إذا كان دور الرجل واختصاصه يتوزع على جهات مختلفة في الحياة، فإن دور المرأة بالإضافة إلى دائرتها الحياتية لا تنقص عن دائرة الرجل إلا في حدود يجيزها العقل والعلم فضلا عن الشرع، فإن دور المرأة في المجتمع الإسلامي يلامس أخطر شيء في حياة المجتمع الإسلامي، ألا وهو تنشئة الجيل وفق الرؤى الإسلامية، واعداده اعداداً مؤهلا كي يديم الحياة ويساهم في تطويره وباتجاه تكامل الحياة.
العفة تعني صيانة النفس عن جميع الرذائل بامتناعها وترفعها عما لا يحل او لا يجمل من شهوات الجنس والبطن، والمرأة العفيفة هي المرأة الخيرة التي تصون عرضها وشرفها.
إن الإسلام الذي فرض الحجاب على المرأة قد دعاها في الوقت نفسه إلى طلب العلم، بل إن نبي الإسلام محمد، صلى الله عليه وآله، جعله فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة، وان لها أن تتعلم ولكن مع حفاظها على حجابها، ومع تجنبها الاختلاط مع الرجال بالشكل الذي يؤثر على محو الهالة القدسية للمرأة.
- السيدة الزهراء عليها السلام جامعة ومدرسة للأجيال عبر العصور والدهور
نعم؛ فاطمة الزهراء، عليها السلام، مدرسة للأجيال عبر العصور والدهور منذ أن كانت إلى أن تنقضي الدنيا وايامها، بل هي جامعة كبرى للفضيلة، والاخلاق الحسنة، والحياء، والعفة التي تتميز بها النساء، وفي تراثنا التاريخي والروائي الكثير من الروايات والأحاديث التي تروي لنا نتفا من الحياة القصيرة للسيدة فاطمة الزهراء، عليها السلام، إلا أنها تكفي لتعطينا دروسا ومناهج في التربية و التعليم..، والمحافظة على عفتنا وفضيلتنا واخلاقنا في المجتمع.
⭐ ألا يستحق منا ان نكون من هؤلاء الشيعة المحبين للسيدة فاطمة الزهراء، عليها السلام، سيدة نساء العالمين، ونتفانى في خدمتها، وطاعتها، وولايتها، والدفاع عن مظلوميتها في هذه الحياة الدنيا؟
فكم تحتاج بناتنا ونسائنا وبيوتنا للثقافة الفاطمية، والاخلاق الفاضلة التي كانت تطفح عبقا وفضيلة من بيوتنا نحن أتباع اهل البيت عليهم السلام، وشرفنا وفخرنا وما يميزنا عن غيرنا أننا نقتدي بالسيرة العطرة للسيدة الزهراء، عليها السلام، وبضعتها المجاهدة الأولى في هذه الحياة بطلة كربلاء، وشريكة الإمام الحسين، عليه السلام، في نهضته العملاقة، السيدة زينب الكبرى، عليها السلام، تلك البنت التي ضربت أمثلة لاتنتهي للنساء والبنات في كل الساحات.
أليس بهذه الأخلاق وهذه الروحية تبنى الحضارة الإنسانية، إذ ان الحضارة هي عبارة عن حضور الإنسان عند أخيه الإنسان، والتعامل معه بمنظومة قيمة فاعلة كاملة وشاملة، أليس هذا درساً حضارياً من تحية الرحمن السيدة فاطمة الزهراء، عليها السلام، لهذا الإنسان والإنسانية المعذبة.
ألا يستحق منا ان نكون من هؤلاء الشيعة المحبين للسيدة فاطمة الزهراء، عليها السلام، سيدة نساء العالمين، ونتفانى في خدمتها، وطاعتها، وولايتها، والدفاع عن مظلوميتها في هذه الحياة الدنيا.
السلام على فاطمة الزهراء وابيها، وبعلها وبنيها، والسر المستودع فيها. السلام على ام أبيها، وقرينة بعلها، وشرف بنيها صلوات الله عليهم.