فکر و تنمیة

كيف يرفع الانسان من ارصدته لمواجهة الشعور بالدونية؟

حدثت امامي مواقف عديدة لأشخاص في مناسبات اجتماعية، انهم ينتقصون من انفسهم مجرد رؤية أناس ذوي مستويات علمية او وظيفية او اقتصادية او اجتماعية عالية، فيقومون بلوم انفسهم وتحقيرها بعبارات تشير بالضرورة الى التمني بالوصول الى مكانة من يعتقد انهم افضل منه، وهذا خلل في التفكير الانساني نابع من خروقات نفسية للنفس الانسانية، وكل هذا يحدث بفعل مايعرف بـ”الشعور بالدونية”.

وتعرف عقدة الشعور بالدونية على إنها “حالة مرضية من الشعور بعدم كفاية حقيقية أو متخيلة، مما يتسبب في أن يكون الفرد أقل ثقة بنفسه، وميالًا لانتقاد نفسه بشكل مفرط، بما يؤثر على علاقاته الاجتماعية وحالته النفسية ونجاحه في الحياة”، على سبيل المثال قد يشعر الطالب بالنقص عن الآخرين الذين يعتبرهم مميزين في فصله بسبب ضعف أدائه وهو ما يجعله عاجزاً ومتجنباً للمذاكرة الجيدة التي تجعله بمستواهم او ربما افضل منهم.

⭐ من مساوئ الاحساس بالدونية انها تجعل الاشخاص المصابين بها فاقدين لراحتهم النفسية كما ينتابهم حساسية شديدة تجاه المشاركة في المناسبات الاجتماعية

 ويتصدر الاحساس بالدونية قائمة الامراض والعلل النفسية التي تثقل كاهل الانسان اينما حل في هذا الكون الفسيح، لتصبح حالة خطيرة وشديدة التأثير على حياة الانسان ومستوى صحته النفسية، والتي تتدهور بمقدار المشاعر المرضية التي تنتاب المرء حول قصوره في جانب ما، والشعور بالنقص الذي يشعر به الجميع في بعض مراحل الحياة.

من مساوئ الاحساس بالدونية انها تجعل الاشخاص المصابين بها فاقدين لراحتهم النفسية كما ينتابهم حساسية شديدة تجاه التواجد في المواقف الاجتماعية مما يحدوا بهم الى تجنب المشاركة في المناسبات الاجتماعية؛ سواء العامة او الخاصة لتفادي الضرر النفسي الذي يحدث لهم نتيجة المقارنة بالغير المختلف في الامكانات والمهارات.

في هذا السياق انا شخصياً اتبنى رأياً وهو؛ ان الحياة الانسانية تسير على قاعدة “الكل يحتاج الى الكل”، فالطبيب يحتاج الى مهندس لتصميم خارطة لمنزله، والمهندس بحاجة الى عامل ليبني بيته، وجميعهم بحاجة الى معلم يعلم ابناءهم في المدارس، والى بقال يبيعهم الخضار والفواكه، وهم ايضاً بحاجة الى عامل النظافة الذي يرفع النفايات، والشرطي الذي يحميهم ويحمي اماكن عملهم، وهكذا تسير الحياة بتكامل للوظائف، وهذا ما يعني ان ليس لاحد افضلية على احد مما يوفر لي مساحة من الراحة النفسية المنبثقة من عدم وجود داعي لمقارنة نفسي بغيري مهما كان حاله، وبالتالي ولله الحمد انني ليس لدي معاناة من هذه العقدة النفسية المرهقة.

  • كيف نواجه الشعور بالدونية؟

لمواجهة هذا الاحساس المزعج والذي يفقد الانسان طعم حياته ويجعله يعيش هامشياً او ربما لا محل من الاعتبار والتحول الى انسان منتج ومثابر وساعياً على الدوام النجاح فلابد من ان:

يبتعد الانسان من مقارنة نفسه بغيره، لأن لكل انسان مقوماته وخصائصه النفسية والجسمانية والفكرية والمادية التي تؤهله لنجاح او تميز في جانب حياتي معين، و وجود اشخاص ناجحين هو مدعاة للإفادة من نجاحهم والعمل على الاتيان بالنجاح  الموازي، وليس الانتقاص من صاحبه، ومحاولة تثبيطه كما يفعل الفاشلون، او ان يصبح متقاعساً وجالداً لذاته.

⭐ الافضل أن تملأ نفسك بما يمثلك انت، والعمل على نقاطك الايجابية وتراهن على نجاحك عبرها فانت تمتلك الكثير من المواهب الخفية

كما نؤكد على اهمية ان يكون الانسان كما هي الصورة التي يراها في الآخرين، فلا فائدة في ان تكون الوجه الآخر لشخصية انسان آخر، فاذا تكن كذلك ستكون ضحية هذه الشخصية التي تقلدها، والافضل هو ان تملأ نفسك بما يمثلك انت، والعمل على نقاطك الايجابية وتراهن على نجاحك عبرها فانت تمتلك الكثير من المواهب الخفية. ومن ثم لابد للانسان، اذا ما اراد النجاح والتميز، عليه ان يضع هدفاً لحياته يواصل المسير نحوه وبكل الوسائل والامكانات المتاحة، واستثمار الوقت والجهود من اجل بلوغ هذا الهدف بدلاً من تبديد الوقت في مراقبة هذا او متابعة ذاك، وبهذه الخطوات البسيطة يمكن أن تعزز قدرتك على التغلب على عقدة الدونية والعقد السلبية الأخرى.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا