الهدى – وكالات
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها أن النظام السعودي واجه اتهامات جديدة على خلفية وساطته مؤخرا في صفقة تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا، والتي ضمت إطلاق سراح 10 أجانب.
وأوضحت أن محمد بن سلمان واجه بالفعل اتهامات بأن غرضه من المشاركة في الوساطة هو تحسين صورته أمام المجتمع الدولي، بسبب سجل نظامه في حقوق الإنسان، خاصة مقتل الصحفي، جمال خاشقجي.
ويأتي ذلك في وقت يرزح أكثر من ٣٠ ألف معتقل رأي في سجون آل سعود منهم من يواجه خطر الإعدام ومنهم من حكم عليه بالسجن لعقود طويلة بينهم نساء وقاصرون.
و سارع النظام السعودي عبر وزير خارجيته، فيصل بن فرحان آل سعود، للرد على تلك الاتهامات واستنكرها ووصفها بالساخرة، في محاولة يائسة للدفاع عن دور بلاده في تأمين صفقة تبادل الأسرى بين أوكرانيا.
وزعم أن التحركات الدبلوماسية في هذا الإطار كانت لأسباب “إنسانية”، مشيرا إلى أن الرياض تواصلت مع لندن في أبريل الماضي، بعد وقت قصير من إلقاء القبض على مواطن بريطاني في ماريوبول، فأين هي انسانية النظام تجاه أبناء الوطن ولماذا يرفع بشكل خطير عدد معتقلي الرأي ويمعن في قمعه لحرية الرأي والتعبير؟
الوزير أكد أن اعتبار جهود نظامه فرصة لإصلاح العلاقات مع الغرب تعتبر “وجهة نظر ساخرة للغاية”، مضيفا أن قيادة المملكة وجدتها فرصة لـ”تحقيق اختراق إنساني لتسهيل عودة المعتقلين إلى عائلاتهم، في وقت تنتظر عشرات آلاف العوائل في الجزيرة عودة أبنائها المعتقلين تعسفا على يد نفس النظام بسبب آراءهم،
وتقول الغارديان : كانت صورة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كمسؤول إصلاحي جريء تضررت بشكل كبير بسبب مقتل خاشقجي، الكاتب الصحفي في صحيفة واشنطن بوست، على يد ضباط مخابرات ، في قنصلية المملكة باسطنبول، حيث يعتقد أنهم مقربون جدا من ولي العهد.
واضافت ان النظام يحاول التسويق عبر وسائل إعلامه لما سماه بالانتصار الدبلوماسي من خلال الإفراج عن أجانب تم أسرهم في أوكرانيا، وهو مايبحث عنه محمد بن سلمان ضمن الجهود الباهظة الثمن لتبييض صورته أمام المجتمع الدولي، وتقديم نفسه على أنه قادر على لعب دور رجل الدولة النافذ على المستوى الإقليمي بطريقة تتعارض مع الرواية التي تصوره باعتباره شخصا مندفعا ومنتهكا خطيرا لحقوق الإنسان.
وختمت تقريرها بالقول: إن السؤال المهم هنا، لماذا لا يسعى محمد بن سلمان إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي في بلاده، أليس هذا الإجراء يخدم تبييض سجله الأسود بصورة أكبر مرات ومرات من تدخلاته لإطلاق الأسرى الأجانب؟.