الهدى – خاص
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، الى إستثمار موسم أحزان آل محمد في شهر #محرم الحرام لهذا العام للإصلاح والوحدة، مؤكداً أن هذه المناسبة تعد من أعظم اللحظات الفارقة في تاريخ أمتنا الإسلامية، ويجب علينا رسم مستقبل أمتنا من خلال تعلّم عبرها ومواعظها ودروسها والتفاعل معها روحياً وجسدياً.
وبيّن سماحته خلال كلمةٍ ألقاها للخطباء والمبلغين، بمناسبة قرب حلول شهر محرم الحرام لهذا العام، أن الأمة الاسلامية هي الأمة التي اختارها الله سبحانه، لتكون وارثة الارض وهي الأمة التي قال عنها تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، وعلى طلائع هذه الأمة أن تتخذ من مناسبة عاشوراء منطلقاً للإصلاح من خلال فهم دروس وعبر هذه المناسبة والسعي من أجل أن يكون الإنسان الحسيني مصدر إشعاع للعالم أجمع.
وأوصى سماحة المرجع المدرسي الخطباء والمبلغين بعدة وصايا في موسم التبليغ الحسيني:
أولاً: حثّ الناس على التحلي بروح التضحية والعطاء، لأن ملحمة عاشوراء ملحمة العطاء ومدرسة كاملة للحماسة الايمانية، بجميع أبطالها وبمختلف فئاتهم العمرية والنوعية، الذين قدموا كل ما يملكون في سبيل الله، وكانوا مصداق قوله جلّ وعلا: (إنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ ۚ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) وهذه هي التضحية بعينها.
ثانياً: التأكيد على الإلتزام بالخلق الرفيع، حيث تعد الأخلاق ركيزة أساسية في ديننا الإسلامي، فعلينا أن نبين للعالم مدى الخلق العالي الذي يتحلّى به الفرد المسلم عموما والمؤمن الحسيني بوجه الخصوص، فالإنسان الحسيني المتشبع بروح عاشوراء يجب أن ينصب تفكيره في خدمة الآخرين ومساعدتهم، ولا يفكّر ولو لوهلة بأن يسلب حقوقهم أو يبخسهم حقهم، فهذه هي رسالة الإمام الحسين للأمة حينما قال (إني لم أَخْرُج أشراً ولا بَطِراً وإنَما خَرَجْتُ لطَلَب الإصْلاح في أُمَة جَدي).
ثالثا: التركيز على مفهوم الوحدة (وحدة الصف والكلمة) وتجنّب كل مايثير الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة، فأعداء الأمة الإسلامية يتربصون بنا الدوائر، ويعملون على فرقتنا لكي يسيطروا علينا ويسلبوا ثرواتنا، فيجب إستثمار منبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام، للتركيز على مفهوم الوحدة، لا سيما واننا نمتلك كل مقومات الوحدة من فكرٍ مشترك وهدفٍ موحد ومناسبات تصهر الجميع في بوتقتها كالمسيرات العاشورائية والأربعينية في كل سنة، التي تصهر الملايين من البشر وتضفي عليهم روحاً ملائكية، لا تفرّقهم الانتماءات السياسية أو العرقية أو العشائرية.
نحن اليوم بحاجة الى الوحدة التي دعانا اليها الله سبحانه وتعالى، والنبي الأكرم وأهل بيته عليه وعليهم السلام، وعلى الخطيب الحسيني أن يحث على الوحدة لأنها عصمة الأمة وسبيل قوتها ونجاحها على الاعداء وكما يقول ربنا في محكم كتابه (وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ) وأي حبل أفضل من ولاية علي واهل بيته (عليهم السلام).
رابعاً: على الخطيب ان ينظر الى حاجة المجتمع من الوعظ والإرشاد، فكما أن بيان السيرة والمصائب ضرورة في كل خطبة كذلك الإهتمام بأمور الناس وتقديم النصائح المتناسبة مع حاجاتهم هي الأخرى ضرورة، وحث الناس على الابتعاد عن كل ماهو سلبي من غيبة ونميمة ورشوة وفساد وما إلى ذلك من الأمور التي تؤدي الى خراب ذلك المجتمع وإبتعاده عن قيم عاشوراء.