التنوع في طرائق التدريس أمر مفروض يحدده طبيعة شخصية المتعلمين وكذلك نوع المادة التعليمية التي تُقدم لهم، وكذلك ثقافة المعلم وإمكانيته في توظيف تلك الطرق بالشكل الذي يراه يناسب الموقف التعليمي، وكثيراً ما نجد أن هنالك من يحث على ان المعلم أو كل ملقي يريد إيصال معلومات محددة أو مجزئة ان يبدأ من الكل الى الجزء أو من الجزء الى الكل وصولا الى قاعدة أو قانون معين.
📌 طريقة الاستقراء هي: إحدى صور الاستدلال بوساطة الملاحظة يكون السير فيها من الجزء الى الكل أو من الأمثلة الى القاعدة، أو من الخاص الى العام، بهدف الوصول الى تعميمات من خلال دراسة عدد كافٍ من الحالات الفردية
وهذا ما وضعت في سبيله النظريات التي اختُلف في منظورها الى تجزئة المعرفة (المهارة) الى مهارات محددة، من خلال تجزئتها الى ابسط مكوناتها من اجل الأخذ بالمتعلم للمعلومة المتحققة نتيجة الفهم العام، وهذا التقدم الذي يمكن ان نقدم به المعلومات من الجزء الى الكل، أو من الخاص الى العام لا يأتي بشكل اعتباط بقدر ما وضع له منظريه من خطوات يمكن ان نقوم بتطبيقها بشكل محدد حتى يكون تطبيقنا لهذه الخطوات مدروس ويصل بنا الى نتيجة معينه.
هذه الخطوات التي وضعها المهتمين جاءت تحت عنوان طريقة الاستقراء التي يمكن استثمارها في التدريس بل هي طريقة معروفة من طرق التدريس والإلمام بها والتعرف عليها يمكن ان ترفدنا بما يسهم في بناء شخصيتنا المعرفية كمعلمين بشكل خاص أو مقدمي المعرفة بشكل عام.
- تعريف طريقة الاستقراء
هي إحدى صور الاستدلال بوساطة الملاحظة يكون السير فيها من الجزء الى الكل أو من الأمثلة الى القاعدة، أو من الخاص الى العام، بهدف الوصول الى تعميمات من خلال دراسة عدد كافٍ من الحالات الفردية، ومن ثم التوصل الى الخاصية التي تشترك فيها الحالات ثم صياغتها بشكل قانون أو قاعدة أو نظرية، وهو ميزة العقل البشري.
مثال
- الحديد يتمدد بالحرارة.
- النحاس يتمدد بالحرارة.
- الذهب يتمدد بالحرارة.
وهنا بما أن الحديد، والنحاس، والرصاص، والذهب (معادن)، فالحكم الاستقرائي ينصب هنا على كل معدن وعندها تكون القاعدة، المعادن تتمدد بالحرارة.
📌من مزايا طريقة الاستقراء أنها تعوّد الطلبة أسلوبا من أساليب التفكير يستفيدون منه في مواجهة بع المشكلات أو القضايا التي يتعرضون لها في الحياة
تعود الطريقة الاستقرائية الى المربي هربارت فأطلق عليها الطريقة الهربارتية لذلك فهي طريقة منطقية ليست بالحديثة.
- خطوات طريقة الاستقراء
- يقوم المعلم بعرض الجزئيات وضرب الأمثال لعدد من الحالات الفردية التي تشترك بخاصية ما واستخدام الأسئلة المثيرة.
- يساعد المعلم في اكتشاف الحالات الفردية وتوجيه الطلاب حتى يكتشفوا الخاصية المشتركة في تلك الحالات الفردية بالتعاون مع المعلم.
- يساعد المعلم الطلاب على صياغة عبارة أو قاعدة عامة تمثل تجريداً للخاصية المشتركة والقيام بذلك بأنفسهم.
- التأكد من صحة القاعدة التي يتم التوصل إليها والتطبيق على حالات أخرى.
- مزايا طريقة الاستقراء
تتميز الطريقة الاستقرائية في التدريس بما يأتي:
- تزيد من مشاركة الطلبة في الدرس.
- تجعل الطلبة أكثر ايجابية في التعامل مع محتوى الدرس.
- يجعل المفهوم أو القاعدة أكثر ثباتا في الذهن لان الطالب هو الذي توصل إليها بنفسه.
- تحقق فهما اكبر للمفاهيم والتعميمات من الطلبة بمساعدة المدرس.
- تعود الطلبة أسلوبا من أساليب التفكير يستفيدون منه في مواجهة بع المشكلات أو القضايا التي يتعرضون لها في الحياة.
- عيوب الطريقة الاستقرائية
من عيوب الطريقة الاستقرائية:
- تتطلب جهداً كبيراً وخبرة عالية من المدرس .
- قد لا يتوصل جميع الطلبة الى الاستنتاج الصحيح بأنفسهم.
- تستغرق وقتا ليس بالقصير.
- بعض الموضوعات، أو المواد التعليمية لا تصلح لان تدرس بطريقة الاستقراء.
فطريقة الاستقراء طريقه حالها حال أي طريقة تدريس أخرى من حيث ما تتميز به بشكل خاص، أو ما يعاب عليها فيه، إلا أن هذه الطريقة يمكن ان نقول أنها مناسبة لأي بيئة تعليمية، وإن كانت هذه البيئة التعليمية فقيرة من حيث ما تتميز به بيئة التعليم الحديثة، وهذا ما يجعل أن هذه الطريقة سهلة التطبيق بعد مراعاة مناسبتها للمادة العلمية وطبيعة خصائص المتعلمين العمرية، ومن ذلك تشكل طريقة الاستقراء دعماً تقنيا نطرق به حواس المتعلمين وإفهامهم، كونها تمثل طريقة استنتاج ممكن معها الاستعمال وسائل تعليمية كالصور وغيرها توصل بنا الى الناتج المقصود.
المصادر
- عطيه، محسن علي، المناهج الحديثة وطرائق التدريس، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان- الأردن، 2009
- التميمي، عواد جاسم محمد، طرائق التدريس العامة ” المألوف والمستحدث” ، دار الحوراء ، بغداد ، العراق، 2010