الهدى – متابعات
أحيتْ جموع المؤمنين من شيعة ومحبي أهل البيت (عليهم السلام) في العراق والعالم، اليوم الأربعاء، ذكرى الفاجعة الأليمة لاستشهاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام) والتي توافق للخامس والعشرين من شهر محرم الحرام.
وقدمت الجموع المؤمنة التعازي لمقام النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت الأطهار (عليهم السلام)، مستذكرينَ ما حلّ على الإمام زين العابدين (عليه السلام) من الظلامات بعد استشهاد أبيه سيد الشهداء (عليه السلام) وتحمّله لأعباء الإمامة الإلهية.
وشهدت العتبات المقدسة في العراق والعالم الاسلامي والمراكز الشيعية والحسينيات في مختلف الدول العربية والأجنبية، إحياء مجالس العزاء بالذكرى العظيمة.
كما أقام المعزّون مراسم التشييع الرمزي لنعش الإمام السجاد (عليه السلام) في كربلاء وسامراء ومدن عراقية أخرى، حزناً وألماً على هذه المصيبة الرازية.
وأكّد الخطباء الحسينيون على المواقف المشرّفة للإمام السجاد (عليه السلام) وخصوصاً بعد النكبة الكبيرة التي حلّت بالإسلام والمسلمين.
وأشار الخطباء إلى أن “الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) ورغم أنه حضر فاجعة الطف الدامية وشاهد مصرع أبيه وأخوته وأهل بيته وأصحابهم النجباء، إلا أنه ولحكمة إلهية بالغة بقي حياً بعد هذه المجزرة الدموية”.
ولفتوا إلى أن “الإمام السجاد (عليه السلام) استطاع تسلّم مسؤولياته القيادية والروحية، في مرحلة صعبة للغاية، لينقذ ما تبقّى من الدين الحنيف، فزلزل بمواقفه وأدواره العظيمة عروش بني أميّة اللعناء”.
ويرى الخطباء بأنّ “الدور الأول والمهم الذي قام به إمامنا (عليه السلام) هو الدور الإعلامي من خلال إظهار الجانب المأساوي لحادثة الطف الأليمة، وترسيخها في أذهان الناس وتعريفهم بمبادئ ثورة أبيه سيّد الشهداء (عليه السلام)”.
أما أدواره الأخرى (عليه السلام) كما يوضّح الخطباء فقد “تمثّلت بهداية الأمة الإسلامية ونشر المعارف الحقّة التي حاول بنو أمية طمسها وتغييبها عن المسلمين، والتي جاءت عبر كلماته وخطاباته وأدعيته العظيمة التي رسّخها في صحيفته السجادية الغرّاء”.
هذا وتوافدت مواكب العزاء الكربلائية، صباح اليوم الأربعاء، الى مرقد الإمام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام لإحياء ذكرى شهادة الإمام السجاد عليه السلام.
وانطلقت عدد من مواكب وهيئات وأطراف مدينة كربلاء المقدّسة، قاصدةً مرقد المولى ابي الفضل العباس (عليه السلام) لتقديم العزاء له ثم الاتجاه صوب مرقد سيد الشهداء (عليه السلام) مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين.
وتَعقد المواكب عند الوصول الى مرقد سيد الشهداء (عليه السلام) مجلسها العزائيّ بمشاركة جموع الزائرين وهي تردّد القصائد الشعريّة التي تبيّن المظلوميّة الكبيرة التي لحقت بالإمام السجّاد(عليه السلام).