جميعنا نتعرض في حيواتنا الى المنغصات والمعرقلات التي تسبب لنا الالم الداخلي وتغير فيما نظرتنا الى الحياة، وهنا ينقسم الناس الى قسمين اثنين؛ اولهما متفائل ومتقبل ومتعايش كيف ما تكون، والثاني رافض وناقم للوضع دون ان يجهد نفسه في التفكير لتحسين الواقع او التعايش معه بما فيه، هذه الفجوة بين ماهو كائن وبين ما يجب ان يكون ترهق الانسان وتقلل من ارصدة صحته النفسية يوما بعد آخر ما لم يغير من استراتيجيات تعامله مع الحياة.
📌 حين يبقى الانسان معتنقاً لذات الافكار التي اعتاد عليها منذ صغره وفي كافة مراحل حياته الصعبة منها واليسيرة، فإن ذلك سيحوله بالضرورة الى انسان نمطي لا يخضع للتغير او التحديث في شخصيته
لا ندعي المثالية في طرحنا ولسنا من القائلين بأننا لنا بصيرة وبعد نظر فنحن في الاول والاخير بشر يعترينا الهم والمرض والابتلاء والعوز وجميع هذه الامور من شأنها ان تحدث لدينا نظرة سلبية لواقع المستقبل، لكن انا ادعوك سيدي القارئ الكريم وانت في خضم المحن والتحديات أن تُعين نفسك على النظر بإيجابية للحياة ولو بعض الوقت سيما في الازمات التي يحتاج فيها الانسان الى قارب نجاة يوصله صوب الضفة الاخرى.
حين يبقى الانسان معتنقاً لذات الافكار التي اعتاد عليها منذ صغره وفي كافة مراحل حياته الصعبة منها واليسيرة، فإن ذلك سيحوله بالضرورة الى انسان نمطي لا يخضع للتغير او التحديث في شخصيته، اذا ما تفقنا ان الشخصية هي ظاهرة تطورية وليست مجرد شيء ثابت لا يمكن تجاوزه، وهذا يعني ان الفرد اذا كان يرغب في نتيجة مفيدة عليه أن يكون حريصا في طريقة تفكيره التي لابد وأن تتسم بالإيجابية المستدامة.
ويمكن ان نوصف الايجابية على انها مهارة كباقي مهارات الحياة والتي يمكن للانسان ان يكتسبها ويطورها ويجعل منها منهاج حياة، والامر يبدو ليس معقداً، فقط يحتاج احدنا الى تغيير طريقة تفكيره وهو ما يؤدي الى تغيير طريقة التصرف بمعنى التلاعب بالسلوكيات وتطويرها، فما الايجابية إلا مزيج من طريقة تفكير الشخص وطريقة تصرفاته التي يسلكها فيما بعد( بعد التفكير).
على الضفة الأخرى ان لم نكن ايجابين سنركن لليأس والاحباط والانزواء والهروب عن المسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها، وبذا يكون طريقه معبد بأتجاه السلبية في الحياة وهو ما يؤشر علامة من علامات هذا المخلوق الضعيف الذي خلق وهناً على وهن فكيف به اذا استسلم للقيود الحياتية القابلة للكسر؟
📌 من الاهمية بمكان ان يبحث الانسان عن وسط اجتماعي صحيح نفسياً وايجابياً، كي يمده بالطاقة الايجابية
في سبيل التركيز على الايجابية في عوالمنا الداخلية يقول علم النفس: “نحن نخلق بداخل عقولنا نوعية الحياة التي نرغب أن نعيش داخل أسوارها، فإذا كان التفكير إيجابيا فسوف تتحول حياتنا إلى الإيجابية بشكل تلقائي، أي شيء بدايته تكون داخل النفس الذاتية من أبسط إنجاز إلى أعظم واحد، صحيح أن الشخص ليس بوسعه التحكم في الظروف والأحوال الخارجية لكنه بوسعه التحكم في نفسه وفى عالمه الداخلي حيث يبدأ فيه كل شيء”.
- كيف نعزز الايجابية في انفسنا؟
حين نمتلك الانسان ارادة صلبة وقبلها نية للبقاء في دائرة الايجابية والعمل على اعتبارها منهج حياة سنتمكن من البقاء في هذا الجو المريح لكن شريطة ان ننفذ السلوكيات التالية:
اولاً: لابد من ان نركز على خططنا ومشاريعنا ووضع خطة مبينة على اسس منطقية وواقعية توصلنا الى ما نريد، ولن نقبل ان تملى علينا حياة غير التي نفكر فيها فالإنسان الناجح هو محور الحياة وهو من يقود نفسه وليس الحياة من تقوده.
ثانياً: على الانسان ان يثمن الجوانب المضيئة في حياته ويسلط الضوء على الجوانب المعتمة بغية تعديلها، لا الاستسلام لها وتركها تأخذ من جرف وتجره الى الاحباط والقنوط المدمر للصحة النفسية.
ثالثاً: عدم ترك الافكار السلبية الناتجة من الشعور بالنقص الناجم الفقر المادي و ضعف التحصيل الدراسي، وغياب فرص العمل وغيرها ان تخيم على حياتنا لكون مثل هذه الافكار ستتحول مع الوقت الى عادات فكرية ومن هنا تكمن خطورتها في انعكاسها على معظم سلوكيات الحياة الاخرى.
رابعاً: من الاهمية بمكان ان يبحث الانسان عن وسط اجتماعي صحيح نفسياً وايجابياً، كي يمده بالطاقة الايجابية التي تمكنه من الاستمرار في الحياة دونما اعتلال، فالسعادة كما الايجابية معديتان، وبهذه الاستراتيجيات البسيطة والعظيمة في الوقت ذاته يستطيع اي شخص في هذا الكون من استشعار الايجابية والنهل من مناهلها النافعة.