فکر و تنمیة

التحديات وصناعة الانسان القوي

حياتنا نحن البشر تغص بالتحديات وبدونها لا طعم للحياة وهي جزء اساس منها، فلا احد يبلغ المنال حتى يستطيع التغلب على معوقات اهدافه ولا شيء يأتي بالسهولة كما يعتقد البعض فلكل شيء ثمن في هذه الدنيا، و الايمان بكون الامر طبيعي يساعد الانسان على تغيير قراءته للحياة وبالتالي سيتمتع بمستوى عالٍ من السلام النفسي الداخلي، وبه يستطيع التخلص من الضغوط ببعض المهارات والاستراتيجيات الخاصة التي تمكنه من التعامل مع التحديات بذكاء والنتيجة تحقيق الانجازات في المستويات الحياتية كافة.

  • عند مفترق طرق:

جميعنا نتفق على اننا واجهنا سابقاً ولا زلنا نواجه مصاعب جمة في طريقنا نحو الكمال (الجزئي) الذي ننشده، لكن الفرق في طرق مواجهة هذه التحديات فبعضنا يخفق في تخطيها وهو ما يجعله عاجزاً عن الاستمرار والاتيان بجديد وهذا هو الاستسلام، اما بعضنا الآخر فيمتلك من الصلابة النفسية والحكمة ما يؤهله للتعامل معها بحرفية وبالتالي يوظفها لخدمة مشروعة وهدفه ومابين الامرين ليس سوى طريقة واسلوب ودراية بالحياة وتشعباتها المعقدة، والنتائج حتماً انها تأتي  تعباً لما يسلك الفرد من سلوك ازاء كل تحدي يواجهه.

  • كيف نتخطى المصاعب؟

من الذكاء ان يتجاهل الانسان الصعوبات عبر اقناع نفسه بأن المشكلة اصغر من حقيقتها وبهذا التصرف يسيطر على تفكيره والخطوة الأولى للتغلب على مشكلة هي بالاعتراف بوجودها، ومن ثم العمل على ازالة ما تتركه على النفس من اثار، ولو تصفحت سير العظماء لرأيت غالبيتهم تعرضوا لمصاعب جمة قد تفوق المصاعب التي تواجهنا نحن الصنف العادي من البشر، فهم تفوقوا علينا في طرق التعامل معها وبالتالي وظفوها لصالحهم اهدافهم وهذا هو سر عظمتهم ومن وراءها عظمة الانسان التي تكمن في هذه الجزئية.

⭐ جميعنا نتفق على اننا واجهنا سابقاً ولا زلنا نواجه مصاعب جمة في طريقنا نحو الكمال (الجزئي) الذي ننشده، لكن الفرق في طرق مواجهة هذه التحديات

 وينبغي ان خطوات الانسان في طريقه للتغلب على مصاعبها بمواجهتها لابد ان تكون مدروسة وممنهجة، ومن اللازم عليه حين يواجه مشكلة ان يتخذ خطوة فعلية سيما عندما في اللحظات السلبية فأن اية خطوة للخلف ستكون انكسار، وهنا يجب لا ينبغي التوقف عن الاتيان بحلول والا فالمشاكل سوف تتضاعف  وهذا ما يوجب التدخل السريع الواعي من دون تهور  الذي  يمكن  ان يعقد المشكلة بدل ان يحلها.

كما على الانسان ان يقيم الحقائق التي احدثت هذه المشكلة والبحث عما وراء السلوك لان علم النفس يبحث في المثير ويعالجه ولا يبحث في السلوك ذاته، وبذا هو عرف كيف يواجه المشكلة ويجفف منابعها، وبدون هذه المعرفة للمنبع( المثير) لا يتمكن من مواجهة المشكلة لان الصورة الكاملة منقوصة لديه وفاقدة لحلقات مهمة وبالتالي يصعب التفسير الدقيق لما يجري، وفي هذه الخطوة تحديداً نحتاج الى مساعدة الاقربين في تقييم وضعك في هذه التحدي او المشكلة ويقدمون لك نصيحة تساعدك في التخطي والمواجهة.

⭐ من الافضلية بمكان ان تبحث عن الاشخاص الذين تعرضوا لنفس التحدي الذي تواجهه والتحدث معهم، فهذا الامر سيمنحك مفاتيح التعامل مع التحدي وبالتالي يمكنك اتخاذ القرارات الذكية المتعلقة بمواجهة التحديات

ومن المهم وضع قائمة او جدولة للتحديات التي تريد النجاح فيها ففي الغالب لايتمثل التحدي في مهمة أو مشكلة واحدة، بل عادةً ما يتكون من عدة أجزاء مختلفة ووضع قائمة بالأشياء الصغيرة والتحديات الفرعية وما يجب عليك فعله لمواجهتها سيمنحك اريحية في التعامل معها من دون الضغط الذي يسبب التخبط، على سبيل المثال لو كنت تفكر في الزواج وفي الوقت ذاته تفكر في اكمال دراستك عليك ان تختار تحدي اول لتنجزه ومن ثم تعود للتحدي الاخر وهكذا. ومن الافضلية بمكان ان تبحث عن الاشخاص الذين تعرضوا لنفس التحدي الذي تواجهه والتحدث معهم، فهذا الامر سيمنحك مفاتيح التعامل مع التحدي وبالتالي يمكنك اتخاذ القرارات الذكية المتعلقة بمواجهة التحديات وبسهولة كما يساعدك ذلك على عدم الشعور بالوحدة وانك لوحدك في مواجهة هذا التحدي، وبذا انت تملك حصانة نفسية بوجه التحديات التي تعيق او تأخر وصولك الى الذي تبحث عنه وهنا تكمن قوة الانسان ونحاجه وتفوقه على ظروفه مهما كان نوعها وحجمها وتأثيرها في النفس.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا