الدين النصيحة ويجب ان نأخذها من أهلها فالكلمة لها تأثيرها نرى في الآونة الاخيرة حتى على صعيد بعض المثقفين مسألة مشاركة المشاكل الزوجية وطلب النصيحة من كل من هب ودب بحجة تفريغ الطاقة الغضبية، وإذا بالنصائح تظهر الوانا، والوان جميعها تصب في إناء الطلاق.
فلا الناصح يخاف الله في قوله لانه محاسب متناسيا قوله تعالى : {إنَّ السمْعَ والبَصَرَ والفؤادَ كُلُ اولئكَ كانَ عَنْهُ مَسؤولاً}، ولا المنصوح يتقي الله ولا يكشف اسرار حياته، اليست هذه خيانة زوجية؟
الكلمة تبني وتهدم مثل الزواج بصيغة و الطلاق بصيغة، كذلك الكلمة ألها تأثير كبير لهذا رب العالمين شبه الكلمة بالشجرة لما لها من خاصية الإنبات والتجذر والحيوية إن كانت طيبة فهي اصلها ثابت وفرعها في السماء، وإن كانت سيئة وخرجت بقصد سيء فأنها كشجرة اجتثت من اصلها.
اكثر نسب الطلاق برأيي وحسب استطلاعي بهذا الشأن هو ان الطرفان يتأثران بكلام الاهل والاصدقاء بسبب تدخلهم الذي يُخرج الطرفان من علاقتهما بفسخ العقد الإلهي ظننا منهم انها حرب لا علاقة تمر بألوان كفصول السنة.
النتيجة البنت ترجع لاهلها لاسامح الله بعنوان المطلقة والزوج كذلك والضحية الاطفال، نبينا الكريم، صلى الله عليه وآله، يقول: “لايزال جبرائيل يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها”. ذلك أن العرش يهتز من الطلاق، كما جاء في روايات أخرى، يقول الإمام الصادق، عليه السلام: ” تزوجوا ولا تطلقوا فأن الطلاق يهتز منه العرش”
إذن؛ وعي الطرفين بهذا الارتباط الرباني امر ضروري جدا لسحق العقبات والاختلافات وكيفية وضع اسس لحل المشكلات، فلكل مشكلة لها حل وإن استعصى الامر فعلى الطرفان الابتعاد عن بعضهما ليعرف كل منهما اهمية الآخر في حياته فالايام كفيلة بأن تلين الصعاب.
اما الطلاق فهو آخر طريق، ومجتمعاتنا اليوم تجعله اول الطريق! ولا ننكر لما للسوشيال ميديا من دور كبير بهذه الظاهرة الخطيرة.
المشكلة الصغيرة يجب ان تكون بينهما ـ أي الزوجين ـ فقط وكلما دخل شخص غير واعٍ سيجعل من المشكلة مشاكل، واذا استعصى الامرفالقرآن يشير الى دور الحَكَمَ: {حكما من اهله وحكما من اهلها}، اي من يتصف بالحكمة والرؤية البعيدة.