عدّ سماحة المرجع المُدرّسي – دام ظله -، نجاح مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي عقد مؤخرا في الكويت «دليلاً آخر على نجاح سياسة العراق وتقديرا متناسباً ـ ولو بصورة محدودة ـ لدور الشعب العراقي وقواه العسكرية في مواجهة الإرهاب» وقال سماحته في احدى كلماته الاسبوعية، اواخر الشهر الماضي، امام حشد من الحضور بمكتبه في كربلاء المقدسة: «إن دماء الشهداء الكرام شكّلت سوراً منيعاً لمكاسب العراق ودفاعا عن شعوب المنطقة جميعاً ولولاها لرأينا آفة الإرهاب منتشرة في كل المنطقة».
وأضاف سماحته أن «مخرجات المؤتمر ليست كافية لما يحتاجه العراق» وإن ذلك «ليس بديلاً عن ضرورة القيام بنهضة شاملة لتجاوز آثار الحروب وما خلفته من دمار وفوضى ومن شروخ عميقة في النظام الإجتماعي». واوضح سماحته بهذا الخصوص: «إن شعباً يعيش على المنح لن يعيش كريماً وعلى رجال العراق الذين يستعدون اليوم للقيام بدورهم في المجالس المنتخبة أن يفكروا جدياً في وضع خطة التطور الكبير وأن يقنعوا الشعب ليشاركهم في تحققها». ودعا سماحته الدول إلى المساهمة في إنعاش إقتصاد العراق قائلاً: «إننا ننتظر من دول العالم جميعاً ودول التحالف على وجه الخصوص أن يقوموا بدورهم في إنعاش الاقتصاد العراقي وألّا يجعلوا العراق ساحة لمناكفاتهم السياسية وصراعاتهم التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل».
على المرشحين التحلي بآداب التنافس الديمقراطي
من جانب آخر أشاد سماحة المرجع المُدرّسي – دام ظله – بالجو الإيجابي الذي يسود البلاد قبل الاستحقاق الإنتخابي، لكنّه تمنّى من المرشحين المزيد من «التحلي بآداب التنافس وأخلاق النهج الديمقراطي، كي لا تترسخ الحواجز التي تهدد وحدة المجتمع». وقال سماحته: «إن الأمن والسلم الأهليين دعامتان حضاريتان نشكر الله الذي أنعم بهما علينا بفضله، وبما للشعب من قيم دينية سامية وشعور وطني عالٍ». واضاف سماحته «إن ما يجري حولنا وبالذات في سوريا واليمن يبعث بالقلق العميق لأن كل ذلك يقضي على طموحات شعوبنا بالعيش الرغيد وبالمستقبل الزاهر»، داعيا مجلس الأمن ليقوم بدوره في «وقف هذه المعارك العبثية والتي لا يمكن القضاء عليها من دون تحكيم العقل والعدالة ورعاية حقوق الإنسان ثم التحاكم إلى الخيارات الديمقراطية ذات المصداقية الدولية». وختم سماحته بالقول: «إن على أبناء شعبنا في العراق أن يعتبروا بما يجري هنا وهناك وبما جرى عليه بالذات في العقود الأخيرة للقرن الماضي فيجتنبوا كل ما من شأنه تعكير صفو السلم الأهلي وعلى العشائر العراقية توحيد صفوفها ونبذ المناكفات والقيام بدور إيجابي في تنمية العراق».