التقيت بالعديد من الشباب الذي قالوا لي أنهم يكرهون تخصصاتهم الدراسية في الجامعة، وأن الوضع تقزيرة، والكابوس القادم بالنسبة لهم أنهم سيضطرون للعيش بوظيفة يمقتونها، لكن هل هذا المصير قَدَرٌ محتوم أم سوء تدبير للأمور؟
و بكل تأكيد سوء تدبير سببه الرئيسي القرار الخطأ في اختيار التخصص، لكن كيف اختار التخصص الجامعي ولا اندم بعد ذلك؟
بصراحة، على الرغم من أن الحياة مغامرة متعرجة، مليئة بالمنحنيات، إلا أن للـقرار السليم دوراً كبيراً في جعل المغامرة مثيرة، وممتعة، وجعل المنحنيات آمنة وتحت السيطرة.
ولكي يكون القرار سليماً إليك مربع القرار الجامعي الصحيح:
- الضلع الأول: أن تُحب التخصص
لا تختر تخصصاً لا تُحبه، بل ابحث عن تخصص فيه شغفك، تخصصٍ يوقظ كل وجودك في الصباح، ويُسهِر محاجرك في الليالي، فأنت لا تريد أن تعيش مع من لا تحب طوال حياتك، لذلك استثمر قوة الحب في النجاح.
- الضلع الثاني: أن تكون قادراً عليه
فمن غير المعقول أن تختار تخصصاً تحبه لكنك لا تقدر عليه، كمن يريد أن يكون طيّاراً ونظره ١/٦، أو يريد أن يكون ضابطاً وطوله متر و١٠سم. بل ابحث عن التخصص المقدور عليه بالنسبة لك.
- الضلع الثالث: أن يكون له مستقبل
وأقصد هنا المستقبل الوظيفي في بلدك، أو اقليمك وظروفه، فإن الحب والقدرة لا ينفعان من يريد التخصص في وظيفة لا وجود لها في بلده أو أنها ستموت في المستقبل القريب.
- الضلع الرابع: أن يكون له هدفٌ رساليٌّ
وهذا هو الجانب الأخلاقي في التخصص، أبحث عن تخصص تخدم فيه الأمة الإسلامية ووطنك، وتقدم من خلاله عملاً رسالياً يبني الأوطان بعمارة الإنسان، حتى لا تتحول الوظيفة إلى مجرد حياة مادية وأنانية. فكّر صح، وقرر بحزم، وتوكل على الربّ.
أين دور الأبوين؟ أين دور المجتمع عندما يتجمهر الآلاف على كليات المجموعة الطبية للحصول على السمة الاجتماعية والمال الوفير؟
مع الشكر الجزيل