شاعت في الحقب السابقة استخدام كلمة «عظيم» (the great) ، للإشارة إلى أحداث هائلة تمسّ جميع البشر، وتتداعى آثارها بشكل مخيف أو خطير وأحياناً مرعب!
فمن الكساد العظيم (The Great Recession) عام ٢٠٠٨م؛ في وصف أحداث تداعيات الاقتصاد العالمي، ومروراً باستخدامها في التوصيف العلمي لمجريات الكون الفوضى العظيمة (The Great Chaos)، و أخيراً الإغلاق العظيم، The (Great Lockdown)؛ في وصف تداعيات الجائحة الوبائية كورونا.
لكنها وعلى الرغم من عظمتها، و هَوْلَها، تتسم أنها أحداث ذات مدد زمنية سوف ينحني خطها التصاعدي إلى الأسفل.
إلا أنّ هناك مفردة جديدة تدخل نادي العظيم، لكنها تختلف عن بقية نظرائها أنها ليست حدثاً، بل حالة لن تنتهي بعامل الزمن، بل قد لا تنتهي على المستوى الجمعي، وتتحول جزءً من كنونة الإنسان فيما تبقى له من العمر على هذه الأرض.
ألا وهو التشتت العظيم، وهو: فقدان الإنسان؛ عموما الناس، القدرةَ على التركيز لفترة طويلة في أداء أعمالهم؛ المكتبية، أو الدراسية الفكرية، أو الاجتماعية، بل حتى متعهم لا تستمر بلا تشتت.
وأهم ما يفقده الإنسان بسبب التشتت العظيم هو “الصبر”، الذي يُعدّ من أمهات الأخلاق بل ركناً من أكان الإيمان. حيث يُقدر مدى تركيز الإنسان بـ٨ ثوانٍ، كانت في عام ٢٠٠٠م ١٢ ثانية. مما دعى علماء التسويق لابتكار طرق مختلفة لإطالة أمد تركيزه المستهلك نحو المحتوى الذي يريدوه لفت انتباهه إليه.
لكي لا تكون ضحية للتشتت العظيم، أنت بحاجة إلى أخلاق العزلة، وتنمية روح التركيز، وتخصيص أوقات منظمة للأعمال، ويجمعها كلها الصبر، والمراس عليه. ملاحظة قبل النهاية: عندما كنت أكتب هذا المنشورتشتت أكثر من عشر مرات على الأقل.