إضاءات تدبریة

دول الغرب على موعد من هلاك كبير (1)

نمت مدنية الغرب الحالية قبل حوالي أربعة قرون تقريباً معتمدة على تقدم علمي وفكري وإداري فقط دون أن يصاحبه تقدم ديني او أخلاقي او إنساني، وهو الأمر الذي أدى الى إسراف الغربيين في ظلم البشر لعدة قرون، ابتدأوها بغزو الهند وكذا بلدان افريقية واستعباد الملايين منها ليأخذوهم رقيقاً بعد اصطيادهم ثم زجهم في السفن مكبلين مقيدين، ويصرف عليهم أقل الطعام كي يكونوا عبيداً يعملون بلا أجر في مشاريعهم الظالمة والأطماعية في الأمريكتين.

 وحين تقدم الغربيون صناعياً واستخدموا أسلحة البارود وصنعوا سفنهم الكبيرة احتلوا الكثير من بلدان العالم، وساموا شعوبها عذاباً وظلماً فادحاً، وقتلوا منهم الملايين، مدمّرين اقتصاد تلك البلدان ونفسيات شعوبها، ولا تزال أكثر شعوب الارض تعاني آثار تلك الحقبة السوداء.

  • رؤية من القرن الماضي

واقعاً ان الغرب بحكوماته وشعوبه -المؤيدة في معظمها  لمنهج الحكومات في الاستعمار واضطهاد الناس- كان متوغلا في ظلم عالمي شديد وواسع.

وبسبب الرغبة في الاستئثار بالثروات وشدة الأطماع فيما بين الحكومات والممالك الغربية فقد دخلوا في حروب مُدمِرة فيما بينهم. وكان اعتاها واوسعها الحرب العالمية الأولى في ١٩١٤م، والتي حدثت معظم أحداثها في بلدانهم ومات فيها حوالي  ١٦ مليون إنساناً.

⭐ الغربيون لم يتعظوا من ويلات تلك الحرب العالمية بل إزدادوا سوءاً على سوء باحتلال المزيد من البلدان، وفرض هيمنتهم في العالم الإسلامي بعد اسقاطهم للخلافة العثمانية

إلا أن الغربيين لم يتعظوا من ويلات تلك الحرب العالمية بل إزدادوا سوءاً على سوء باحتلال المزيد من البلدان، وفرض هيمنتهم في العالم الإسلامي بعد اسقاطهم للخلافة العثمانية، واضافوا الى ظلمهم السابق سقوطاً وانحلالاً اخلاقيا بتعميم وتشجيع ثقافة الجنس المباح والتعري والإعلام الفاسد والكاذب، وهدم الأسرة  وغيرها من الروابط الإنسانية الفطرية والمهمة للحياة البشرية، وقادهم الطمع وحماقة بعضهم لحرب عالمية ثانية هي أشد فتكاً من الأولى، والتي حدثت معظم وقائعها على اراضيهم وذهب بسببها أكثر من ٦٠ مليون من البشر.

وهكذا عُوقب الغربيون والمساندون لهم وفق سنن الله بالصراع الدموي الكبير، وهذا ما أوضحه الله ـ تعالى ـ في قرآنه العظيم بقوله: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّی بَعۡضَ ٱلظَّـالِمِینَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ}. السؤال: هل اتعظ الغربيون بتلك الحروب والويلات؟

عن المؤلف

السيد جعفر العلوي

اترك تعليقا