الواعي أن يكون الانسان من المنتظرين بالمعنى الايجابي للانتظار، وأن يسعى للتكامل وأن يكون من الممهدين لظهور الامام المهدي المنقذ المنجي، فالقول والعمل مساعد له في تحقيق الاهداف السامية المرسومة من الله ـ سبحانه وتعالى ـ ألا وهي نشر العدل في الارض ليكون حجة الله في الارضيين .
الانتظار الايجابي هو الوصف الدقيق والمهم الذي يختزل كل طموحات الإنسان المؤمن على هذه الأرض الإنسان المشدود إلى يوم الانتظار ، والانتظار الايجابي يكون عادة على شقين؛ شق عاطفي وشق عملي وكلاهما يجب ان يذهبان مع الانسان الى قبره دون انقضاء لاجل ذلك الانتظار، وان طال عمره وجود قاعدة ثقافية لمفهوم الانتظار الايجابي مهمة جدا، كما و يجب ان تتسع ويتفاعل معها الجمهور، فإن ايجاد مثل هكذا قاعدة تجعل من المنتظرين صامدين على الوفاء بالعهد فإنتظار الظهور يعني الاستعداد، وان المنتظرين لظهوره انتظاراً ايجابياً يعملون بجد واصرار وبصيرة .
إن الانتظار الايجابي العملي افضل من القول بالتعجيل فقط فإن اي انتظار بدون عمل وتمهيد “كالقوس بلا وتر” كما قيل، فالدعاء بالتعجيل يجب ان يكون العمل مناسبا لمضمونه حاله حال طالب الدراسة والعلم عندما يدعو بالتوفيق دون الدراسة والاجتهاد، فإنه لا ينجح في الامتحان كذك الانتظار الايجابي دون عمل لا يكون ذا جدوى .
⭐ الانتظار الايجابي يعني التمهيد وهو توطين النفس على التضحية وبذل الغالي والنفيس لاجل الامام المهدي المنتظر، عجل الله فرجه الشريف
فعندما ندعو بتعجيل الفرج والذي هو ضمن الانتظار الايجابي يجب ان يكون هنالك عمل يتناسب مع دعاء الفرج، أما دون العمل فإن الانتظار لا جدوى منه وهو مضيعه للوقت وان العمل على تحقيق شرائط الدعاء بالفرج للامام المهدي، عجل الله فرجه الشريف، هي من صميم عمل الانتظار الايجابي ومع وجود العقل والمعرفة يكون الانتظار بمقارب لمنزلة المشاهدة العملية .
ان قتل الوقت بالانتظار لمجرد الانتظار دون عمل يتناسب مع مفهوم الانتظار الايجابي لا يسمى انتظارا، بل سيطلق عليه الانتظار السلبي بطبيعة الحال لانه من دون عمل ومن دون فكر سليم فالجلوس وحده لا يكفي وهو سبة ومشقة على المنتظر اذا لم يكن هنالك تحرك وحيويه تدور حول قضية الامام المهدي ومخطط الظهور المقدس .
الانتظار الايجابي يعني التمهيد وهو توطين النفس على التضحية وبذل الغالي والنفيس لاجل الامام المهدي المنتظر، عجل الله فرجه الشريف، كما ان على المنتظرين والمنتظرات فهم ومعرفة فقه الانتظار الايجابي، فأول ذلك الامر هو ان عليهم فهم ومعرفة زمانهم الذي يعيشوه وابناء زمانهم وتلك هي معرفة الواقع، فما الواقع إلا ابناء الزمان، وما ابناء الزمان إلا افكار ومعتقدات فالمنتظر الايجابي هو الذي لا تهجم عليه اللوابس كما يجب عليهم التفرقة بين انتظار امام زمانهم وبين انتظار تحقق العلامات.