الهدى – وكالات
أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية، وأطلقت أعلى مستوى من التأهب لديها في ظل حالة التفشي السريع لمرض جُدَرِي القردة في أكثر من 70 دولة حول العالم.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحافي “قررت إعلان حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا” بمواجهة جدري القردة، موضحا أن الخطر في العالم معتدل نسبيا باستثناء أوروبا حيث يعتبر مرتفعا”.
ومنذ مطلع مايو/أيار الماضي، عندما اكتشف المرض خارج البلدان الأفريقية حيث يستوطن، أصاب حوالي 17 ألف شخص في 74 بلدا، وفق تعداد للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها “سي دي سي” (CDC) حتى 22 يوليو/تموز الحالي، فضلا عن 5 وفيات في أفريقيا.
وأعلن غيبريسوس عن قراره إعلان حالة الطوارئ الصحية خلال تصريح لوسائل الإعلام في جنيف، وأكد أن اللجنة لم تتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء، إذ أيد الإعلان 6 أعضاء وعارضه 9.
وأوضح أنه تعين عليه التدخل حتى يكون الصوت المرجح لحل الخلاف حول إعلان تفشي مرض جدري القردة “حالة طوارئ صحية عالمية”.
وقال “على الرغم من أنني أعلن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، فإن هذا التفشي يتركز في الوقت الحالي بين الرجال المثليين، وخاصة أولئك الذين لديهم شركاء متعددون”.
ويُعتبر جدري القردة الذي اكتُشف لدى البشر عام 1970، أقل خطورة وعدوى من الجدري الذي تم القضاء عليه عام 1980.
وفي معظم الحالات، يكون المرضى رجالا يمارسون الجنس مع رجال شباب نسبيا، ويعيشون بشكل رئيسي في المدن، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وأكدت دراسة نُشرت يوم الخميس الماضي في مجلة “نيو إنغلند جورنال أوف ميديسين” -وهي الأكبر عن هذا الموضوع وتستند إلى بيانات من 16 دولة مختلفة- أن الغالبية العظمى (95%) من الحالات الحديثة تم نقلها أثناء اتصال جنسي وأن 98% من الحالات سُجلت لدى رجال مثليين وثنائيي الجنس.
وقال غيبرييسوس “يُمثل أسلوب الانتقال هذا في الوقت نفسه فرصةً لتنفيذ تدخلات صحية عامة مُستهدِفَة، كما أنه يمثل تحديا لأنه في بعض البلدان، تواجه المجتمعات المتضررة (من جدري القردة) تمييزًا يهدد حياة” أفرادها.
وحذر من أن “هناك قلقًا حقيقيا من أن الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال قد يتعرضون للوَصم أو اللوم على خلفية الارتفاع المفاجئ في الحالات، مما يجعل تعقب المرض ووقفه أمرًا أكثر صعوبة”.
وكتب أستاذ قانون الصحة الأميركي ومدير مركز منظمة الصحة العالمية لقانون الصحة لورنس غوستن على تويتر “جدري القردة خرج عن السيطرة ولا يوجد سبب قانوني أو علمي أو صحي لعدم إعلان حالة طوارئ صحية عامة دولية”.
واعتبر غوستن أنه إذا كان السبب في عدم إعلان حالة طوارئ صحية دولية “مرده أنها مقتصرة على مجتمع الرجال الذين يقيمون علاقات جنسية مع رجال، فهذا الأمر ينطوي على خطأ وفضيحة”.
وقالت وكالة الأدوية الأوروبية “إي إم إيه” (EMA) يوم الجمعة الماضي إنها وافقت على استخدام لقاح للجدري البشري، وتوسيع استخدامه ضد انتشار مرض جدري القردة. وبات هذا اللقاح مستخدما لهذا الغرض في كثير من البلدان، بما في ذلك فرنسا.