الكثير من الآباء يحرصون على توفير متطلبات ابنائهم المادية؛ من اكل، وملبس، وعلاج ومستلزمات تخص الدراسة وغيرها من متطلبات الحياة، لكنهم في الوقت ذاته لا يعيرون اهميةً للحاجات المعنوية والنفسية لهم، ومن هذا الاهمال تنتج مشكلات عدة من ضعف شخصية الطفل وما تحدث من آثار على سلوكياته العامة وبالتالي على حياته بصورة عامة.
هذه المشكلة صار يعاني منها الآباء بصورة كبيرة، وتأثير المشكلة يظهر في بداية حياته واعوامه الاولى لعدم اختلاطهم بالمجتمع والاحتكاك بمواقفهم اليومية المختلفة، سواء في التجمعات العائلية أو الاختلاط بالمدرسة والشارع، سيما في المواقف التي تحتاج الى اتخاذ قرار او المجاملة او اخذ زمام الامور او المبادرة وغير من ذلك من السلوكيات التي تدل على ثقة الانسان بنفسه.
⭐ ومن الاخطاء ان الآباء يطلبون من الضيوف ان لا يقوموا للطفل حين يسلم عليهم
ضعف الشخصية يحدث نتيجة تراكم الخبرات التي يتلقاها في سنواته الاولى والتي لم تؤهله لأن يكون ذو شخصية قوية متصالحة مع ذاتها، متماسكة ومنتجة على المستويات العقلية والفكرية وذات تأثير في مجتمعها ككل الشخصيات التي تصبح فيما بعد اسماء ذات اثر حقيقي، وليس كالذين اوصلتهم تفاهة مواقع التواصل وصدرتهم على كونهم مؤثرين وهم اناس تفاهين لا تأثير لهم ولا اثر.
- هل ضعف الشخصية موروث؟
وهذا الضعف في الغالب ليس موروثاً بل يأتي كنتيجة للتعامل الخاطئ مع الأطفال وهي ثقافة يجهلها أغلب الأهالي في ردود أفعالهم مع أطفالهم أثناء تربيتهم معتقدين أنهم يتبعون خطوات صحيحة لتقوية شخص الطفل، ومن هذه الاخطاء ان الآباء يطلبون من الضيوف ان لا يقوموا للطفل حين يسلم عليهم.
وانهم حين يصحبونهم الى مكان ما في سيارة عامة فأنهم لا يحجزون لهم مقعداً خاصاً بهم ويجلسوهم في احضانهم، كذلك عند دعوتهم على مأدبة طعام فأنهم يشركونهم معهم في الطبق المقدم لهم بداعي رفع العبئ عن المضيفين، وغير ذلك من السلوكيات التي تقلل من ثقة الطفل بنفسه ولو بعد حين.
⭐ يستحسن التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصيته، فإذا أخفق في شيء ما، نثني على تفوقه في شيء آخر
- كيف نغرس الثقة في نفس الطفل؟
من المهام الاساسية للأبوين هي غرس الثقة بالنفس للطفل، ويمكن القيام بهذه المهمة عبر عدة مهارات وطرق مختلفة النوع والوقت وعلى مدار سنوات عديدة عبر منحه جرع نفسية ومعنوية وحتى مادية، لأن ثقة الطفل بنفسه هي وليدة أحداث ومواقف وردود فعل تجاه تصرفاته، لتصبح أساساً لحياته وعاملاً مهماً في بناء شخصيته القوية القادرة على اتخاذ القرارات، وتحمل المسؤولية، ومواجهة المشكلات فيما بعد، من اهم الامور التي نوصي بها لتكوين شخصية الطفل هي:
1- من الاهمية بمكان ان يراعي الابوين الفروق الفردية بين الاطفال وان لا يتجاهلا قدراته وحقوقه وما يؤثر على نفسيته سواء في داخل المنزل او خارجه لتفادي الأضرار التي تصيبه جراء هذه المقارنات بالأطفال الآخرين، وبالتالي لا يشعر بالدونية.
2- من الجيد تشجيعه على تحسين اداءه سواء المدرسي او مايتعلق بمهامه المنزلية والافضل مقارنته بإنجازه في السابق والافضلية التي اصبح عليها الان حتى يتحفز لتقديم الافضل.
3- يستحسن التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصيته، فإذا أخفق في شيء ما، نثني على تفوقه في شيء آخر، ليشعر بالثقة والقبول وليس التراجع والانسحاب الذي يسبب له الكثير من المشكلات النفسية.
4- ننصح الابوين بالإنصات لحديث ابنائهم بكل حواسهم وعدم مقاطعته او تصدير افكاره او قمعها، فمهم جداً السماح له بالتعبير عن نفسه عما يدور في عقله من افكار ومناقشتها معه لتدعيم المفاهيم الصحيحة لديه وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ليثق في نفسه ويشعر باهتمامكم به.
5-لا تكثروا من نقده سيما امام الضيوف او نعته بالقاب من شأنها ان تشوه تصوره عن نفسه والافضل تعظيمه والحديث للضيوف عن إيجابياته امامه واعطائه حيزاً في الحديث والمجلس بصورة عامة وهو ما يجعله سعيداً وممتن لهذا الاهتمام وبالتالي سيرتفع مستوى صحته النفسية وبالتالي ارتفاع الثقة بالنفس.
6-ارفعوا من روحه المعنوية عن طريق تزويده بمهارات وخبرات هادفة مثل إشراكه في عمل خيري أو تطوعي على قدر طاقته، أو تعليمه رياضة معينة حتى يتمكن من التعامل مع الآخرين، ما يعزز ثقته بنفسه.
7-علموه أن يتحمل مسؤولية نفسه عبر منحه ادوار حياتية تناسب سنه بدءاً من مهام بسيطة وتبدأ بالاختلاف مع اختلاف مرحلته العمرية حتى يصل الى حالة الاعتماد الكلي على نفسه، وبهذه الامور المهمة يمكن ان نغرس الثقة في نفوس الاطفال وهذا هو المراد.