رأي

كلام في عصر التفاهة والانحطاط

هل انتهت الكرامة و مات الشرف في الأمتين العربية الإسلامية؟ …

هل انتهت الكرامة و مات الشرف في الأمتين العربية الإسلامية ؟
وهل أضحت الأمتان العربية والإسلامية ميتتين وتستحقان غضب الله أن ينزل؟
أم ما الذي يحدث حين تعانق أنظمتنا السياسية الصهاينة جهاراً نهاراً، وكيف نستطيع أن نهضم ما يحدث من وقع استقبال الصهاينة في عدد من بلداننا العربية والإسلامية ؟
إنه يكفي لمشهد الصهاينة وهم يجوبون شوارع وأزقة الكثير من مدننا وقرانا بلا عناء أو تردد بل بكيف عال، ولمشهد حكام الجور وفاقدي الشرعية في معظم بلادنا العربية والإسلامية وهم يجاهرون اليوم ببيع فلسطين وترابها المقدّس بلا حياء أو خجل أو تردد أو خوف.
يكفي لهذين المشهدين أن تقوم ثورة الشعب الفلسطيني تتبعها ثورات كل الشعوب العربية والإسلامية ضد بيع فلسطين بما فيها بيت المقدس الشريف، وضد هذا الانحدار بل والانحطاط في الكرامة.
لكن للأسف جرى تطويع إرادة الجميع ليكون مشهد تحكم المستبدين وفاقدي الشرعية بصورتها الحقيقية حكاماً في بلادنا، بل بلغت قتامة المشهد بؤساً عندما يتم وضع حكام مغتصبين للسلطة والشرعية مكان الرب ليُعبدوا من دون الله، وليكون ظهور الصهاينة العلني والصريح في شوارع أمتنا وكأنه أمر عادي .
فقد جرى تطويع إرادتها لكي تكون أمة بلا كرامة تعيش كقطعان من الخراف لا حول لها ولا قوة ولا أية قيمة، فهي لا تعيش كباقي شعوب الأرض تختار من يحكمها وتحاسب من يتسنمون مواقع السلطة والمسؤولية في بلادنا، بل جرى تطويع إرادتها لتكون أمة تفاخر بانحطاطها وترفع رايات، ويجوب في شوارعها محتلون ومعتدون .

 

  • الابتسامات لحكام الجور ثم للصهاينة

وكم هو مؤلم وقاسٍ أن نرى بعض البسطاء من أبناء أمتنا المغلوبة على أمرها تلعق قصاع المستبدين المغتصبين للسلطة في بلادنا، وتصبح مشاهد تقبيل الأنوف، والركوع للحاكم وكأنه آلهة، منظراً عادياً ومألوفاً! وكم هو موجع أن تجالس الصهاينة وتفاخر بالود والابتسامات العريضة ومصافحة الصهاينة كرسل سلام ومحبة وإخوة وهم يغتصبون الأرض!
كم هو قاس مشهد الصهاينة وهم يتباهون بالتقاط الصور مع بعض البسطاء في ربوع عدد من عواصمنا العربية والإسلامية! وكم هو مؤلم أن تحدث هذه المشاهد ليس دون رد وموقف ملائم لمحتلين ومغتصبين، بل نتقاسم معهم الابتسامات ونقيم معهم الصحوبية! ألا تعساً وتباً لهذه الأمة البائسة!
تماما كما يفعل معظم أهلنا في ربوع عالمينا العربي والإسلامي مع من اغتصبوا اعراضهم، وقتلوا بل وسحلوا في الشوارع ابناءهم، وانتهكوا كل ناموسهم ومقدساتهم. يقابلون مرتزقتهم وجلاديهم في الاسواق والشوارع والطرقات وفِي المقاهي والمطاعم بابتسامات الصداقة والسلام، فهل نحن أمة تستحق جدارة الحياة؟ أم إننا أمة منحطة، ومتخلفة، تستحق ما يقع وما يجري عليها؟

  • المطلوب يقظة لنفض الغبار

الحقيقة المرةّ أننا كأمة نعيش عصر التفاهة والسفاهة والانحطاط حيث بتنا نرى التافهين والفاسدين يصولون ويجولون في بلادنا ، ويعبثون بكل مقدراتنا وتراثنا وثرواتنا وحتى إنسانيتنا ، ونحن بلا رأي ورؤية لأننا أصبحنا بملء إرادتنا خارج التغطية ، نعيش بلا هوية وبلا طعم أو لون أو رائحة ، ملغيين تماماً من التفاعل مع ما يهمنا ويخصنا ويعنينا…
إن حالنا لن يتغير ما لم تحدث يقظة تحرك فينا قيم المجد والحرية والكرامة من جديد لننفض غبار التفاهة والحقارة التي جرى تطويع إرادتنا حولها، لتصبح قيم حياة موهومة زائفة، بدل الاستحقاقات اللازمة التي تفرضها حياتنا كبشر حباهم الله بالعزة والحرية والشرف والكرامة، وحرّم عليهم العبودية بكل مظاهرها وجعلها خالصة له، بل طالبهم بمقاومة كل من يحاول المساس بهما كعناوين مقدّسة لصيانة الإنسانية من العبث والتحريف والتزييف، ولكي لا يتحول طغاة الأرض ومفسدوها إلى ممثلين عن الطهارة والعفة والشرف.

عن المؤلف

د. راشد الراشد

3 Comments

  • الحقيقة ان من اخطاء الشيعة الاستراتيجية هو محاربتهم للكيان الصهيوني الغاصب، ففي الوقت الذي يدافع الشيعة عن حقوق الشعب الفلسطيني بشتى الطرق ترى هؤلاء اعني الفلسطينيون يقيمون العزاء على صدام الذي قتل الشيعة، ويناصرون داعش وامثالهم لقتلهم الشيعة!
    واليوم ترى كيف ان هؤلاء الحكام النواصب يتفقون مع اليهود لحرب الشيعة في العالم.

  • الى الاخ علي الحسيني: اذا عمل الشيعة كما تطلب: فانهم سيكونوا في قائمة التافهين ويكونوا هم ايضاً عديمي الكرامة والثقافة، مثل غيرهم، إنما الذي اعتقده أن نبقى صامدين على المبادئ والقيم التي ضحى من أجلها العلماء والاخيار والمجاهدون وسجلوا انجازات باهرة، لذا فان الشيعة في كل مكان بالعالم، علامة للوعي والثقافة والتعايش والتسامح.

اترك تعليقا