الأخبار

أمٌ مكلومة تروي تفاصيل استشهاد ابنتها في تفجير إرهابي طال مدرسة للشيعة في افغانستان

الهدى – خاص

ارتفعت اعداد الشهداء والجرحى الذين سقطوا جراء التفجير الارهابي الذي استهدف مدرسة للفتيات كان يجرى فيها الامتحان، في مدينة دشت برجي غربي العاصمة الافغانية كابل، إلى أكثر من 50 شهيدا معظمهم من الطالبات، إضافة إلى 100 جريح.
وشيّع الأفغانٌ من الشيعة الهزارة، اليوم السبت، عددًا من ضحايا التفجير الانتحاري، وطالبوا الحكومة الأفغانية بتوفير الأمن في مناطقهم.
وعلى أثر هذا الحادث الارهابي المروع الذي استهدف مركز امتحاني في العاصمة الافغانية كابول، وسقط جرائه العشرات من الطلبة والطالبات بين شهيد وجريح، كتب أحد الاساتذة على وسائل التواصل الاجتماعي مقالاً مؤثراً يحكي لسان حال أم إحدى الطالبات الشهيدات اللاتي سقطن في الانفجار الذي تسببه انتحاري ارهابي يوم أمس الجمعة.
وتقول والدة احدى الشهيدات مخاطبة ابنتها بكل لوعة وحسرة؛ ابنتي الشهيد عالمة: ارقدي الى الأبد، لن تبكي ابداً على فقرك المدقع ولا على دراستك.
وتضيف الام المكلومة: رافقتها في مسيرة حياتها لحظة بلحظة، وخطوة وبخطوة، كنت ألاحظ علامات النضج في ملامحها يوماً بعد آخر، وهي تنمو وتزداد رشاقة وجمالاً.
وتتابع الام رثاء ابنتها؛ لم تفارق الابتسامة شفتاها، بل كانت تمسح غبار الفقر والحرمان عن وجهي بمواساتها ودعوتها إليّ بالصبر، وكانت تقول: لا تهتمي ياأمي كثيراً، سأصبح مهندسة، او طبيبة، او محامية، هذه المحنة والمعاناة ستمضي ولن يبقى هذا الحال.
وتقول الام بحسب المقال، الذي تابعته مجلة الهدى، بيديها الصغيرتين والحانيتين كانت تسكّن آلامي وهمومي مما كنا نتجرعه من الوضع المعيشي، ولكن؛ لم أتوقع أن تختطف قوى الجهل والظلام هذه الزهرة اليانعة بتهمة التعلّم لا غير.
ومع بدء العام الدراسي الجديد في افغانستان منعت حركة طالبان الدراسة في المدارس الثانوية للفتيات، وهو ما سبب حسرة واسى لدى الفتيات الافغانيات الراغبات في التعلم والدراسة.
وتروي والدة الفتاة الشيعية الشهيدة احداث يوم الفاجعة، “ان ابنتي في هذا اليوم نهضت من فراشها صباحاً مثل كل الايام، وافترشت سجادتها للصلاة والدعاء، ولم أكن أعرف أن هذه آخر صلاة خاشعة ومتضرعة لها الى الله تعالى.
وبينت ان “عالمة” تناولت إفطار الصباح، وعبارة عن قطعة خبز يابس مع قدح من الشاي المر، أخذت بعض لقمات من هذا الخبز مع الشاي، ثم قالت لي: أمي! أشعر اليوم بقلق كبير يعتصر قلبي، ادعو الله ان يتمم لنا بالخير، قلت: ابنتي، حبيبتي؛ ان شاء الله تكون الامور على خير.
ووتتابع الام بالم وحشرة “بعد خطوات من مغادرتها البيت باتجاه مركز (كاج) الامتحاني، هرعت اليّ ثانية ودعتني، وهي تقبل وجنتي وتقول: أمي: إن حصل ولم أعد الى البيت ثانية فأطلب براءة الذمة منك! قلت لها: ماهذا الكلام ياابنتي! اذهبي ، و ستعودي بإذن الله.
رغم إن القلق والاضطراب اجتاحني بشدة، وأخذ قلبي يرتجف خوفاً من شيء مجهول نواياه سيئة، ولكن لم أتمكن من منعها من الذهاب الى المركز الامتحاني. وما هي إلا لحظات واذا بدويّ انفجار مرعب يهزّ كياني ويهز قلبي بعنف، ثم سمعت أصوات الصراخ والنحيب، أسرعت وقالت الام عندما سمعت بالتفجير الارهابي ركضت باتجاه المركز الامتحاني، وبسبب الركض السريع والمرهق دون أن أرى شيئاً امامي توقفت لحظة وفتحت عيني لأرى أني أقف عند جثمان عالمة وقد تخضب شعرها بالدماء، لكن عيناها كانت تشع سروراً.
وخاطبت الام ابنتها بالقول: ابنتي عالمة: “مبروك لك الشهادة؛ لقد ذهبت ابنتي ضحية العلم والمعرفة،فيا أهل العالم أشهدوا لي أني قدمت هذه الضحية على مذبح الحرية والعلم والمعرفة”، متابعة بالقول :ابنتي الحبيبة؛ ارقدي الى الأبد، لن ترافقيني بعد هذا، في آلامي ومعاناتي وهمومي، ولن تنزعجي من فقرنا وحرماننا بعد اليوم، ولن تقلقي ولن تبكي على تأخرك على الامتحان ابداً”.
بهذه الكلمات المعبرة والمثيرة للوعة والاسى اختصرت ام الشهيدة “عالمة” معاناة العوائل الشيعية التي فجعت ببناتها اللاتي ذهبن شهيدات على يد الظلاميين والتكفيريين.
ومنذ سيطرة حركة طالبان على أفغانستان قبل أكثر من عام شهدت البلاد سلسلة من التفجيرات التي استهدفت مساجد ومدارس معمها كانت من حصة الشيعة وراح ضحيتها الالاف من الشهداء والجرحى، وتبنّى تنظيم داعش الارهابي العديد من تلك التفجيرات.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا