الإمام الحسن، عليه السلام، الثمرة الأولى للزواج المبارك بين الإمام علي وفاطمة عليهما السلام، وخامس الخلفاء وأمه فاطمة بنت رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، سيدة نساء العالمين.
يقول الرسول الأكرم، صلى الله عليه وآله: “كل نسب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وكل ولد يرجع إلى ابيه إلا نسبي وولدي فأنهم يرجعون لي”، وعند ولادته عقَّ عنه رسول الله، صلى الله عليه وآله، في اليوم السابع بكبش وحلق رأسه وأمر ان يتصدق بوزن شعره فضة ، وهو رابع أصحاب الكساء، وعن أمير المؤمنين، عليه السلام، ان الإمام الحسن يشبه الرسول من الصدر إلى الرأس.
📌 كانت كلماته، عليه السلام، ومواقفه في عصر تبهر العقول وتدهش الألباب حقا، فمن يطلع على الاحتجاجات التي يرويها المؤرخون والمحدثون عنه هي قمة في البلاغة
وكان الإمام الحسن، عليه السلام، قد بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه أمير المؤمنين، عليه السلام، عام أربعين للهجرة، بايعه سبعون ألفا فزهد في الخلافة فلم يرغب فيها وقال عليه السلام: “لايراق على يدي محجة من دم”، وكانت ولايته سبعة أشهر وسبعة ايام ودفن في البقيع.
كانت كلماته، عليه السلام، ومواقفه في عصر تبهر العقول وتدهش الألباب حقا، فمن يطلع على الاحتجاجات التي يرويها المؤرخون والمحدثون عنه هي قمة في البلاغة، وغاية في الفخر ونهاية في السؤدد، بيّنها الإمام الحسن، عليه السلام، على رؤوس الاشهاد وقمع بها رؤوس بني أمية في مجالسهم الباطلة لاسيما رأسهم الطاغي وكبيرهم معاوية، الذي كان يعقد تلك المجالس ليخرج الإمام الحسن، ولكن الضيغم لايخاف الخشفان في كل مجلس عقده وأهل بيته الطلقاء اينالوا من شخصية الإمام الحسن، عليه السلام.
كان، عليه السـلام، يحولها إلى مقامع ومقارع يقمع بها غطرستهم ويقرع بها روؤسهم العفنة لاسيما كبيرهم الذي علمهم الكفر معاوية الطاغية.
تولى الإمام الحسن، عليه السلام، الخلافة في مناخ قلق وغير مستقر، وبرزت هذه الظاهرة في أواخر حياة ابيه، عليه السلام، وبعد استشهاد أمير المؤمنين، عليه السلام.
حين دعاهم الإمام الحسن، عليه السلام، للتجهز لحرب الشام فكانت استجابتهم بطيئة جدا على الرغم من أن الإمام الحسن، عليه السلام، استطاع بعد ذلك أن يجهز لحرب معاوية جيشا ضخماً، ناهز الأربعين ألفاً، إلا أنه كان جيشا كتبت عليه الهزيمة قبل أن يلاقي عدوه بسبب طبيعة تركيبه، فقد خف معه اخلاط من الناس بعضهم شيعة له ولابيه وبعضهم خوارج وبعضهم شكاك وأصحاب عصبية اتبعوا رؤوساى قباىلهم اما رؤوساء القبائل فقد باعوا أنفسهم لمعاوية الذي كتب إلى الكثير منهم يغريهم بالتخلي عن الحسن، عليه السلام، والالتحاق به فاستجاب لذلك اكثر أصحاب الإمام الحسن، عليه السلام، بما فيهم القائد العام لجيشه عبيد الله بن العباس، إذ لم يستطيعوا مقاومة هذا الأغراء وحين خطبهم الإمام الحسن، عليه السلام، ليختبر مدى اخلاصهم وثباتهم هتفوا به من كل جانب: “البقية البقية يابن رسول الله”، بينما هاجمته طائفة تريد قتله هذا في الوقت الذي أخذ الزعماء يتسللون تحت جنح الليل إلى معاوية بعشائرهم
- الإمام الحسن يرسم صورة واضحة في خطبته أمام معاوية بعد موادعته
من خطبته، عليه السلام: “وان معاوية زعم لكم اني رأيته للخلافة أهلا فكذب معاوية نحن أولى الناس بالناس في كتاب الله عز وجل وعلى لسان نبيه ولم نزل اهل البيت مظلومين منذ قبض الله نبيه فالله بيننا وبين من ظلمنا فطمع فيها الطلقاء وأبناء الطلقاء وانت واصحابك بين اغتصابهم للخلافة من ابيه ومنه”، وبمحضر مجلس معاوية وهذا الخطاب يمثل اعتراضا وادانة ليس على معاوية فحسب بل على الخلفاء الثلاثة.
كان الإمام الحسن، عليه السلام، يعلن جهاراً وليست سراً ذكر ظلامة فاطمة الزهراء، عليه السلام، وبالسقيفة وفدك، وكان يبوح على طول الخط بذلك مع انه في هدنته مع الطرف الآخر معاوية، ولكن حجة خطابه ومستند شرعيته مهيمن على كلام معاوية وهذه خصيصة الإمام الحسن، عليه السلام.
لقد أخطأ الكثير من قراءة سياسة الإمام الحسن، عليه السلام، سيد شباب اهل الجنة لاسيما وأن الكثير من الشواهد في خطبة قالها بوجود معاوية سواء في مسجد الكوفة، او في مسجد الرسول، صلى الله عليه وآله، حتى أنه وصفهم بالطلقاء واللعناء، لعناء رسول الله، صلى الله عليه وآله، وبهذا المنطلق حاول أن يسلب الطرف الآخر معاوية كل شرعته حتى أن معاوية لم يتكلم بشي أمام الإمام الحسن، عليه السلام.
السؤال: أليس هذا سؤدد وهيبة دينية وسياسة واجتماعية؟
للأسف ان كثير من الشواهد والحقائق زيفت في الإمام الحسن، عليه السلام، وحتى غيبت عن الانظار وذكرت في المصادر بشكل نصوص متنأثرة ومخفية ومبعثرة في بعض الكتب والمصادر الإسلامية.
لعل الشواهد الواضحة ان الإمام الحسن، عليه السلام، سيطر على أمور السلطة والحكم ولم يقدم على تنازل للحكم، وكان معاوية عارفا بأن الإمام الحسن، عليه السلام، لن يهادنه لجملة من المعطيات لان اغلب شيعة الحسن، عليه السلام، لا يقبلون ذلك وإن الإمام الحسن، عليه السلام، لايوافق على صلح رفضه ابوه الإمام علي، عليه السلام.
ما يثير الانتباه ان معاوية اللعين كان قد راهن على أن يثير الخلاف والتنازع في جيش الإمام الحسن، عليه السلام، ثم القضاء عليهم كذلك الحال أدرك معاوية ان مشروعه الدموي قد افشله عليه عمرو بن العاص، وإن الصلح نظير صلح الحديبية الذي وصفه القرآن الكريم بأنه {إنا فَتَحْنَا لكَ فتْحاً مبيناً}، هذا فتح للإمام الحسن، عليه السلام، وبالتالي عزم على قتل بن العاص.
- الرصيد السياسي والاجتماعي للإمام الحسن عليه السلام
اجمعت المصادر على وجود أوراق ضغط بها الإمام الحسن، عليه السلام، على عدوه معاوية فكيف نزل معاوية عند رغبة الإمام الحسن، عليه السلام، وفي نفس الوقت لم يفقد الإمام الحسن، عليه السلام، ورقة رصيده السياسي والاجتماعي للأسف هذا الأمر قد غيب عن الكثير.
استطاع الإمام الحسن، عليه السلام، ان يعري بني أمية شرعتهم في الدين والسياسة ومن الدلالات والشواهد الأخرى ان اغلب خطب الإمام الحسن، عليه السلام، واحتجاجه أمام معاوية سواء في الكوفة، او المدينة أكدت على أن معاوية غير مؤهل للخلافة وخلافته غيرشرعية وهو مغتصب وظالم لها.
📌 استطاع الإمام الحسن، عليه السلام، ان يعري بني أمية شرعتهم في الدين والسياسة
ومن النصوص يبدو واضحا ان معاوية امسك نفسه بسبب قوة الإمام الحسن، عليه السلام، وقدرته السياسية والاجتماعية بحيث لم يستطع معاوية التخلص من قدرة الإمام الحسن، عليه السلام، إلا بالقتل والاغتيال لا بالمواجهه العلنية من الدلائل والمعطيات، كما جاء في قول معاوية في مجلس المدينة حين قطع الإمام الحسن، عليه السلام، خطبته أشار معاوية قائلا: “وانه ما نزل الحسن حتى حتى اظلمت عليَّ الارض وهممت ان ابطش به ثم علمت ان الأغضاء أقرب إلى العافية”.
اخيرا؛ يمكن القول ان مهادنة الإمام الحسن، عليه السلام، لمعاوية يأسا لاعداء اهل البيت، عليه السلام، من بني أمية ومن شابههم من النواصب إلى الأبد فكان بحق فتحا مبينا للإيمان كما كان صلح الحديبية فتحا مبينا للإسلام.
السلام على الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة