كما نعلم الزمن هو النعمة التي تتناقص يوما بعد يوم والتي سنسأل عن طرق استغلالها، وها هي ساعات يومنا اصيبت بالشلل فلم تعد تشعر بألم اقتراضها بأسنان فئران الانترنت الحادة.
فلم يعد الشاب اليوم كشاب الماضي من حيث الهمة والعزيمة والانتاجية المرتبطة بطاقة الشباب، وأصبحت أيامه لا تتساوى فقط وأنما أسوء من أمسها، والسبب هو الادمان المدمّر على العالم الافتراضي الذي جرّ العالم الحقيقي بحبال من الوهم ضعيفةٌ، كشباك العنكبوت عند المتيقظين، وقوية عند الذين أخذت منهم الغفلة مأخذا.
ومن هذه الساعات، ساعات او أوقات تمثل اللب للزمن الدنيوي والحكم الفاصل لحلّ هذا الموت البطيء والغزو البارد المنعش.
أنها ساعة الخلوة؛ ساعة خطابك مع نفسك ومع بارئك، ساعة وضع النقاط على الحروف، وتوجيه ذاتك لما لها وما عليها، وهي التي تشحذ همتك للأستزادة من الاعمال الجيدة والسلوكيات الصائبة وتنهاك عن المواقف الخاطئة وبالتالي تجعل يومك الجديد يختلف عن سابقهِ، ويجعل صحيفة أعمالك تزدهر من جديد ليشع نورها في الدنيا قبل الآخرة.
لذا مهما يكن لاتدع هذه القوارض تصل الى قلب زمنك فتعدمه الحياة، فالقلب هو الحياة، ولاحياة دون هذا القلب، يقول رسول الله، صلى الله عليه وآله: “في صحف إبراهيم على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له أربع “ساعات: ساعة يناجي فيها ربه عز وجل، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيما صنع الله عز وجل إليه، وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب وتوزيع لها “.(ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٢ – الصفحة ١١١١).